تحت عنوان إحذروا لعبة “مريم- الشبح”، كتبت ساسيليا دومط في صحيفة “الجمهورية”: رأيت باتريك، إبن العشر سنوات برفقة والده، مرتبكاً خائفاً لدرجة الإرتجاف؛ كان الأمر يبدو للأب كأنّ الطفل تعرّض للتنمّر من قبل رفاقه في المدرسة، لدرجة إصابته بنوباتِ رعب، وبأنه خوفاً من رفاق صفه يرفض الذهاب إلى مدرسته من جديد. أما الحقيقة، فكانت خوف الطفل وإصابته بالرعب بسبب استخدامه للعبة “مريم-الشبح”.
كأنّ ما يعاني منه الأطفال والمراهقون في مجتمعنا من ضغوطات نفسية لا يكفيهم، حتى يقعوا ايضاً فريسة اللعبة الشبح “مريم”.
هي لعبة إلكترونية، كناية عن فتاة لعبة تشبه الشبح، تطلب من المستخدم مساعدتها للوصول إلى منزلها الذي لم تعد تتمكّن من بلوغه بسبب حلول الليل؛ وعلى الطريق، تطرح الطفلة عدداً من الأسئلة على الطفل أو المراهق المستخدم، أسئلة عامة وشخصية وسياسية، كما تتطرّق إلى سؤاله إذا كان معجباً بها ويحبها، وأسئلة تتعلّق بعلاقته مع أفراد أسرته والمشكلات التي يعاني منها، كما تطلب منه إدخال إسمه الشخصي وعنوانه، مع التأكّد منه إذا كان حقيقياً أو لا. عند وصولها إلى بيتها، تطلب من المستخدم الدخول معها لأنّ أهلها يريدون أن يشكروه على المساعدة.
ينجرف الأطفال والمراهقون وراء هذه اللعبة بسبب الحماسة والتشويق الذي تشعرهم به، إلّا أنهم سرعان ما يعانون من الخوف والرعب بسبب مؤثرات مرئيّة وصوتية، تنقلهم إلى عالم خيالي بعيد من الواقع الذي يعيشون فيه.
تطلب “مريم من المستخدم القيام بأمور متتالية وصولاً إلى الإنتحار، وتهدّده بقتله أو قتل أفراد عائلته في حال لم ينفّذ الطلب أو إذا أراد التوقف عن اللعب؛ وأكثر ما يقلقه هو أنها تعرف عنوان المنزل، وأموراً أخرى تتعلّق بالأسرة.
يتزايد ضحايا هذه اللعبة يوماً بعد يوم في العالم العربي، وفي لبنان خصوصاً، فهي تزرع الخوف والرعب في نفس الطفل والمراهق فيميل إلى الإنعزال والإنطواء وإيذاء النفس. يبدو القلق ونوبات الذعر واضحين لدى مَن وقع ضحية هذه اللعبة، بالإضافة إلى اضطراب النوم والطعام، والخوف من البقاء وحيداً، بالإضافة إلى الشعور بالذنب جراء خوفه من أن يقتل أحد أفراد عائلته بسببه (هو مَن أعطى العنوان والتفاصيل للعبة-الشبح). يفقد الطفل والمراهق التركيز والقدرة على متابعة الدراسة، وقد يصل إلى حال من الهذيان، فيعاني من تهيؤات مرئية ومسموعة.
يصاب الأهل بالخوف والهلع بمجرد السماع بهذه اللعبة، إلّا أنّ قلقهم لا يكفي، فعليهم كأهل أن يطّلعوا على أحدث التطبيقات التي قد يتورّط بها الأبناء، بالإضافة إلى مراقبتهم ومتابعتهم على وسائل التواصل الإجتماعي.
من الأمور غير المقبولة والتي تفاجئنا اليوم، على رغم هذه الضجّة الإعلامية بأنّ بعض الأهل لا زالوا يجهلون هذه اللعبة وتأثيرها الخطير على الأبناء، ما يزيد خطر وقوع أولادهم في الفخ وعدم قدرتهم على القيام بدورهم الأساسي وهو الحماية.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
(ساسيليا دومط – الجمهورية)