حذّر مستشار الأمن القومي لدى نائب الرئيس الأميركي السابق كولين كال في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية من اندلاع حرب بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، بعد استهداف واشنطن قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا يوم الخميس الفائت بـ59 صاروخاً من طراز “توماهوك” ردّاً على مجزرة خان شيخون.
في تقريره، شدّد كال على أنّ الشأن السوري سيترأس قائمة المسائل التي سيناقشها وزير الخارجية ريكس تيلرسون خلال زيارته إلى موسكو هذا الأسبوع، متخوّفاً من وقوع صدام بين القوتين النوويتين، إذا فشلت إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب والكرملين في الاتفاق سوريّاً.
كال الذي استند إلى اعتبار رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف بأن الضربة العسكرية الأميركية تضع الولايات المتحدة وروسيا على حافة الاشتباك العسكري، وتعليق العمل بالخط الساخن بين واشنطن وموسكو الموضوع لضمان سلامة طائرات الجانبين في سماء سوريا أثناء العمليات، وتأكيد الجيش الروسي عزمه على تعزيز دفاعات الجيش السوري الجوية وحديث ترامب عن إمكانية اتخاذ إجراءات عسكرية جديدة، رأى أنّ نطاق أهداف الإدارة الأميركية الواسع في سوريا يزيد من احتمال تصعيد الأحداث بين الولايات المتحدة وروسيا.
في هذا السياق، أوضح كال أنّ شن الولايات المتحدة حملة واسعة على الرئيس السوري بشار الأسد باستهدافها القواعد الجوية السورية ومنشآت القيادة والسيطرة يهدّد حياة الجنود الروس، كما وأعرب عن خشيته من أن يؤدي سعي واشنطن إلى إنشاء منطقة حظر جوي- الذي رجّح أن يتطلّب استهداف الدفاعات الجوية السورية والروسية- إلى وقوع حوادث جوية بين الطائرات الروسية والأميركية.
وبناء عليه، توقّع الكاتب أن تردّ روسيا والأسد على تكرار واشنطن سيناريو الضربات في سوريا أو سعيها إلى إنشاء منطقة حظر جوي عبر إعادة توجيه أنظمة دفاعاتهما الجوية المتكاملة لتشمل أهدافها طائرات التحالف الدولي والولايات المتحدة أو عبر استهداف مناطق المعارضة الكائنة شمال سوريا، حيث ينتشر ما يقارب الـ10 آلاف جندي أميركي على الأرض، ما من شأنه التأثير في مسار الحملة على “داعش” وتعريض حياة الجنود الأميركيين للخطر.
وانطلاقاً من خيار ترامب توجيه ضربة محدودة للأسد، أكّد كال أنّ معضلة كبرى تنتظره، إذ يتطلّب نجاح واشنطن في منع وقوع هجمات كيميائية تهديدها باستهداف الجيش السوري إذا واصل النظام استخدام الأسلحة الكيميائية أو ارتكب تجاوزات أخرى، على حدّ قوله. وبما أنّ ترامب فضّل الضربة المحدودة على الخيار العسكري الواسع، استبعد الكاتب أن يتخذ مثل هذا القرار، محذّراً من محاولة الأسد اختبار سيّد البيت الأبيض الجديد في هذه الحال لأنّه سيجد نفسه مضطراً إلى الرد، على رغم من إمكانية وقوع صدام عسكري مباشر مع روسيا.
في هذا الصدد، شدّد كال على حاجة الإدارة الأميركية إلى وضع خطة واضحة يحدّد بموجبها ترامب وفريقه أهداف الولايات المتحدة بدقة وتجانس أكبر، متسائلاً عما إذا كان هدف واشنطن يقتصر على منع وقوع هجمات كيميائية جديدة أو يتمثّل بوضع حدّ للنزاع السوري، وذلك قبل وصول تيلرسون إلى موسكو الأربعاء.
ختاماً، أكّد الكاتب أنّ احتمال نشوب نزاع بين واشنطن وموسكو مرجح إذا لم تجد الإدارة الأميركية مخرجاً يحفظ ماء وجه الكرملين، خالصاً إلى أنّ اندلاع حرب عالمية ثالثة أسوأ من انجرار الولايات المتحدة إلى الميدان السوري.
(“لبنان 24” – Washington Post)