رغم انشغالاته السياسية الكثيرة هذه الايام بمهرجان ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر في بعلبك الذي تقيمه “حركة امل” لمناسبة الذكرى الاربعين لاختطافه، ورغم الوضع السياسي المعقد على صعيد تشكيل الحكومة ومتابعته لادق التفاصيل في هذا الشأن، يُعطي رئيس مجلس النواب نبيه بري اهمية بالغة للمصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”. فبعد عقد اللقاء الاول بينهما برعايته في مقر المكتب السياسي لـ “حركة امل” في بيروت وحضور ممثله رئيس المكتب جميل حايك ومسؤول الملف الفلسطيني في “امل” محمد جباوي، هذا اللقاء الذي لم يثمر بين الحركتين الى الان انعقاد اجتماع القيادة السياسية الموحدة الفلسطينية في لبنان بعد قطيعة بين “فتح” و”حماس”، يصرّ الرئيس بري على اتمام المصالحة بين الحركتين وتنفيس الاحتقان السياسي بينهما حماية للمخيمات الفلسطينية وتجنّبا لاي انعكاسات بين الطرفين، لذلك لفت الانظار اللقاء بين رئيس المكتب السياسي لـ “حركة امل” جميل حايك والسفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبّور ووفد من “حركة امل”، واللقاء بين وفد من “حماس” ووفد من “امل” التي تسعى بطلب من الرئيس بري شخصيا لاعداد وثيقة مصالحة وميثاق شرف بين “فتح” و”حماس” على ان ترفع كل منها رؤيتها لهذه المصالحة ليصار الى دمجها بورقة واحدة خلال اللقاء المرتقب الذي سيعقد بينهما قريبا في المكتب السياسي لامل برعاية الرئيس بري وحضوره الشخصي لاتمام المصالحة الكاملة بين الطرفين الفلسطينيين واعادة تفعيل الاطار السياسي المركزي الفلسطيني في لبنان” .
وعن هذا الموضوع، قال المسؤول السياسي لحركة المقاومة الاسلامية “حماس”، في لبنان احمد عبد الهادي لـ”المركزية” “ان العمل الفلسطيني المشترك ان لم تكن “حماس” و”فتح” فيه لا يمكن ان يكون عملا مشتركاً، و”الصلحة ” التي جرت في مقر المكتب السياسي لحركة امل في بيروت كانت لتفعيل اطار العمل المشترك المركزي في لبنان، وبالفعل بعدما تمّت المصالحة برعاية الرئي بري وبجهد مبارك ومشكور من رئيس المكتب السياسي لحركة امل جميل حايك، تم الاتفاق على ان تكون هذه الخطوة مقدمة لتفعيل وتطوير الاطار المركزي، وبناء عليه استمر الاخوة في “امل” في جهودهم، ثم عاد الرئيس بري وكلّف عضوا المكتب السياسي لحركة امل محمد جباوي وبسام كجك للجولة على حماس وفتح وفصائل التحالف والمنظمة من اجل بلورة صيغة نهائية لطبيعة العمل المشترك واطلاق هذا الاطار قريبا، وعقدا مجموعة من اللقاءات مع حماس وفتح والسفير دبور، وايضا مع قيادة تحالف القوى الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ونحن في حماس سلّمناهم الورقة التي تشكّل وجهة نظرنا للعمل المشترك، والمنظمة فعلت ذلك، وبحسب علمي من خلال التواصل مع الاخوة في حركة امل هم الان يعكفون على صياغة ورقة واحدة موحدة وتوضع بين يدي التحالف والمنظمة، فاذا وافقتا عليها عندها سيكون هناك لقاء للعمل المشترك يُطلق برعاي الرئيس بري”.
ووصف عبد الهادي المناخ بالايجابي”، لافتاً الى “ان بانتظار ترتيب العمل المشترك، الامور ستسير في الاتجاه الصحيح، ونحن في “حماس” لدينا قرار لا رجوع عنه بضرورة العمل المشترك، وحريصون على ان نعمل واخواننا في حركة فتح، ومطالب شعبنا الفلسطيني وهمومه وحقوقه تتطلب منّا ان نعمل سويا”.
وختم عبد الهادي “هناك قرار بتجنيب الساحة اللبنانية ايّة خلافات مركزية ونحن ملتزمون به منذ سنوات، ونتمنى ان يكون هناك مصالحة مركزية، لكن حتى لو بقي الخلاف يجب ان لا ينعكس على الساحة اللبنانية وملتزمون بذلك ونحرص على ان تبقى الساحة اللبنانية ساحة وئام وتفاهم ولا نريد ان يؤثر خلافنا على لبنان.
(المركزية)