في ظل التفاؤل الذي عكسه الرئيس المكلف سعد الحريري بقرب تشكيل الحكومة، فند رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عقب اجتماع للتيار كل ما يتعلق بتشكيل الحكومة متمسكا، بمسألة المعيار وعدالة التمثيل المتعلقة بوزير لكل خمسة نواب في ظل حكومة وحدة وطنية تستحق التضحيات لكن ليس الى درجة الإبتزاز كما قال.
وقال: “المعيار العادل هو وزير لكل خمسة نواب، لأننا لو اعتمدنا معيار اربعة وزراء لاحتجنا الى 38 وزيرا”، مضيفا أننا “نريد حكومة وحدة وطنية، لكن ذلك لا يعني أن نقبل بالابتزاز أو بلعبة افشال العهد”.
ودعا باسيل الى عدم الإستهانة بالعقدة السنية، معتبرا انها مشكلة حقيقية الى جانب العقدتين الدرزية والمسيحية، مدافعا عن حصة رئيس الجمهورية ومشيرا الى ان الدستور لا يحدد مهلة للتأليف لكن على رئيس الحكومة ان يضع مهلة لنفسه واذا لم تأخذ الحكومة الثقة ستعاد تسمية الرئيس الحريري لكن على اسس جديدة.
واكد باسيل أن التيار قد يقدم الكثير من التنازلات التي قد تصل الى عدم المشاركة في الحكومة، مشيرا الى ان الحقائب الخدماتية الاساسية المخصصة للمسيحيين هي ثلاثة، وتساءل: “كيف تطلب القوات اثنتين منها وتقول ان هذا حقها؟”، لكنه عاد وشدد على ان المصالحة المسيحية يجب ان لا تمس وانه يريد اتفاق معراب كاملا وليس المطالبة بوزارات وحصص وضرب العهد في الوقت نفسه.
وختم باسيل مؤتمره الصحافي بأن الجميع أمام فرصة حقيقية يجب ملاقاتها بإيجابية وعبر تقديم تنازلات حقيقية.
القوات
هذه المواقف فندها بيان توضيحي للمكتب الاعلامي للقوات اللبنانية، الذي اكد انه ليس باسيل من يضع المقاييس والمعايير.
وثمنت الدائرة الاعلامية في الحزب قول باسيل انه مع المصالحة المسيحية، ولكنها تستغرب ان يقول بانه يريد اتفاق معراب كاملا في الوقت الذي يشكل هذا المطلب مطلب “القوات” تحديدا.
واضافت: “القوات تذكيرا لمن يمكن ان تكون قد خانته الذاكرة انه تم الخروج عن اتفاق معراب منذ اللحظة الأولى بدءا من تشكيل الحكومة الماضية، مرورا بعدم تشكيل لجنة مشتركة من الحزبين، وليس انتهاءً بكثير من الطروحات السياسية المناقضة لمضمون التفاهم.
وفي سياق متصل تحدث باسيل كما يتكلم مرارا وتكرارا عن ضرب العهد، وعليه، نسأله وبكل بساطة: هل يستطيع ولمرة واحدة ان يقول أمام الرأي العام اللبناني اين ضربت “القوات” العهد وفي اية مناسبة وفي أية مواضيع وملفات؟
وأما إذا كان يعتبر الوزير باسيل بان معارضة وزراء “القوات” لصفقة بواخر الكهرباء ضربة للعهد، فنحن نعتبر بالمقابل اننا قد أدينا خدمة كبرى للعهد، لأنه لا يشرف اي عهد حصول صفقة من هذا النوع في أيامه”.
القوات اللبنانية وعن كلام باسيل لجهة عدم اعتراضه على تولي القوات حقيبة سيادية وانما فيتو وطني، سألته: “اين هو هذا الفيتو لا بل عندما طرح تولي “القوات”لحقيبة سيادية كان لهذا الأمر وقعه الإيجابي والترحيبي من قبل الكتل النيابية”.
وعن المقياس الذي تحدث عنه باسيل، رأت القوات انه ليس هو من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيس الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية والمقياس الوحيد المنطقي هو النسبة التي نالها كل طرف في الانتخابات الأخيرة، وقد نالت “القوات اللبنانية” ثلث التمثيل الشعبي المسيحي، وبالتالي يحق لها ثلث التمثيل الوزاري في الحكومة عددا ووزنا.
عن وزارات الدولة، قالت القوات: “نحن نقبل ان تكون إحدى وزاراتنا وزارة دولة، ولكن بعد ان يصار إلى تمثيلنا بالشكل الصحيح الذي أفرزته الانتخابات النيابية، اي بثلث المقاعد الوزارية، وذلك ان على مستوى عدد الوزراء او نوعية الحقائب”.