خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه –
يمكن القول أنّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد مُني بخسارة جولة إنعقاد جلسة الحكومة اليوم، ولم تشفع له لا التصريحات الملتبسة للبطريرك الراعي، ولا الموقف المبدئي للقوات اللبنانية، في محاولة تجييش الجوّ المسيحي حول ما درجت تسميته زوراً “المساس بصلاحيات رئاسة الجمهورية”..كما يمكن القول أنّ وزير الإقتصاد/الوديعة السنّية أمين سلام قد خسر أيضاً في اصطفافه الى جانب وزراء باسيل، ما جعله يفقد حياديّته المزعومة، ويفقد ادعاءه الاستقلالية تمهيداً لطرح إسمه كمرشّح توافقي محتمل لرئاسة الحكومة.فقد أثبت بالملموس أنّه أحد بيادق باسيل في لعبة الثلث المعطّل، لا أكثر ولا أقل!
أمّا عن الرئيس نجيب ميقاتي، فهو من جهة سجّل نصراً معنويّاً واسعاً بالدعوة وانعقاد الجلسة، وفق أصول حضور ثلثي الوزراء (16 من أصل 24 وزيراً)، ولكنّه من جهة أخرى قد انكشف بأنّ ادعاءاته السابقة، بعدم حصول باسيل على الثلث المعطّل في التشكيلة الحكومية الحالية، إنّما كانت باطلة، حيث كاد يعطّل الجلسة ب”الوزير الملك” سلام، لولا التدخّل العاجل لحزب الله مع الطاشناق، بما أمّن نصابها القانوني بمشاركة وزير الصناعة جورج بوشوكيان!
الرابح الأكبر هو حزب الله، دون أدنى شكّ.فقد ضرب أكثر من عصفور في جلسة واحدة:
-لقد “ضبط” تمرّد باسيل الذي أراد أن يتحكّم بمصير الحكومة كما لو أنّ الرئيس ميشال عون لا يزال في بعبدا، وكما لا يزال يتحكّم بمصير الرئيس الجديد، رافعاً “البطاقة الحمراء” في وجه توافق الممانعة على تسمية سليمان فرنجيه.وهكذا يكون باسيل قد تلقّى “رسالة” من حليف مار مخايل، مفادها أنّ للتمرّد عليه حدوداً، وأنّ حاجته الماسّة لغطائه المسيحي لا تبيح التمادي في كل الإتجاهات وكلّ الأوقات!
-لقد “أمسك” بمصير إجتماعات الحكومة، وبات رئيسها ميقاتي “ملك يديه”، يفتح له باب إنعقاد الجلسات أو إغلاقه، ساعة يشاء، ما يعني القبض على الحكومة بالمطلق:فكما أنّ الوزير سلام “بيدق” على رقعة باسيل، كذلك بات ميقاتي “بيدقاً” على رقعة حزب الله!
-لقد “قبض” على قرار حزب الطاشناق، أقلّه الى أن يبتّ المجلس الدستوري بالطعن الأخير المقدّم بحقّ النائب القواتي رازي الحاج، والذي إذا ما قبل به المجلس – كما فعل في طرابلس – فإنه يطيح برئيس حزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان، ليحلّ مكانه النائب الأرمني المرشح على لائحة القوات، على غرار ما حلّ النائب العلوي حيدر ناصر في مركز فراس السلوم!
اللعبة السياسية الداخلية لا تزال تدور بعيداً عن هموم وحاجات الناس الفعلية، لأنّه كان لميقاتي – لو أراد – أن يمرّر قرار صرف أدوية السرطان وغيرها، باللجوء الى المراسيم الجوّالة، ليس إلّا!