وقال سكان وقادة عشائر في دير الزور شرقي سوريا، إنهم صعدوا احتجاجاتهم ضد قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة.
وشهدت عشرات المناطق في دير الزور احتجاجات واسعة، ومن بينها مناطق البصيرة، ومويلح، والحصين، والمحيميدة، والجنينة، والشنان، والشحيل، وماشخ، الضمان، النملية، طيب الفال، الطيانة والدحلة، بحسب ناشطين.
وتمثل هذه المناطق حزاما استراتيجيا للنفط في قلب أراضٍ تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات.
وقال النشطاء إن عناصر “قسد” أطلقوا النار باتجاه المتظاهرين في بعض المناطق، خاصة عندما قطع المحتجون الطريق بين دير الزور والحسكة الذي تستخدمه شاحنات قوات سوريا الديمقراطية لنقل صهاريج النفط.
ثروة النفط
ويقول الناشط في دير الزور أبو علاوي الشعيطي لموقع سكاي نيوز عربية إن “النفط يلعب الدور الأساسي في المنطقة، وخاصة بعد احتكار النفط من قبل قوات سوريا الديمقراطية وتهريبه إلى النظام ومناطق الأكراد في الحسكة والقامشلي”.
وأوضح أن المظاهرات الأخيرة اندلعت بعد أن وردت معلومات تفيد بتهريب قوات سوريا الديمقراطية للنفط إلى كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي.
“يحدث ذلك بينما ارتفعت أسعار المازوت في دير الزور إلى ما يقرب من 180 ليرة في وقت يباع في الحسكة الكردية بنحو 50 ليرة فقط”.
وتعد دير الزور خزان الوقود السوري، حيث تحتضن أكبر آبار النفط وفي مقدمتها حقل العمر النفطي الذي ينتج ما لا يقل عن 40 ألف برميل يوميا.
ويعتبر رئيس التيار العربي المستقل في دير الزور محمد شاكر أن النفط جزء من أزمة أكبر، حيث تعاني المناطق الواقعة شرق الفرات بالمحافظة من سياسة تمييز ضدهم من قبل الإدارة الذاتية الكردية.
وقال شاكر لموقع سكاي نيوز عربية إن السكان انتفضوا ضد “المعاملة العنصرية واحتجاز المدنيين وتعنيفهم على الحواجز، وسلب ثروات المحافظة وانتشار عصابات مسلحة تابعة لقسد”.
وأضاف أن الاحتجاجات نابعة من واقع تهميش المكون العربي الذي يمثل 95 في المئة من السكان في المنطقة.
انفجار الوضع
وحذر شاكر من انفجار الأوضاع باندلاع اقتتال عربي كردي، قائلا إن المستفيد منه هما “تركيا وإيران اللتان ستستغلان أي نزاع لفرض السيطرة على شرق الفرات”.
وقال إن “الأكراد دائما ما رفعوا شعار اللامركزية في مناطقهم وحصلوا على إدارة ذاتية، فلماذا لا يدير العرب مناطقهم بشكل ذاتي؟”.
وبحسب الصحفي في شبكة فرات بوست صهيب جاسم، يطالب المحتجون بخروج قوات سوريا الديمقراطية من ريف دير الزور، والإفراج عن المعتقلين في سجون الواحد الكردية، وتخفيض أسعار الوقود، ووقف سرقة النفط، بالإضافة إلى تحسين الخدمات طالما أن المنطقة تخضع لإدارة الوحدات الكردية.
ويعتبر جاسم أن الوضع في دير الزور يعبر عن حالة عامة تختمر منذ أشهر، وقد سبقت هذه الموجة من الاحتجاجات، موجة أخرى في مدن الرقة والطبقة وريف دير الزور الشرقي .
وقال جاسم :” الوضع متوتر بالفعل.. وقد حدث قتال في السابق بين قوات النخبة العشائرية وقسد في ريف ديرالزور الشرقي لذات الأسباب، كما وقع اقتتال بين ثوار الرقة وقسد”.
نفي كردي
وينفي مجلس سوريا الديمقراطية أن تكون هناك ممارسات تمييزية ضد السكان العرب في دير الزور، قائلين إن الاحتجاجات تعبر عن رغبة في تحسين الخدمات.
وقال المنسق الإعلامي لمجلس سوريا الديمقراطية إبراهيم الإبراهيم لموقع سكاي نيوز عربية:” هي مطالب شعبية بتحسين الأحوال.. هذا شيء طبيعي.. لكن هناك تجاوزات في توصيف الحالة بوجود مواجهات بين أبناء العشائر والأكراد”.
واعتبر الإبراهيم أن هناك مخططا لدفع أفراد من العشائر لإثارة الفتنة بعد الانتصار التاريخي على داعش.
وأوضح بالقول: “ما يجري فعلا مخطط يأتي في سياق ضرب منطقة الشمال من عدة اتجاهات.. هناك قوى إقليمية مثل تركيا وإيران بالإضافة إلى النظام السوري وروسيا لها مصلحة فيما يحدث”.