إذا كانت خلوة الدقائق العشر التي جمعت الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري في القصر الجمهوري قبل تلقيهم التهاني بعيد الاستقلال، قد شكّلت، وعلى رغم قصر أمدها، نقطة رهان لدى كثيرين بأنّها قد تؤسّس لمخرج جدّي لعقدة تمثيل سنّة 8 آذار، فإنّ البحث الرئاسي فيها لم يخرج عن إطار العموميات، دون ان يلامس أي مخرج لهذه العقدة، ما خلا الرغبة المشتركة التي أبداها الرئيسان عون والحريري في السعي الى المزيد من الجهود للعثور على حل.
وبحسب مطّلعين على أجواء الخلوة، فقد برزت فيها مصارحة بري للرئيسين، بأنّ الوضع لم يعد يحتمل، وصرخات الناس تتعالى يوماً بعد يوم، ولم يعد من الجائز الاختباء خلف الأصبع او دفن الرؤوس في الرمال كالنعام، يجب ان نعترف انّ البلد على شفير ان يتداعى لو استمر الحال على ما هو عليه.
واكّد بري «آن أوان تشكيل الحكومة، وكل تأخير إضافي يدفّع البلد مزيداً من الأكلاف والأضرار التي قد يصل معها الى لحظة لا يعود في مقدوره احتواءها او لملمة سلبياتها، ولذلك وزير بالزايد او وزير بالناقص، أعتقد انّه ليس مهماً على الإطلاق، يا اخوان البلد في وضع صعب».
ولفت بري أمام زواره، الى انّ الجو جامد حكومياً ولا حلول آنية في متناول اليد، لا بل انّ افق الحلول مغلقة بالكامل. وتبعاً لذلك أوحى بأنّ الحكومة مطوّلة وما من شك في هذه الحالة انّه من الآن والى ان يحين موعد ولادتها، يبقى الصمت سيّد الكلام.