تمر العلاقة بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” في حال من التوتر الشديد، يمكن أن تهدد “إعلان النيات” الذي وقعه العماد ميشال عون قبل أن يُنتخب رئيساً للجمهورية وسمير جعجع في احتفالية أقيمت في مقر الأخير في معراب.
ويقول مصدر سياسي مواكب مسار العلاقة بين الطرفين لصحيفة “الحياة” إن “الخلاف بينهما يكاد يتجاوز الخط الأحمر”، لافتاً إلى أن “القوات قرر أن يعض على الجرح انطلاقاً من حرصه على ديمومة المصالحة المسيحية- المسيحية التي رعاها عون وجعجع، ولقيت ترحيباً في الشارع المسيحي بعد صراع دمويّ وسياسي دام أكثر من ربع قرن”.
ويعتقد المصدر المواكب أن اهتزاز العلاقة بين “القوات” و “الوطني الحر” بدأ يطل برأسه من خلال التشكيلات الديبلوماسية والإدارية التي صدرت عن الحكومة حتى الآن والتي حصل الوزير جبران باسيل فيها على الحصة الكبرى، ما يعني أنه أراد توجيه رسالة إلى المسيحيين بأنه الأقوى في شارعهم بلا منازع.
ويعتقد المصدر أن باسيل انتفض ضد “القوات” على موقفه من استئجار البواخر، على خلفية أنه مستاء من إدارته السياسية لبعض الملفات داخل مجلس الوزراء وأبرزها ملف الكهرباء، ويقول إن باسيل لوح أكثر من مرة باستعداده للدخول في مقايضة مع “القوات” مقابل مهادنته حول بعض هذه الملفات ولم يلق أي تجاوب من “القوات”.
وبكلام آخر، يعتقد المصدر هذا أن باسيل بدأ يخطط لتحجيم “القوات” بعد أن اكتشف أن هناك صعوبة في تنعيم موقفه أو إلحاقه على بياض بشروط “الوطني الحر”، وصولاً إلى تقديم نفسه على أنه الأقوى تمثيلاً في الشارع المسيحيّ وأنه وحده الحريص على استعادة حقوق المسيحيين.