Lebanon on time جريدة الكترونية مستقلة
Lebanon On Time –
حذّر النّائب إيهاب مطر من مخاطر عدم إنصاف هذه الحكومة لمدينة طرابلس إنمائيًا وفي التعيينات الأمنية والعسكرية التي أُقرّت في مجلس الوزراء منذ ساعات، والتي قد تُؤدّي في حال الاستمرار بتهميش المدينة وعدم إعطائها حقّها، إلى “حدوث ردّ فعل غير متوقّعة أو منضبطة من الطرابلسيين”، داعيًا رئيس الحكومة نواف سلام إلى إعادة النّظر بمسألة التعيينات من جهة، وبمساره الحكوميّ منذ تولّيه منصبه من جهة ثانيةq.
كلام النّائب مطر جاء خلال جولةٍ شعبيّة أجراها في ثلاث مناطق: محرّم، الخنّاق و باب الرّمل، استكمالًا لجولاته الميدانية في أحياء و أسواق طرابلس الشعبية خلال شهر رمضان المبارك، وبعد استماعه إلى خطبة الجمعة وأدائه صلاة الظهر في مسجد النّور، جال مطر على أصحاب المحلّات والمواطنين الذين رحّبوا بهذه الزيارة التي لم تكن الأولى من نوعها، وعبّروا له عن أهمّية التكاتف والتعاون بيْن الطرابلسيين، واعتماد مطر منذ انتخابه على مبدأ الفعل أكثر من القول.
وفي تصريحٍ له، وجّه مطر رسالة أكّد فيها إيمانه بالمدينة، أهلها وكلّ زوّارها، وقال: “نحن ندرك تمامًا أنّ طرابلس لم تأخذ حقّها من الدّولة بالإنماء وحتّى بالتوظيف، وبالتأكيد أنّنا لن نتخلّى عن الدّولة، لكن نحتاج إلى دولة لا تتخلّى عنّا أبدًا، من هنا، نجري جولاتنا بيْن النّاس ونحاول معرفة مطالبهم، خواطرهم، انطباعاتهم، وحجم تفاؤلهم أو شعورهم بالتغيير في العهد الجديد الذي يحظى بشخصية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بدعمٍ خارجيّ، وبما أنّنا صوت النّاس الذي سننقله إلى رئيس الحكومة نوّاف سلام والوزراء لتنفيذ مطالبهم، فإنّنا نؤكّد شعورنا بغصّة على المدينة التي يجب أنْ تنتعش وتنفض غبار العشرين عامًا الأخيرة عنها، بعدما شوّهت صورتها التي لم تعكس واقعها”.
وبعد سؤال طُرح حول مسألة التعيينات، أوضح مطر أنّه تفاءل خيرًا منذ تشكيل الحكومة “على أنْ يكون توزيعها منصفًا ويعتمد على الكفاءات، لكنّ للأسف، وعلى الرّغم من محاولات النواب من تكتلات شماليّة وبعد تواصلهم مع رئيس الحكومة، لوضع أو طرح أسماء تضمن حصّة المدينة والشمال من التعيينات، إلا أنّ هذه المحاولات لم تلقَ تجاوبًا منه، وفي الحقيقة، لم أكن من ضمن هؤلاء النواب، لأنّني كنت واثقًا بأنّ رئيس الحكومة يعمل وفق الدستور، الأعراف، والمواثيق، وسيُعطي كلّ منطقة حقّها ويُنصف طرابلس، لكن حتّى اللحظة، يُحكى عن الكفاءات التي نحن نوافق على رأيه فيها، لكن شرط ألّا تُهمل طرابلس التي تتمتّع بكفاءات مهمّة مع كلّ الشمال، ولا نسمح بتهميش المدينة، ولهذا السبب، نحاول قدر المستطاع رفع صوتنا أكثر، لأنّ ما ضاع حقّ وراءه مُطالب، ونأمل أنْ يأخذ المعنيّون طرابلس بعيْن الاعتبار، لأنّ هذه المدينة طيّبة طبعًا، لكنّ إنْ لم يتمّ إنصافها، فلا أحد يُمكنه توقّع ردّ فعل النّاس التي نحذّر منها لأنّها تبقى غير مضبوطة أو متوقّعة”.
وفي وقتٍ شدّد فيه مطر على أهمّية قيام رئيس الحكومة بإعادة النّظر بالتعيينات وبمساره ضمن الحكومة خصوصًا وأنّ طرابلس “لم تشعر بأنّها معنّية بها منذ تشكيلها”، ردّ مطر على سؤال آخر يرتبط بتشرذم أهل السنّة سياسيًا ممّا لا يُوحّد جهودهم في القرارات، فرأى أنّه من واجب رئيس الحكومة القيام بواجباته أمام كلّ اللبنانيين بدون ضغط سياسي، تكتلات سياسية أو شعبية، “وصحيح أنّ الواقع السنيّ اليوم مختلف عن السابق، لكن لا أتوقّع أنْ تكون المشكلة مرتبطة بعدم وجود وحدة أو كتلة سنية، فقد كانت كتلتان سنّيتان تسعيان كما شهدنا إلى المطالبة بالإنصاف، لكن لم يستجب سلام”.
أمنيًا، أشار النّائب مطر إلى أنّ تدهور الوضع الأمني في طرابلس أخيرًا يعود إلى شقّين، الشقّ الأوّل يكمن بثقافة الأمن الذاتيّ المرتبطة تلقائيًا بثقافة الإفلات من العقاب وعدم محاسبة المخلّين بالأمن، أمّا الشقّ الثاني فيرتبط بالأزمات الاقتصادية التي تُواجهها المدينة، كالبطالة التي تدفع النّاس إلى التوجّه لخيارات اضطّرارية من ضمنها حمل السلاح، ترويج وتعاطي المخدّرات، السرقة والنّشل وغيرها من الأشكال التي تفرض أهمّية وضع خطّة إنمائية تُؤمّن وظائف لأهالي المدينة “بغية نقل أهلها من الأجواء السلبية إلى الإيجابية، دون أنْ ننسى أهمّية توعية المواطنين الذين يتحمّلون المسؤولية، وضرورة اعتماد الحزم الأمني في اتخاذ القرارات وفرض العقاب المرير، وذلك لتوجيه سلوكيات وأخلاقيات أبناء المدينة التي عليها أنْ تكون دينية من جهة ووطنية من جهةٍ ثانية”.
