اتهم نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي، الشرطة بارتكاب ممارسات “وحشية” أثناء قمع مسيرة سلمية خرجت في حيفا احتجاجا على قتل القوات الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين على حدود غزة.
وكان أكثر من 500 شخص خرجوا في تظاهرة سلمية في مدينة حيفا شمالي إسرائيل، مساء الجمعة، احتجاجا على مقتل قرابة 60 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، على حدود قطاع غزة، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير لها، الاثنين، أن المسيرة أثارت جدلا في إسرائيل بشأن تعامل الشرطة مع الأقلية العربية عندما يحتجون علانية على قمع إسرائيل لإخوانهم الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة.
وكانت غالبية المشاركين في مسيرة حيفا من فلسطينيين 48، فيما شاركت نسبة قليلة من اليهود المؤيدين للسلام، وأظهرت لقطات فيديو ضباط الشرطة وهم يدفعون المشاركين دفعا قبل الاعتداء عليهم بالهراوات، واعتقال عدد منهم.
وأمر قاض إسرائيلي، الاثنين، بإطلاق سراح 19 عربيا اعتقلتهم الشرطة أثناء قمع المسيرة، وكان من بينهم ناشط كسرت الشرطة رجله بعيد اعتقاله.
اعتداء عنيف
ويقول جعفر فرح الناشط البارز ومدير مركز “مساواة”، الذي يعنى بالدفاع عن حقوق المواطنين العرب إنه تعرض لاعتداء عنيف من قبل الشرطة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن أحد عناصرها ضربه بقوة على ركبته في غرفة احتجاز.
ونقل فرح إلى المستشفى تحت حراسة مشددة، وقال بعد الإفراج عنه إنه يعتزم رفع دعوى على الشرطي الذي اعتدى عليه، مؤكدا عدم ثقته بتحقيق الشرطة.
وتقول ديانا بوتو المحامية وإحدى المشاركات إن المسيرة كانت هادئة وسلمية، وكان المتظاهرون يلوحون بالأعلام ويهتفون بالحرية، لكن الشرطة الإسرائيلية قابلت ذلك بعنف بدأ في دفع المتظاهرين ثم ملاحقتهم والاعتداء عليهم.
وانتقد رئيس القائمة العربية في الكنيست، أيمن عودة، الشرطة الإسرائيلية بالتعامل الوحشي مع تظاهرة الجمعة، داعيا النائب العام إلى فتح تحقيق في الحادث.
من جانبه، كتب النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي مقالا في صحيفة “معاريف” اعتبر فيه تعامل الشرطة العنيف بـ” الفضيحة الكبرى”، وقال إن التظاهرات يقوم بها مجموعات أخرى في إسرائيل مثل الحرديم والأفارقة لا تقابل بمثل هذا العنف.
وفي ردها على الانتقادات، قالت دائرة التحقيق الداخلي في الشرطة الإسرائيلية إنها ستنظر في مزاعم العنف الشرطة في حيفا، لكن وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، قال إنه سيفتح تحقيقا في تصرف عودة أيضا.
وحيفا ثالث مدينة في إسرائيل ونحو 10 بالمئة من سكانها البالغين 300 ألف، من العرب.
ويشكل العرب في إسرائيل نحو 20 بالمئة من السكان، وهم أبناء الأقلية الفلسطينية التي ظلت في منازلها بعد نكبة عام 1948 وقيام دولة إسرئيل، ويقول السكان العرب إنهم يتعرض للتمييز العنصري.