وقع منتدى المعوقين في لبنان الشمالي ومستشفى طرابلس الحكومي إتفاقية تعاون في مقر المنتدى في الميناء، خلال إحتفال حضره نقيب الأطباء في لبنان الشمالي الدكتور عمر عياش، رئيس مصلحة الصحة في الشمال الدكتور جمال عبدو، رئيس مجلس إدارة المستشفى الحكومي الدكتور فواز حلاب، مدير المستشفى ناصر عدرة، رئيس منتدى المعوقين الدكتور نواف كبارة، النقيب السابق الدكتور فواز البابا وحشد من الأطباء والمهتمين.
كبارة
بعد النشيد الوطني، تحدث الدكتور كبارة فدعا الحضور للوقوف دقيقة صمت حدادا على النائب المرحوم الدكتور عبد المجيد الرافعي الطبيب الذي خسرته طرابلس والشمال، المميز بعطاءاته الطبية والإنسانية، وقال: “نحن اليوم بصدد التوقيع على امر هام ونأمل أن يقلدنا فيه اللبنانيون كافة، والعاملون في المجالين الصحي والخدماتي، ونحن قد أمضينا خمسة عشر عاما في النضال حتى يصدر القانون رقم 220/2000، وأهم بنود هذا القانون هي المادة الأولى التي تتعلق بالتغطية الطبية لذوي الإعاقة، والقانون يشير بأن الدولة معنية بتأمين الطبابة الشاملة والمجانية للأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحملون بطاقة ذوي الحاجات الخاصة، وبعد 17 عاما نعاني الأمرين لكي نتمكن من إدخال شخص إلى المستشفى ولكي نحصل على الدواء ولكي نؤمن الطبابة الخارجية وغيرها من الأمور”.
أضاف: “لولا علاقاتنا القوية بالأطباء في الشمال وبالمستشفيات، لكنا في وضع مأساوي جدا، وبدعوة من الدكتور فواز حلاب رئيس مجلس إدارة المستشفى الحكومي في طرابلس زرت المستشفى، وهي المرة الأولى التي أزور فيها هذا المرفق الطبي، وكان إنطباعنا في السابق ان كل ما هو “حكومي” كان الله في عون مرضاه، ولكن المفاجأة كانت كبيرة لي، ولم أكن أتوقع أن أرى وألمس هذا المستوى من التقنيات والتنظيم والنظافة والترتيب، والعلاقة مع الناس، وإلى جانب الإختصاصات الطبية الهامة وفي المجالات كافة، إضافة إلى الجهاز التمريضي، مما أكد لنا أن المستشفيات الحكومية قادرة على تأمين الخدمة العالية والمميزة والمجانية لكل الناس، وان تنافس المستشفيات الخاصة”.
وتابع: “لقد أسفرت هذه المبادرة عن توقيعنا اليوم هذا البروتوكول الذي نأمل منه أن تكون أبواب المستشى مفتوحة أمام كل من هو بحاجة للطبابة، وأن نتعاون مع الجسم الطبي لتفهم واقع المعوقين وظروفهم وأوضاعهم، وأن يتم توظيف بعض ذوي الإعاقة في المستشفى خاصة وان القانون يشير إلى تحديد عدد هؤلاء بالنسبة لعدد سائر الموظفين بـ 3% منهم، في مختلف القطاعات، إضافة إلى ان هناك قضايا مشتركة بيننا وبين المستشفى تتعلق بالصحة العامة، ونغتنم هذه المناسبة لنتوجه إلى معالي وزير الصحة نائب رئيس الحكومة الوزير غسان حاصباني قائلين: الرجاء عمم هذا البروتوكول على المستشفيات الحكومية العاملة في لبنان كافة، وقم بإعلان أن أبواب هذه المستشفيات مفتوحة أمام ذوي الإعاقة على الأراضي اللبنانية”.
حلاب
ثم تحدث الدكتور حلاب فنوه بسعي إدارة هذا المرفق الطبي والصحي ودأبه بإستمرار على إبرام وإتمام البروتوكولات مع الجامعات والجمعيات الأهلية والهيئات الطبية المحلية والعالمية بغية الحفاظ على صحة الإنسان وتطوير وضعه الصحي على أعلى المستويات”.
وقال: “مستشفى طرابلس الحكومي وبما لديه من أقسام علاجية وأقسام جراحية هو في أتم الجهوزية لتطبيق هذا البروتوكول مع إرساء قواعد التعاون المثمر لتطوير المستوى الصحي لذوي الطاقات الإيجابية مع تقديم الخدمات المتمثلة في الكشف والتشخيص، اضافة إلى خدمات الإرشاد الوراثي والإكتشاف المبكر، وبوركت الجهود الخيرة النابعة من الإيمان بصيانة وتطوير الوضع الصحي العام لأبناء هذه المدينة”.
عياش
وتحدث الدكتور عياش فأشار إلى أن “التكريم الأوفى للطبيب الراحل النائب الدكتور عبد المجيد الرافعي يكون من خلال هذه البروتوكولات التي تهدف إلى تقديم الخدمات الصحية والطبية المجانية لذوي الحاجات الخاصة وللفقراء والمحتاجين، سيما وأن الطبيب الراحل عرف بأنه طبيب الفقراء والمحتاجين”.
أضاف: “إن إرادة جديدة من التواصل الخلاق قلص المسافة بين الحاجة الصحية وبين نيلها بإبرام وثيقة تعاون بين جمعية روادها من قامات عالية آمنت وسلمت بقدرها غير أنها أبت أن تنكفىء وتعتكف أمام معوقات قدرية، فكانت قدوة ومثلا ومثالا وبنت شخصيتها الفذة بالعمل المتكافىء مع أوضاعهم وإنخرطوا بالمجتمع حالة وجود ومشاركة في الحياة الإجتماعية بكل تصميم”.
وأوضح أن إتفاقية التعاون وليس الإعانة تأتي في مقاربة لمشاركة إيجاد الحلول للمجتمع من خلال التوقيع مع مستشفى طرابلس الحكومي الجامعي الذي إنتقل إلى مصاف أرقى المشافي بفضل مجلس مؤمن متابع، وإدارة حكيمة وهيئة أطباء من كافة التخصصات وجهاز عمل مساعد”.
وختم: “إن دور نقابة الأطباء ورسالتها وهدفها هو في دعم كل إتفاقية او تعاون وتوأمة بين مختلف الجمعيات والمؤسسات وخاصة الحاضنة لحقوق ذوي الإحتياجات الخاصة لضمان حقوق المرضى وإستشفائهم في المشافي والمؤسسات الطبية الحكومية او المتعاقدة مع وزارة الصحة العامة ووزارة الشؤون الإجتماعية لرعاية مجتمعنا الأكثر فقرا وحاجة”.
وفي الختام تم توقيع بروتوكول التعاون مدير المستشفى الحكومي وجمعية المعوقين وأعقب ذلك حفل كوكتيل.