فت مستشار الرئيس سعد الحريري نديم المنلا الى أن الاجواء الإيجابية في الملف الحكومي والتي انعكست مؤخرا ليست نابعة من فراغ، وأنا أضم صوتي الى أصوات المتفائلين استنادا الى معطيات وأنا لا أملك كل التفاصيل ولكن المعطيات تقول إن هناك أفكارا وحلولا ممكن أن ترضي الجميع، والجميع يضعها في سياق أن كل طرف تنازل عن بعض الامور من أجل الوصول الى صيغة معينة، ومن هنا اعتقد أنه قبل نهاية السنة سيكون لدينا حكومة جديدة.
وعن كلام الوزير جبران باسيل بأن ولادة الحكومة ستكون مع عيد الميلاد قال المنلا، في حديث الى قناة ‘المستقبل”: ‘هو يضعها في سياق الاعياد والجرائد والصحف ولكن نحن نعتبر أن تأليف الحكومة بحد ذاته هو بمثابة عيد للبنان”.
وعن قول الرئيس نبيه بري بأنه إذا تم التوصل الى حل عقدة النواب الستة فإن تشكيل الحكومة لن يكون أمامه عقبات وهذا الامر هو على مسؤوليته، أكد أنه ‘يجب دائما أن يكون لدينا تخوّف خصوصا أن التجربة السابقة علمتنا أن الظروف إذا لم تنضج لتشكيل الحكومة فهناك الكثير من الأطراف ممكن أن تجد أعذارا، لاسيما أن عقدة ما يسمى بسنة الثامن من آذار هي عقدة مصطنعة وتم التعاطي معها على أساس أنها عقدة مصطنعة ونأمل أن يكون كلام الرئيس بري في مكانه”.
وردا على سؤال حول ما اوردته جريدة ‘النهار” اليوم بشأن العقد الحكومية قال المنلا: ‘اعتقد أن هذا الكلام قديم ويبدو أن الصيغة الاساسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري منذ بداية مشوار التشكيل أي الثلاث عشرات يبدو أنها هي الصيغة الاقرب الى المنطق والقبول من جميع الاطراف”.
وهل يكون الرئيس الحريري قد قدّم تضحية مجددا؟، أوضح المنلا أن ‘الرئيس سعد الحريري منذ اقرار قانون الانتخاب ضحى وحتى وصل الى مكان أصبح يشكك فيه بأن تضحياته هي في المكان الصحيح أم لا، بالتالي فإن الرئيس الحريري بالصيغة التي طرحت قبل ما يسمى بالعقدة السنية اعتبر أنه قدّم أكثر ما يمكن من أجل مصلحة لبنان ولا اعتقد أنه في وارد تقديم أي شيء إضافي بهذا الموضوع. أضف الى ذلك فإن المهم في الموضوع هو أن نصل الى حل”.
أضاف: ‘وفيما خص ما يسمى باللقاء التشاوري فإن الجميع يعرف أنه تكتل مصطنع وجد بالدقيقة الاخيرة وهم لا يتحدثون باسم أنفسهم بهذا الموضوع ولكن لا أريد أن أخوص مجددا بهذا الموضوع لأنه اليوم يبدو وكأننا قد تخطينا هذا الموضوع وعلينا النظر الى النصف الملآن من الكوب إذ يبدو من المؤشرات أن إمكان تشكيل الحكومة اليوم زادت حظوظه كثيرا عن المرات السابقة”.
وعن الاسباب التي دفعت البعض الى تليين مواقفهم، أجاب المنلا: ‘بادئ الأمر الجيمع اعترف بأن الرئيس المكلف معه الحق بموقفه، والاهم من هذا الأمر هو أن تقاطع جميع الاطراف على خطورة الوضع الاقتصادي كان له أثر كبير بهذا الموضوع. وحقيقة لا أعرف الى أي مدى حزب الله معني بموضوع الوضع الاقتصادي خصوصا انه أعطانا انطباعا في الفترات السابقة بأن هذا الامر ليس بالاولوية في تفكيره وتحليله”.
الى ذلك، وعن إمكان استقبال الرئيس سعد الحريري لـ”النواب السنة الستة المستقلين”
هذا بالشكل ممكن أن يجد له المرء مخرجا ولكن يبقى عدم توزير أي أحد من هؤلاء لا يمكن الخروج عنه”.
وردا على سؤال هل يمكننا القول إن اتفاق الطائف نجا اليوم من محاولة تغيره؟، قال المنلا: ‘لا ننكر وجود محاولات عدة لتفسير مطاط للطائف وخلق أعراف وباعتقادي أن موقف الرئيس الحريري بهذا الامر ساعد كثيرا بمعنى خط دفاع في موضوع الطائف والدستور وأيضا هناك تكاتف كبير من الاطراف السياسية بهذا الامر وكان واضحا أن عدم المساس بالطائف هو شرط أساسي لأطراف كثيرة بهذا الامر، ونعم يمكننا القول إنه تم منع خلق أعراف جديدة”.
وعن الكباش الحاصل بشأن تأليف الحكومة وما الذي يمنع أن يتكرر هذا الامر على طاولة مجلس الوزراء في المراحلة القادمة؟، أجاب: ‘هنا بيت القصيد وهذه النقطة الاساس فإذا انتقلت عدوى المناكفات السياسية الى ما بعد تشكيل الحكومة نكون عندها في مأزق حقيقي، والسبب أن الجميع يعلم أن الوضع الاقتصادي لا يحتمل أي مناكفات بل بالعكس تضافر جميع القوى السياسية من أجل اتخاذ قرارات صعبة وجريئة في المرحلة المقبلة”.
وتابع المنلا: ‘واذا كانت الاطراف السياسية غير واعية لهذا الامر ودخلت في أزمة ما بعد تشكيل الحكومة أو في إعداد البيان الوزاري عندها المشكلة تكون قائمة، وعلى الأقل الجو الذي نعيشه يوحي بأن الاطراف السياسية واعية الى خطورة المرحلة. وأعود واؤكد أن الجميع يعرف أن الحل للمشكلة الاقتصادية في لبنان أصبح موجودا والتمويل لهذا الحل موجود والعبرة في التنفيذ”.
وعن مؤتمر لندن وخلاصة ما تم التوصل إليه وتجديد المجتمع الدولي ثقته بالرئيس الحريري ولبنان، قال: ‘أولا لا أريد أن اسميه مؤتمر لأنه ملتقى أو منتدى، العالم يعتقد أن ملتقى لندن أو مؤتمر لندن كما سمي هو بديل عن سيدر أو إضافي عن سيدر واعتبروه أيضا كمؤتمر دول مانحة تريد أن تقدم تقديمات جديدة، لا ليس كذلك ويمكننا القول إن ملتقى لندن لديه هدف محدد وهو جزء من عملية تنفيذ مؤتمر سيدر. بمعنى أوضح بمؤتمر سيدر اتينا واعتبرنا أن هناك 280 مشروع من جميع القطاعات ولدينا تمويل 12مليار وذكرنا بأن القطاع الخاص يجب أن يساهم بحوالي 40 بالمئة من 17 مليار دولار أي بحدود الـ7 مليار”.
وأردف: ‘من هنا فإن ملتقى لندن هو لجذب أمرين القطاع الخاص البريطاني والذي هو عملية تمويل للـ7 مليار الناقصين ولكن من خلال القطاع الخاص إما البريطاني لوحده أو مشترك مع اللبناني أو مشترك مع جنسيات أخرى. ولنأخذ مثالا على هذا الامر مثلا قطاع الكهرباء هناك 4 مليارات سوف يأتوا من القطاع الخاص ونحن ذهبنا وشجعنا البريطانيين على القول إنه مجال يمكن لكم أن تثتثمروا به والامر الآخر هو أنه من بين الـ280 مشروع هناك مشاريع مثل المياه وهذه المياه ليس منتظرا من القطاع الخاص أن يساهم بها كثيرا بل أن يتم التنفيذ من قبل شركات أجنبية. ونحن طلبنا من الشركات البريطانية أن تأتي من أجل أن تضع وتنفذ مع شركات لبنانية هذه المشاريع.