أقامت اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو و”جمعية كلوي ماريا كريدي”، حفلا بعنوان “أعبر عن فرحي بالحياة بالأشكال والألوان”، في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الطفلة كلوي ماريا، على مسرح مدرسة الليسيه الفرنسية الكبرى في الأشرفية، وزعت خلاله جوائز المسابقة الوطنية للرسم والرقص، برعاية رئيسة لجنة التربية الوطنية النيابية النائب بهية الحريري وحضور الوزير السابق ريمون عريجي، الأمنية العامة لليونسكو زهيدة درويش جبور، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت حمد الهمامي، مدير مدرسة الليسيه بريس ليتي، رئيسة الجمعية ريما كريدي ومهتمين.
بعد النشيد الوطني، عبر ليتي عن “الفخر بأن تحتضن المدرسة هذه المسابقة التي تركز على تنمية المواهب والثقافة عند الأطفال والناشئة”، تلته كريدي قائلة:”تاريخ من الفرح والحزن خلال هذا النشاط، كونه يتزامن مع رحيل كلوي في مثل هذا التاريخ وأيضا إحياء ذكراها من خلال تلك المسابقة التي تعبر عن إستمرار رحلة كلوي عبر الرسم والرقص من خلال الأطفال المشاركين في تلك المسابقة السنوية التي تخلد ذكراها ورسالتها أن تبقى حية في العقول والقلوب”.
وتحدثت جبور واكدت “أنه حظ مزدوج أن يتحول الحزن إلى فرحة من خلال هؤلاء الأطفال الذين يمتلكون الطاقة وحب الحياة من روح كلوي والتعبير عنها بالرسم والرقص”، لافتة “إلى أن مشاركة اليونيسكو في هذا النشاط يساهم في تعزيز روح الفرح وحب الحياة والإستمرارية عبر هؤلاء الأطفال”.
بدوره قال عريجي:”من العتمات تنسل شعاعات الفجر الأولى ومن بين الأشواك تطلع البراعم وأزهار الحقول ويطل دائما ربيع الفصول بعد الرعود والأعاصير، يجمعنا وجه ذكرى وصدى رنين ضحكة حاضرة في وجدان أهل ومحبين، كلوي صار لها جمعية تفيء ظلالها طفولة واسعة بدفاترها وأقلامها وألوان الفرح والأغاني ورقصات الحياة وأحلام الزمن الآتي”.
وتابع :”أيها الأطفال من تفوق وفاز ومن شارك ومن حضر، تحملون اليوم بمعرفة أو بلا وعيكم وردة ونسمة حياة، وصورة لذكرى وجيعة وجمرة عذاب في قلب أهل ساحرتنا الجميلة التي سافرت إلى نجمة بعيدة، لكنم أيضا في هذا الإلتفاف الحميم تشكلون ولادة أمل وإيمانا راسخا بخصوبة الحياة وتوالي الأجيال”.
اضاف :”أعبر عن فرحي بالحياة بالأشكال والألوان شعار جميل يختصر كل الأحلام ويحمل رسالة تشبث بفرح الوجود وديمومة الحلم الإنساني بالأفضل والأحلى والأكثر توغلا في النقاء”، مؤكدا “أن هذه المبادرة برعاية اليونسكو وجهود جمعية كلوي ماريا وان شابتها غصة ومرارة تسهم في إحتضان الطفولة على إختلاف معاناتها وتحفز طاقات أطفالنا على التعبير رسما وتلوينا وغناء ورقصا وخلق فرص للإبداعات الفنية وتشجيعا خلاقا لأطفال لبنان في العديد من المدارس”.
ولفت إلى “أن هذه المباراة السنوية مناسبة لإكتشاف المواهب وإطلاقها لتشكل في الأزمنة الآتية مبدعين لبنانيين في مجالات فنية مختلفة، يكملون مسار لبنان الإبداعي ودوره الريادي في المنطقة والعالم”، وعبر “عن تقديره لإهتمام اللجنة الوطنية لليونيسكو”، مثنيا “على مبادرة وجهود الجمعية محييا إدارات المدارس التي شارك تلامذتها بهذه المباراة ومهنئا الطلاب والأطفال الذين فازوا في المباراة”.
كما عبر عن تقديره ومحبته للنائبة الحريري على رعايتها و”حضورها الذي ينم عن شعور إنساني عميق وإهتمام مستمر وعنيد بأمور الطفولة والطلاب”.
وختاما قالت الحريري:”هذا اللقاء هو أكبر من كل الكلمات والخطابات لأنه يجدد الأمل بالحياة رغم عمق الأحزان بما هو تعبير عن الفرح بالألوان والأشكال. تحية من القلب للأم السيدة ريما كريدي والعزيز جو اللذين استطاعا أن يجسدا إيمانهما بالله وبإرادته عبر الحب والتسامح والأمل والفرح ورعاية كل الأطفال المبدعين، وليشاركوا كل الأهالي فرحتهم بأبنائهم وألوانهم وأشكالهم، وان تلك الإرادة الخلاقة والمحبة هي كل ما يحتاجه وطننا الحبيب في هذه الأيام”.
واشارت الى “ان الشراكة بين اللجنة الوطنية لليونيسكو وبين مدرسة الليسيه الفرنسية الكبرى في احتضان مبادرة الجمعية هي خير نموذج لرعاية الإبداع والكشف عن المواهب لدى الأجيال الصاعدة التي تشكل رأسمالنا الإنساني والوطني”.
أضافت :”كنت أتمنى أن أجد كلاما يوازي جمال هذه الألوان والأشكال أو مشاعر تضاهي ما تقدمه من تعاضد ومواساة، وكلي ثقة بأننا سنكون في الأعوام المقبلة مع ألوان وأشكال أكثر جمالا وتجديدا للحياة التي تجسدها جمعية كلوي ماريا التي تملأ روحها العذبة يومنا هذا برقة وشفافية وحنان”.
وتخلل الحفل عرض فيلم عن الطفلة الراحلة كلوي ماريا كريدي وأعمال التلاميذ المشاركين في مسابقتي الرسم والرقص ورقصات للفائزين في مسابقة الرقص بعدها تسلم كل من الحريري وعريجي ودرويش وليتي دروعا تقديرية وتسليم شهادات للتلامذة المشاركين من مدارس من مختلف المناطق وفي الختام نخب المناسبة.