كتبت استال خليل “أخباركم أخبارنا”:
مع اقتراب موسم الأعياد، انتشرت معلومات إسرائيلية تتحدث عن محاولات إيرانية لتهريب أسلحة من خلال مطار بيروت الدولي، وسط تحذيرات من استهدافه لإحباط هذه العمليات.
الغارة الاسرائيلية على لبنان عام ١٩٦٨
وقالت المعلومات إنها كانت تعلم بأن “إيران تُجري عمليات جس نبض ومحاولات استخدام ممر تهريب جديد عبر بيروت بعد فشل ممر دمشق”، مضيفة أن “تل أبيب تتحرى عن محاولة طهران تهريب أسلحة من خلال رحلات مدنية إلى مطار بيروت”.
وأكدت أن “الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على سوريا خلال السنوات الأخيرة، أثبتت جدواها وأحبطت غالبية عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى ميليشياتها المسلّحة في سوريا وحزب الله في لبنان ودمّرت عدداً من المنشآت والمواقع الإيرانية على الأراضي السورية والبنى التحتية. وقد تركت هذه العمليات أثرها البالغ، وكان يتوقع أن تفتش عن سبل أخرى لهذه الأسلحة، لكن إسرائيل لن تتعامل بأي تساهل مع نقل الأسلحة الإيرانية عبر مطار بيروت. ونقلت، عبر طرف ثالث، رسالة مفادها بأنها ستنفذ ضربات عسكرية قاسية ضد المطار في حال وصول أية أسلحة أو ذخيرة أو عتاد حربي إيراني إليه”.
إلا أن وزير الأشغال علي حمية رد على هذه المزاعم باستبدال آلات المسح الضوئي بأخرى أحدث منها قدمتها الحكومة الألمانية كهبة للمطار.
وأكد من مطار بيروت أن “الإشاعات الإسرائيلية عن تهريب أسلحة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، تستهدف تشويه سمعة مرفق لبنان الجوي”.
لكن رد الوزير ليس كافيا لمواجهة سرطان ينتشر في لبنان، ويعرض يوميا حياة المواطنين للخطر. ولا يجب أن تتكرر كارثة إنفجار مرفأ بيروت لأنه عندها كلمة “يا ريت” لن تفيد.
مصباح الأحدب
وفي هذا الإطار، أسف النائب السابق مصباح الأحدب، في حديث عبر “أخباركم أخبارنا”، لكون “حزب الله بإمكانه أن يفعل ما يريد في لبنان، من دون أن يردعه أحد”، سائلا، “من يحاسبه ويتفاوض معه اليوم على ما يتناقض مع الوضع السيادي اللبناني؟”.
ورأى أنه “كوننا في مرحلة انتخاب رئيس جمهورية وهناك نقاش حول أسماء كثيرة، يجب اختيار رئيس لا يغطي جمهورية تحمي مصالح حزب الله فقط، ولا تسمح له بالسيطرة على الداخل اللبناني كما يفعل اليوم، بل أن يمثل جميع اللبنانيين”.
وتابع: “كما عليه أن يعيد ترتيب هياكل المؤسسات اللبنانية التي نجح حزب الله بالسيطرة عليها بفرض أعراف على مقاسه، وذلك بعدما أخذ تنازلات من سياسيين تغطي جميع أعماله، حتى عندما قام بتهريب المليارات من الدعم اللبناني على المشتقات النفطية”.
القوات اللبنانية
ومن جهته، رأى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبور، عبر موقعنا، أن “دور حزب الله وسلاحه يشكلان خطرا كبيرا على لبنان واللبنانيين، ويستجران الحروب الخارجية ويمنعان قيام دولة فعلية في لبنان على غرار أي دولة تحترم دستورها وشعبها في العالم. وسيبقى لبنان في حالة من عدم الاستقرار السياسي والمالي بسبب هذا السلاح ودوره”.
وأضاف: “لبنان يعيش في ظل أزمة وطنية وسياسية ترتقي إلى أزمة وجودية بسبب حزب الله ودوره الإقليمي، خصوصا وانه ناتج عن زراعة إيرانية، ولا يؤمن بالولاء إلى لبنان والانتماء له. وبالتالي انطلاقا من كل هذه الأمور نحن نعيش في أزمة كبرى”.
وأردف قائلاً، “في موضوع الأسلحة، لا شك انه عندما تستهدف إسرائيل مطار دمشق أو غيره، فهي تستهدف بذلك الأمكنة التي يستسهل إيصال الأسلحة والذخائر عبرها. وطبعا الحكومة اللبنانية هي المعنية بإعطاء الأجوبة اللازمة لجهة ما إذا كان هناك مخازن أسلحة أم لا، لكن الشكوك دائما قائمة وموجودة لأن أولوية الحزب هي سلاحه. والحكومة هي المعنية بتقديم التطمينات لجميع المواطنين ودول الخارج بأن المرافق الحيوية غير خاضعة للحزب وبعيدة عن تأثيره، لكن لا يمكن تثبيت أو نفي هذه المعلومات إلا بعد تحقيق جدي في الموضوع، وما يعنينا هو التحذير من مغبة استخدام هذه المرافق الحيوية بما يهدد سلامة الناس ويعرض لبنان للخطر”.
وتابع: “في مطلق الحالات، الأزمة في لبنان ستبقى على ما هي عليه طالما أن الحزب هو جزء من دور إيراني ويستخدم سلاحه على حساب الدولة والشعب اللبناني وأولويته المصلحة الإيرانية العليا على حساب المصلحة اللبنانية العلي. ومن هنا، المطلوب وجود سلطات دستورية ورئيسي جمهورية وحكومة وحكومة حريصة على علاقات لبنان الخارجية من جهة، والحفاظ على سلامة اللبنانيين من جهة أخرى، بانتظار الظروف الملائمة التي تسمح بتسليم هذا السلاح، وأن تصبح كل فئات الشعب اللبناني خاضعة للدستور والقانون في ظل مساواة حقيقية وفعلية، وليس على غرار ما هو قائم اليوم، فالبلد لم يصل إلى هذا الانهيار سوى بسبب هذا السلاح ودوره لأن وجود حزب الله يؤمّن بشكل تلقائي وجود قوى حليفة تؤمن تغطية لسلاحه، وفي ظل هذه العلاقة بين فريق مسلح يؤمن الغطاء لفريق فاسد وفريق فاسد يؤمن الغطاء لفريق مسلح، وصل لبنان إلى ما وصل إليه”.
الوطنيون الأحرار
أما أمين الإعلام في حزب الوطنيين الأحرار بطرس طراف، فعلق على المعلومات المنتشرة في هذا الصدد بالقول: “لا يمكننا أن نؤكدها أو ننفيها، لكننا لا نتفاجأ أبداً بها، خصوصا وان حزب الله لا يهتم الا بتقديم مصلحة إيران وسوريا على مصلحة بلده ومواطنيه. وكل ميليشيا مسلحة خارج إطار وتنظيم الدولة تشكل خطرا على المواطنين، فكيف اذا كانت ميليشيا تتلقى أوامرها من خارج الحدود ومن بلد لا يهتم بحرية وحياة شعبه. الجميع يعلم أن حزب الله يخزن أسلحة ومواد تفجير في مستودعات بين المنازل، كما ان الجميع يعلم انه كان هناك عنابر في مرفأ بيروت قبل التفجير بفترة، وكان ممنوع الاقتراب منها وهي محمية من حزب الله “.
كما أشار في حديث عبر “أخباركم أخبارنا”، إلى أن “إسرائيل تستهدف المستودعات التابعة للحزب المتواجدة في سوريا، ومن البديهي أن تستخدم المرافق اللبنانية. كما من المعلوم أن حزب الله منظمة تابعة للمحور الممانع، أي تتلقى الاوامر منه، طوهي بالتالي تنفذ أوامر ايران وسوريا بتخريب لبنان مما يجعل اسرائيل مستفيدة من الفوضى القائمة في لبنان، وخير مثال على ذلك تطور الأنشطة الذي حصل في مرفأ حيفا بعد تفجير مرفأ بيروت”.
حراس الأرز
من جهته، اعتبر الأمين العام لحزب حراس الأرز، المحامي مارون العميل، في حديث عبر موقعنا، أن “حزب الله كتنظيم عسكري ايراني القيادة ، يقوم بتنفيذ الأوامر الايرانية دون تردد، وهو يعمل من أجل تحقيق مشروعه الايراني، في إقامة الدولة الاسلامية في لبنان (ولاية الفقيه)، وبما انه استطاع إخضاع الطغمة الحاكمة لتكون مجرد هيكل مطواع لارادته، فهو قادر على كل شيء، إن كان في استباحة المطار أو غيره من المرافق البرية أو البحرية من حسيبٍ او رقيب”.
وأضاف: “ان حزب الله يشكل عائقا رئيسيا وصلب البنية أمام قيام الدولة اللبنانية وسيادة القانون في ظل نظام ديمقراطي حقيقي يحفظ حرية المواطنين وسلامتهم وأمنهم الاجتماعي والاقتصادي، وهنا يكمن الخطر الداهم، أي في بقاء لبنان دولة مشلّعة تحكمها الميليشيات والعصابات ويسودها الفساد على كافة المستويات. وإن كل متبصر وواعٍ يعلم تماماً أن مشروع حزب الله هو نقيض مشروع قيام الدولة وهذا الأمر ادى وسيؤدي الى المزيد من الموت والفقر والهجرة، حيث ان شعبا بلا دولة كقطيع من الماشية بلا راعٍ مشتت في الجرد ليكون غذاءً يومياً للذئاب حتى الفناء”.
وتابع: “أما في ما يتعلق باختيار حزب الله للمرافق اللبنانية ليجعلها في خدمة أولياء أمره، فهو أمرٌ بديهي يندرج في سياق تنفيذه للأوامر الصادرة من طهران خدمة لاقامة ولاية الفقيه وأحلامها التوسعية في المنطقة. ونحن قوميون لبنانيون ننظر منذ البدايات الى حزب الله بهيكليته البشرية كمرتزقة تشكل جزءا من الطائفة الشيعية الكريمة المختطفة، الواقعة ضحيةً للمخططات الايرانية ووقوداً لنزعتها التوسعية. وفي خضم هذا المشهد، نحن نرى أن هذا الجزء المخطوف من الطائفة الشيعية لا حول له ولا قوة لاتخاذ قرارات بمعزل عن القيادة الايرانية، ولهذه الاسباب علينا جميعاً كلبنانيين أن نعمل بكافة الوسائل لتحرير هذه المجموعة اللبنانية من قبضة النظام الايراني لتعود الى لعب دورها في النسيج القومي اللبناني في ظل نظام حضاري يحميه، ويرعى التعددية الثقافية والفكرية بمساواةٍ وعدالة لجميع أبناء الأمة اللبنانية “.
وختم قائلا: “نذكر كل أصحاب الذاكرة الضعيفة ان شيعة لبنان للبنان وسنَّة لبنان للبنان ومسيحيي لبنان للبنان ودروز لبنان للبنان ويهود لبنان للبنان. ونحن في حزب حرّاس الأرز عملنا ونعمل وسنبقى نعمل ليكون لبنان بكل أهله غير منتقص منهم مواطن واحد وفي كل أراضه غير منتقص منها حبة تراب واحدة، وان يكون اللبناني مساوياً لأخيه اللبناني في الحقوق والواجبات”.
شركة معراج
وكانت كشفت مصادر عربية أن شركة طيران معراج الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري تسير رحلات لمطار بيروت.
وبينت أن رحلات الشركة الإيرانية إلى لبنان قد تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله، مشيرة إلى أن استغلال مطار بيروت في نقل أسلحة إيرانية للبنان سيضر الاقتصاد اللبناني.
كما أشارت المصادر إلى أن أول رحلة لشركة معراج الإيرانية إلى مطار بيروت كانت في 14 تشرين الثاني الماضي.
ولفتت إلى أن إسرائيل تخشى انضمام مطار بيروت إلى مسار تهريب الأسلحة من إيران للبنان.
وقالت المصادر إن رحلات شركة معراج الإيرانية تهبط بشكل أسبوعي في مطار دمشق الدولي.
وكانت إسرائيل اتهمت حزب الله بنقل أسلحة من إيران إلى لبنان عبر “رحلات مدنية” هبطت في مطار دمشق الدولي.
لكن السلطات اللبنانية نفت تقريرا حول نقل طيران “معراج” الإيراني أسلحة إلى “حزب الله”، عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، فيما اعتبرت جهات إسرائيلية أن التقرير جاء لتحذير السلطات اللبنانية من هجمات إسرائيلية محتملة في لبنان لإحباط “مسار نقل الأسلحة الجديد” من طهران إلى بيروت.
وعام 2018 قررت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شركة “معراج” ضمن مؤسسات طيران إيرانية أخرى.
خطط فاشلة
وأفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، في تقرير صدر عنها في تشرين الأول الماضي، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين كبار، بتدمير 90% من البنى التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
وقال المسؤولون إن خطة القائد السابق لـ”فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، الذي قُتل على أيدي الأميركيين عام 2020، “باءت بالفشل” بسبب استمرار الحملة الجوية للجيش الإسرائيلي على أهداف في سوريا.
وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشورات على تويتر، في أيار الماضي، عن مسار نقل أسلحة يديره نجل قيادي في حزب الله، وقد استغل القيادي منصبه الرفيع والبنى التحتية للدولة اللبنانية لمساعدة نجله في نقل الأسلحة الاستراتيجية من إيران إلى حزب الله.
وأكد أنه “لضمان الحفاظ على السرية، يتم نقل الأسلحة على متن رحلات مدنية من إيران إلى مطار دمشق الدولي بما يعرض المدنيين إلى خطر محدق”.
كما أشار إلى أن حزب الله “يستغل دولة لبنان ومواطنيها لأغراض إرهابية تخدم المصلحة الإيرانية”.
وكانت إسرائيل قد قصفت مطار بيروت في أواخر عام 1968 رداً على هجوم نفّذته “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” على طائرة مدنية إسرائيلية. وكانت لهذا التنظيم الفلسطيني قواعد في لبنان في ذلك الوقت، ودمرت تلك الغارة الإسرائلية عدداً من الطائرات المدنية، التابعة لشركة “طيران الشرق الأوسط”.