جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / بعد 12 عاماً على توقيع تفاهم “مار مخايل”.. ما مصير علاقة “حزب الله” ـ “التيار”؟
اخبر

بعد 12 عاماً على توقيع تفاهم “مار مخايل”.. ما مصير علاقة “حزب الله” ـ “التيار”؟

كتبت بولا اسطيح في صحيفة “الشرق الأوسط”: في السادس من شباط الجاري يُستكمل التفاهم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” الذي يُعرف باسم “تفاهم مار مخايل”، كونه وُقِّع في كنيسة “مار مخايل” على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت، عامه الثاني عشر. إلا أن الظروف التي تحيط بالذكرى السنوية هذا العام تختلف تماماً عن الظروف التي رافقت إحياء المناسبة في السنوات الماضية، باعتبار أن اصطفاف الشارع الشيعي وراء رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الأزمة الأخيرة التي نتجت عن الفيديو المسرّب لوزير الخارجية جبران باسيل، وتطوُّر الأمور في الشارع وبالتحديد في بلدة “الحدث” المتاخمة للضاحية، طرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كان هذا التفاهم هو الذي منع تدهور الأوضاع أم أن “هشاشته” هي التي سمحت باتخاذ المواجهة بُعداً طائفياً.

وقد مرّ هذا التفاهم في السنوات الماضية بأكثر من تجربة تمكّن من تخطيها بنجاح، ولعل أبرزها “حرب تموز” بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، وأحداث أيار عام 2008 عندما شن الحزب حملة عسكرية في بيروت والجبل ضد معارضيه، وقرار “حزب الله” المشاركة بالحرب السورية في عام 2012، لكن التجربة الأخيرة التي عاشتها البلاد الأسبوع الماضي، كانت الأصعب بإقرارٍ من طرفَي هذا التفاهم، ما بات يستدعي، حسب مصادر في التيار الوطني الحر تحدثت لـ “الشرق الأوسط”، “تحصينه، لا إعادة النظر به ومراجعة بنوده، من منطلق أن ما اتفقنا عليه ما زلنا متمسكين به، لكن الأمور لا شك تحتاج إلى جلسات حوار مع الحزب لتحديد نقاط الخلل التي أدّت إلى انفجار الأمور ولتفادي تكرار ما حصل”.

وتماماً كما يقر “التيار الوطني الحر” بتعرض علاقته مع الحزب لـ”هزات” سببها تردي علاقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لا تتردد مصادر مقربة من “حزب الله” في الكشف عن أنّها أبلغت التيار الوطني الحر بكل صراحة ووضوح ومنذ فترة بأن الحزب سيقف إلى جانب حركة أمل في أي مواجهة سياسية، نظراً إلى إعطائه الأولوية لوحدة الصف الشيعي، لافتة في تصريح لـ “الشرق الأوسط”، إلى أن الحزب أبلغ “الوطني الحر” أيضاً بأن المشكلات مع الرئيس بري تُحلّ بالحوار، وأنّه جاهز دائماً للعب دور الوسيط في هذا المجال.

وتضيف المصادر: “لا شك أن الأزمة الأخيرة تركت جروحاً بليغة سنعمل على مداواتها ومعالجتها، وأن هناك أخطاء ارتُكبت يتوجب التفاهم على عدم تكرارها، إلا أن الراسخ الوحيد هو أننا متمسكون أكثر من أي وقت مضى بتفاهم مار مخايل لأننا نتأكد يوماً بعد يوم أنّه قوة إضافية للبنان يسعى كثيرون لاستهدافها في كل محطة”.

(الشرق الأوسط)