ورد في صحيفة “الديار” أن الاتصالات والمساعي لم تتوقف طوال الساعات الماضية في محاولة لالتقاط اللحظة، لكن المواقف المتشددة التي صدرت عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد الدعوة للجلسة العامة زادت الطين بلّة، وأصابت شظاياها العديد من الأطراف ومنهم حليفه حزب الله عندما ذكّره بالوقوف معه بعد اغتيال الرئيس الحريري.
ولم يكتف باسيل بذلك بل هدد باللجوء الى كل الوسائل وبالانتخاب بالأرجل والأقدام، وجاء كلامه بعد ترؤسه تكتل التغيير والاصلاح واجتماع بوفد “القوات اللبنانية”.
وقد وضعت مصادر مطلعة في عين التينة كلام باسيل في خانة التصعيد الذي في غير محله، مشيرة الى انه يتحمل مسؤولية الاطاحة بكل الاقتراحات التي طرحت في الايام الاخيرة ومنها اقتراح حزب الله الذي يرمي الى اعتماد النسبية على اساس الدوائر الست.
ونقل عن الرئيس نبيه بري مساء امس قوله اننا حاولنا جاهدين التوصل الى قانون لكن النقاشات الأخيرة اصطدمت بموقف باسيل الذي رفض الاقتراحات التي طرحت وشيطن النسبية.
واضاف امام زواره: “لقد بحّ صوتنا منذ ثلاثة أشهر لكي ينجز مجلس الوزراء قانون الانتخاب لكننا وصلنا الى ما وصلنا اليه، ولن نقبل بخراب البلد او تدميره، وان التمديد (وفق الاقتراح المطروح في جلسة الغد) يقع ضمن مبدأ الضرورات تبيح المحظورات، والضرورات هنا هو رفض الذهاب الى الفراغ في مجلس النواب”.
وأمل بري امس في ان “تكون الدعوة الى الجلسة غداً تحفيزاً لقانون جديد، فاذا حصل ذلك قبل الجلسة يمكن دمجه بالتمديد التقني وامامنا 48 ساعة”.
وألمح الى الفرق بين ما قاله ويقوله الرئيس عون وما يقوم به الوزير باسيل في مناقشة قانون الانتخاب، مشيرا في هذا المجال الى كلام رئيس الجمهورية وربطه التمديد بالقانون او بالاتفاق على مبادئه، بينما يصرّ رئيس تياره على شيء آخر.
واستغرب بري هذا الرفض القاطع من باسيل للنسبية بينما سمعنا على مدى اربع سنوات من الرئيس عون كل التأييد للنسبية الكاملة ولا غيرالنسبية، فماذا عدا ما بدا؟
ويضيف ردا على التهويل والتهديد الذي سمعه ويسمعه لقد شهدنا مثل هذا الاسلوب وهذه السياسة منذ اربع سنوات على طريقة المثل القائل “يا بركب عليك او بعتب عليك”… ونقول الآن لا، فليعتبوا علينا.
وجدد الرئيس بري امام زواره التصدي لسياسة الذهاب بالبلاد الى الفراغ والدمار قائلا على طريقة احد الأمثال “حاكم سيئ خير من لا حكم… فاللاحكم يعني تدمير البلد”.
ورداً على سؤال حول جلسة الغد قال “الخميس يكرم الوطن او يهان”.
وحول مقاطعة التيار العوني والقوات والكلام عن التصويت الميثاقي قال بري: “سأنظر في القاعة وأحسب اذا كان هناك مسيحيّون فيها أم لا، فالمسيحي مسيحي وليست المسألة مسألة انتماء حزبي معين فقط”.
ورفض رئيس المجلس أسلوب تفصيل القوانين على مقاسات خاصة والذهاب الى حصر التمثيل بالبعض من دون المسيحيين الآخرين، متسائلا أليس سليمان فرنجية مسيحياً، أليس ميشال المر وبطرس حرب وغيرهما مسيحيون؟
ورداً على سؤال قال بري: “بعد التمديد لن يكون هناك قانون انتخاب إلا على اساس النسبية الكاملة حتى لو قامت القيامة”.
(الديار)