تَحتَ قِباب الشمال
بلدية مرياطة تواجه مشكلات اقتصادية ووبائية إضافة الى النفايات التي تكدست في بعض بساتينها
(تحقيق مروان جلول)
تقع بلدة مرياطة – القادرية في محافظة لبنان الشمالي، وفي الجهة الشمالية الشرقية لقضاء زغرتا ،على متوسط إرتفاع حوالي 220 متر عن سطح البحر، تصل مساحتها إلى ما يقارب 4 كلم2 وتبعد عن طرابلس حوالي 7 كيلومتر.
تعتبر من أكبر بلدات قضاء زغرتا من حيث عدد السكان و تحتل المرتبة الثانية بعد مدينة زغرتا، تعود أهمية البلدة إلى الدور الحيوي الذي تلعبه في مختلف الميادين الحياتية، إضافة لموقعها الوسطي بين منطقة الضنيّة ومدينة طرابلس الذي بدوره ساهم في تعاظم دور البلدة ومكانتها.
حيثُ يبلغ تعداد سكانها قُرابة 20 ألف نسمة إضافةً إلى 5442 لاجئ سوري بحسب إحصاءات البلدية لعام (2014/2015) .
تنقسم البلدة إلى منطقتين مرياطة، والقادرية، وقد تم ضمهما لبعضهما فيما بعد، وفي مطلع العام 2002 وتحديدا في 2002/3/6
وبموجب قرار صادر عن وزير الداخلية والبلديات آنذاك إلياس المر تم إستحداث مجلس بلدي فيها برئاسة السيد محمد عجاج الفائز بأربع دورات مُتتالية.
تبنت البلدية منذ إنطلاقتها شعار “معاً نبني بلدتنا” وقد تجلى ذلك عبر الكثير من المشاريع التنموية ( شق طرقات و إنشاء بُنى تحتيه، تمديد شبكات مياه الشُرب، إفتتاح مُستوصف شبه مجاني تابع لها) إضافة للنشاطات الطبيه و الشبابية و الثقافية و غيرها…
إلا أن حالها، بحسب رئيس بلديتها محمد عجاج ليس أحسن من غيرها في ظل تردي الأوضاع الإقتصاديه والسياسية التي يمر بها لُبنان، حيث تواجه مشاكل عِدة أبرزها عدم إلتزام المُكلفين بدفع المُستحقات البلدية التي تخطت 2 مليار ليرة، إضافةً لتأخر الدولة بدفع مستحقات الصندوق البلدي المستقل حيثُ أنها تدفع للبلدية 360 مليون ليرة كل سنتين و هذا المبلغ لا يكاد يغطي 50% من المدفوعات وبالتالي نحن في عجز دائم.
وقال :ان سبب ضعف آداء البلدية تجاه ملف النفايات جاء نتيجةً لإقفال مكب عدوة إذ أننا لم نكن نعاني من أي أزمة عندما كان المكب مفتوحاً، حيث كُنا ندفع سنوياً لقاء رفع النفايات قرابة 75 مليون ليرة إلا أننا و بعد الإغلاق بتنا كسائر بلديات قضاء زغرتا في حالة عجز جماعي تجاه حل أزمة النفايات الأمر الذي دفعنا للجوء إلى السوق السوداء ودفع مبالغ طائلة لأحد الأشخاص يدعى محمد سيف، لرفع النفايات ما إضطرنا لدفع 30 مليون ليرة شهرياً أي ما يُقارب 360 مليون ليرة سنوياً….
( صور تُظهر تراكم النفايات بشكل عشوائي في البساتين و الطرقات بسبب إغلاق مكب عدوة)
ولدى سؤالنا حول كيفية تعامل البلدية مع جائحة كورونا التي حلت بدورها مع لعنة الإرتفاع الجُنوني لسعر صرف الدولار ضيفاً ثقيلاً على حياة وجُيوب اللُبنانيين خِصيصاً بعد تسجيل عدة إصابات بين أهالي مرياطة، خصصت البلدية جزءاً من المُستوصف التابع لها لمعالجة مرضى كورونا وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة ومصلحة الصِحة بالشمال وطبابة القضاء.
( عناصر مركز مرياطة الصحي أثناء حملة فحص لمخيمات اللاجئين السوريين في البلدة)
ونفى رئيس البلدية تعرُضِه لأي ضغط سياسي من قبل أي جهة حزبية او سياسية بخصوص بعض القضايا العالِقة وتحديداً أزمة النُفايات، مؤكداً أن المجلس البلدي يؤدي عمله بشفافية و موضوعية ضمن للحدود الإدارية والنطاق العقاري للبلدة في إطار الصلاحيات التي أقرتها القوانين المرعية الإجراء.
وأكد في هذا السياق، إنفتاحه على كافة الجِهات السياسية الفاعلة للضغط على الحكومة للتعامل بجدية مع موضوع اللُبنانيين المُخطوفين الثلاثة في نيجيريا لاسيما وأن من بينهم الشاب مُصطفى عجاج وهو أحد أبناء البلدة.