كرر بري أمام زواره تأكيد «ضرورة استغلال الفترة التمديدية الحالية للمجلس النيابي وعدم اعتبارها «فترة تمديدية وكان الله يحبّ المحسنين»، بل اعتبارها فرصة او فترة اختبار للمجلس كما للحكومة لمزيد من العمل والانتاج لكي تعود الناس وتحترم هذا المجلس بكل مكوّناته على غرار ما حصل مع مجلس عام 1992. فدعونا نعمل لمصلحة الناس وإلّا اذا بقينا في المراوحة والتعطيل والمماطلة وتضييع الوقت، فهذا إسمه «شَرشحة».
وأشار بري الى انه في صدد الدعوة قريباً الى جلسة تشريعية للمجلس وبندها الاول هو مشروع سلسلة الرتب والرواتب. فقال: «أنا شخصياً منسجم مع نفسي حول هذا الموضوع ومع الوعد الذي قطعناه بضرورة إقرارها لأنها حق لأصحابها».
وحول التعقيدات التي يمكن أن تواجه طرح السلسلة واعتراضات بعض القطاعات، ولا سيما منها الاقتصادية، قال بري: «السلسلة بند أساسي في الجلسة المقبلة والمجلس سيّد نفسه في هذا الأمر وسيدرسها ويقرّها وليس أمامه ما يمنعه من ذلك، الّا اذا قرّر رئيسا الجمهورية والحكومة استرداد المشروع فهذه هي الطريقة الوحيدة لسحب السلسلة من الجلسة، وما لم يحصل ذلك فالمجلس سيدرسها ويقرّها».
وشدّد بري في مجال آخر على «وجوب إجراء انتخابات فرعية لملء الشواغر الموجودة (مقعد ماروني في كسروان ومقعد أرثوذكسي ومقعد علوي في طرابلس)، خصوصاً انّ ولاية المجلس مستمرة لـ11 شهراً يفترض خلالها إجراء هذه الانتخابات، مع الاشارة الى انّ إجراءها يتمّ وفق القانون الأكثري وهذا منصوص عليه في القانون الجديد. وفي كل الحالات أنا لا اعتقد انّ هناك عائقاً او مانعاً لإجراء هذه الانتخابات فلا ضرورة لهذا التأخير».
وعن استخدام البطاقة الممغنطة في الانتخابات المقبلة، قال بري: «بطاقة ممغنطة او إلكترونية يجب إنجازها، لا شيء يمنع ذلك وهو أمر ليس صعباً بل سهل جداً وضروري في آن معاً».
وحول وساطة المصالحة التي كان بدأها لجسر العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، قال بري انه بدأ فعلاً هذه الوساطة لكنها عُلِّقت موقتاً بسبب سَفر كل من الحريري وجنبلاط، ومع عودتهما ستستأنف و«آمل خيراً». وتطرّق بري الى التطورات المتسارعة في المنطقة، فتوقف باهتمام كبير أمام الحدث العراقي وإنهاء تنظيم «داعش»، واذ اعتبر ذلك إنجازا كبيراً الّا انه يبحث عن جواب للسؤال ماذا بعد «داعش»؟
فقال: «أخشى ما أخشاه محاولة إدخال المنطقة في ما هو أخطر من «داعش»، أي التقسيم. تقسيم المنطقة والعالم العربي. هنا مبعث الخشية والخوف، أنا خائف على المنطقة والمهم هو ان تحفظ حدود البلدان». وعن لبنان قال: «الحمد الله لبنان رغم «التعتير اللي فِي» أفضل من أيّ بلد آخر».
وأكّد بري لـ«الجمهورية» تَمسّك لبنان بحقوقه النفطية وحدوده «حتى آخر رمق»، مشيراً الى انّ هذا الموضوع كان محلّ نقاش بينه وبين ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ «وكان لافتاً انّ موقفها متفهّم الى حدّ التطابق للموقف اللبناني». وأوضح انّ «كل الأمور منتهية، لكن يبقى انتظار الموقف الأميركي الذي لم يعيّن بعد المسؤول المعني بهذا الملف حتى الآن».
(الجمهورية)