لم يكن الهجوم الإرهابي الذي استهدف الحرم المكي، أمس الجمعة، وتمّ إحباطه من قبل قوات الأمن السعودي، هو الأول من نوعه، فقد استهدفت عدة هجمات الحرمين الشريفين خلال التاريخ الحديث.
ومن أبرز هذه الهجمات الإرهابية التي استهدفت المسجد الحرام في مكّة المكرمة، عام 1979، حيث استولى أكثر من 200 مسلّح متطرّف على الحرم المكي بقيادة محمد القحطاني الذي ادّعى أنّه “المهدي المنتظر”.
وكان القحطاني تلميذ الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي السعودية في التسعينيات، وجهيمان العتيبي، الموظف السابق بالحرس الوطني السعودي، وأعلنا عبر مكبّرات الصوت في المسجد الإنقلاب.
ووصف العتيبي رفيقه القحطاني أنّه “المهدي المنتظر” الذي سيحرّر العالم العربي، وأدخل العتيبي وأنصاره الأسلحة في نعوش، وأخرجوها عند صلاة الفجر وأغلقوا أبواب المسجد، واحتجزوا من فيه من مصلين، وظلّ الأمر كذلك لمدة 15 يوماً، فشلت فيها كلّ المفاوضات مع جماعة العتيبي.
واستصدرت وزارة الدخلية السعودية فتوى من رجال الدين في السعودية بجواز اقتحام المسجد، وبالفعل نفذت قوات الأمن السعودية عملية اقتحام وسيطرت على الوضع.
وفي نهاية عام 1987 شنّ مجموعة من الحجاج الإيرانيين أعمال شغب ومنعوا الحجاج من أداء المناسك، ما اضطر قوات الأمن للاشتباك معهم، ممّا خلّف نحو 400 قتيل غالبيتهم من الإيرانيين.
وفي 1989 جرى اعتداء آخر، حيث حدث انفجاران أحدهما في أحد الطرق المؤدّية للحرم المكي، والآخر فوق الجسر المجاور للحرم، وألقت قوات الأمن القبض على 16 حاجاً نفذوا التفجيرات بتوجيهات إيرانية. وعرض “التلفزيون السعودي” اعترافات لهم، وقدموا إلى محاكمة قضت عليهم بالإعدام.
وفي تشرين الأول من العام الماضي، كاد هجوم صاروخي أن يفتك بالمدينة المقدسة، لولا اعتراض دفاع التحالف العربي للصاروخ الباليستي الذي أطلقته مجموعات “الحوثي” من اليمن.
وفي تموز من العام نفسه، وقعت 3 تفجيرات انتحارية في السعودية، أحدها في موقف سيارات قوات الطوارئ قرب الحرم النبوي من الجهة الجنوبية أودى بحياة 4 من رجال الأمن.
(24)