«يجب إعلان الحكومة الجديدة قبل نهاية هذا الشهر، وإلا فإن الوضع سيكون خطيرا»!
هذا الكلام التحذيري العالي النبرة، صادر عن مصدر في تيار المستقبل، دون توضيح ما إذا كان منشأ هذا الخطر ماليا، في ضوء الضغوطات التي يتعرض لها لبنان، من تقارير مؤسسات التصنيف الدولية، أو من التوترات الإقليمية الناشئة عن المبارزات الصاروخية بين إسرائيل وإيران فوق الأراضي السورية.
الرياح الحكومية هبت من عين التينة بلقاء رئيس المجلس نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، على إيقاع تلويح النائب جميل السيد، من مجلس النواب بثورة نيابية من فوق يوم الاثنين ما لم تتشكل الحكومة في مهلة تنتهي يوم الأحد، وعنوان هذه الثورة سحب التكليف النيابي من الرئيس الحريري دون توقف أمام الاعتبارات الدستورية المانعة، الأمر الذي رد عليه رئيس المجلس نبيه بري بالقول: هذه شغلتي.
هذه المعطيات المتفائلة يشوبها الحذر، بالاستناد إلى السوابق غير المشجعة، أكان على مستوى المحاصصات الحكومية، أو على صعيد الارتباطات الإقليمية، والجديد هنا ما علمته «الأنباء» من الجهات المواكبة لعملية التشكيل، وخلاصته ان الاتفاق اصبح ناجزا حول الأسماء، وما تدور حوله المشاورات الآن، محصور بإسقاط هذه الأسماء على الحقائب.
وعلم في هذا السياق بحسب مصادر لـ «الأنباء» أن الرئيس نبيه بري وافق على رغبة الحريري في إعطاء حقيبة البيئة الى تكتل لبنان القوي، تسهيلا للأمور، ولقاء إعطاء وزارة الصناعة المحسوبة للفريق الجنبلاطي، الى كتلة التنمية والتحرير، أو أي حقيبة أخرى، في حين يرفض باسيل حقيبتي الإعلام والمهجرين.
وتقول المصادر المتابعة: ان الوزير باسيل وافق أخيرا على حكومة الثلاث عشرات، بعدما أيقن كما يبدو أنه لا خصومه ولا الحلفاء يوافقونه على الوزير الحادي عشر لتكتله، والذي يؤمن له الثلث المعطل.
في حين يستمر البحث عن جواد عدرا آخر لتمثيل اللقاء التشاوري السني، ويبدو أنه تم الاهتداء إلى الشخص المناسب، الذي تتقبله مختلف الأطراف.
ووصف النائب عبدالرحيم مراد فكرة إعادة إحياء حكومة تصريف الأعمال المستقيلة «بالكذبة الكبيرة» لأن لا الدستور يسمح ولا المعطيات السياسية تجيز.
عضو تكتل لبنان القوي نائب زحلة سليم عون غرد قائلا للرئيس ميشال عون: شعبك المتألم والمتأمل بانتظار غضبك.
وكان الرئيس عون عبّر عن غضبه من الوضع أمام زواره، وبلغ ذلك الرئيس المكلف.
وبالعودة إلى الجانب المالي الضاغط من أجل تخطي كافة العقبات المعيقة لتشكيل الحكومة، فقد برز أمس دعم سعودي متجدد للبنان مع تأكيد وزير المالية السعودي محمد بن الجدعان، ان المملكة ستبذل كل ما يمكن لدعم اقتصاد لبنان ومهتمة باستقراره ومستعدة لدعمه بكل الوسائل ومساعدته حتى النهاية.
ورحب وزير الخارجية جبران باسيل، في حديث لقناة «سي ان ان» الأميركية في دافوس بالخطوة السعودية وقال: اعلم انهم قاموا بهذه الخطوة في السابق، ونحن نشجعهم ونشجع كل الأصدقاء للمساهمة والمحافظة على استقرار لبنان، والعالم كله لا يمكنه تحمل لبنان ينهار، واصفا القطريين بأنهم مستثمرون جيدون.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت التوترات مع إسرائيل تبقيه مستيقظا في الليل أجاب: ما يبقيني مستيقظا هو الصمت على الخروقات الإسرائيلية اليومية لسيادتنا، حيث لدينا 150 خرقا. وكانت سندات الخزينة اللبنانية المقوّمة بالدولار تعرضت للضغوط، تحت تأثير المخاوف من تخلف محتمل عن إيفاء الديون.
وتوقعت مصادر مصرفية انعكاس هذا الوضع على سوق السندات، والبورصة اللبنانية، وحذرت مصادر مصرف لبنان المركزي من التوقف أمام اخبار تتداولها وسائل التواصل، حول مصارف مزعوم تعثرها، وضرورة سحب الودائع منها، تحسبا واحترازا. وقالت ان هذه الأخبار تستهدف نشر الذعر غير المبرر، لأن خفض التصنيف لا يحمل المودعين اية تبعات، ولأن اموالهم مؤمن عليها ومحصنة.
وقال الوزير خليل ان تقرير «مودز» يستكمل ما قالته الوكالة الشهر الماضي. بحيث تأكدت الحاجة الى تشكيل الحكومة لإطلاق عملية الإصلاح المالي، وصولا إلى تخفيف نسبة العجز المقررة في مؤتمر «سيدر» والإنجاز السريع للموازنة العامة. وقال ان حاجات الخزينة مؤمنة.
وفي لقاء الأربعاء النيابي، حثّ الرئيس بري على اجتماع مجلس الوزراء لإعداد الموازنة العامة وإحالتها إلى مجلس النواب لإقرارها.
الانباء