أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في كلمة ألقاها بعد لقائه الرئيس الحريري في دار الافتاء في طرابلس في حضور حشد من القضاة الشرعيين ومن علماء المدينة ،أنه هذا اليوم المبارك الأغر، يوم الجمعة، يسعدنا أن نستقبل في هذا المحضن الإسلامي والوطني والعلمي والثقافي، رجل الدولة الأول، عنيت به دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، الذي أخاطبه دائما بابن الأكرمين وحامل الأمانة، والذي أعطى ولا زال كل ما يملك، من طاقة وجهد ومال، من أجل بلده ووطنه
وأضاف: “قيمة سعد الحريري أنه رجل على مستوى الوطن وعلى مستوى القيم وعلى مستوى طائفته ودينه ومحبيه وإخوانه. ويسعدني في هذا اليوم أن نستقبله مع هذه العمائم البيضاء، التي لم أجد أبيض منها إلا قلوبكم ووجوهكم وفكركم النير. دولة الرئيس، هؤلاء نخبة من علماء طرابلس والشمال، قضاة، مستشارون وأساتذة جامعيون، شيوخ قراء، مدرسو الفتوى، الهيكل الإداري لدائرة الأوقاف وأنا، الذي أتشرف بخدمتهم وخدمة هذا الدين العظيم، يسعدنا أن نستقبلك لنقول لك ألف مرة: أهلا وسهلا والحمد لله على قدومك”.
وبعد الاجتماع، وصف المفتي الشعار اللقاء مع الحريري بالعظيم، لأنه مع رجل عظيم، وقال: “إنه لقاء مميز لأنه مع زعيم على مستوى الوطن. سعد الحريري يمثل أملا كبيرا عند اللبنانيين، ولن أقول عند المسلمين أو السنة. الآن أمل لبنان برجل اسمه سعد الحريري، فهو أولا يحمل الراية التي حملها من قبله شهيد الوطن رفيق الحريري، وثانيا لأنه أخذ على عاتقه القيام بمبادرة لانتخاب فخامة الرئيس، وهو الذي استطاع أن يحقق للبنان كما كبيرا من المؤتمرات لدعم لبنان ماليا واقتصاديا وسياسيا. طرابلس اليوم تعيش عرسا كبيرا باستقبال الرجل الأول والأمل الكبير سعد ابن رفيق الحريري، فمرحبا بك دولة الرئيس وأهلا وسهلا”.
وأم ّالمفتي الشعار الرئيس الحريري والمصلين في المسجد المنصوري الكبير
وفي خطبة الجمعة، ركز المفتي الشعار على أهمية الألفة والمودة والصدق، في وقت يلتهب فيه البلد سخونة من أجل صراع سياسي، داعيا إلى الحفاظ على رباطة الجأش وعلى القيم وعلى الدين والإرث، ومؤكدا أن المجتمعات لا تبنى إلا على الحب والفضيلة. وأكد المفتي الشعار أن البقاء يجب أن يكون للأفضل والأصلح وللقيم ولمن يعمل لمصلحة الوطن والإنسان، فالنبي، عليه الصلاة والسلام، يقول: “خير الناس أنفعهم للناس”، وكذلك يقول: “الخلق كلهم عباد الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله“.
وأضاف: “من هنا تأتي محبة طرابلس لضيفها الكبير، حامل الأمانة، وريث شهيد الوطن، من هنا تأتي محبة لبنان، على مساحة الوطن للأمير ابن الشهيد، الذي أخذ على عاتقه أن يحافظ على وحدة الوطن والكيان ودستور الوطن، الطائف، الذي أعاد إلى لبنان حضوره السياسي. وتابع الشعار في خطبته نحن اليوم نستقبل في طرابلس ابن الشهيد الكبير، الذي أخذ على عاتقه أن يحمل الأمانة دون تردد، وأن يعلي الصوت دائما بأنه يريد أمن الوطن. وأنا أعلن من منبر مدينة طرابلس ومن مسجدها الكبير، نريد الأمن لكل لبنان، وليس لطرابلس وحدها، وليس للسنة فقط. نريد رجلا على مستوى الوطن، يستوعب وحدة الوطن، يحل الأزمات، يصنع المؤتمرات، يتمكن من أن يأتي للبنان بما يدعمه ويؤيده ويعيده إلى دوره التاريخي والحضاري“.
وتوجه المفتي الشعار إلى الرئيس الحريري بالقول: “أنا أدرك سر تأخرك عن المسجد يا دولة الرئيس، إنها محبة أبناء المدينة، أليس هذا كافيا لأن يجعلك تقيم معنا في طرابلس؟ أنا أدرك أن المدينة برجالها ونسائها وشبابها يكتنزون لك من الحب والعاطفة، إكراما لأبيك والآن إكراما لك ولفكرك النير ولمواقفك التي استطعت فيها أن تعيد لبنان إلى الجمهورية والمؤسسات واستعادة العافية“.
وأضاف: “نحن اليوم أمام حدث كبير، وهو الانتخابات، التي يترجم الإنسان فيها قناعته الدينية والوطنية، والتي يمثل الإنسان فيها ولاءه للوطن ولدينه. لذلك أدعو جميع اللبنانيين أن يمارسوا حقهم بالاقتراع وأن يراقبوا ربهم، وألا يعلنوا الشهادة إلا لمن يستحقها، لمن يحرص على وحدة الوطن والكيان، ويعيش من أجل وحدة الوطن والكيان، ويعيش من أجل تأمين الأمن والسلم والاستقرار لهذا الوطن وأبنائه. لكن حذاري ألف مرة أن يخرج أحدنا من قيمه أو يتساهل بشيء من أخلاقه وثقافته الدينية والبيتية والوطنية. وتابع “لا بد من إعلان موقف نعلم فيه الشهادة ونتحمل فيه المسؤولية، فلبنان على المحك، وهو يراد له الكثير من المشاريع الخارجية، ويحفظ الله من يحفظ هذا الوطن ويحفظ بقية بلادنا. أملي كبير أن نتعاون جميعا معك يا دولة الرئيس لإطفاء نار الفتنة وإبعاد النار من الخارج إلى لبنان، ليبقى اللبنانيون في أمن وسكينة واستقرار.
أضاف: “أرحب بك يا دولة الرئيس، صمام أمن وأمان لهذا الوطن، لبلدك ولطائفتك ولإخوانك ومحبيك. ونحن نعلم أن مشاكل لبنان تنهال على كتفيك، لكن الله تعالى، كما جاء في الحديث، يعطي من العون ما تناسب مع البلاء. هذه المسؤولية الضخمة التي تؤرق نومك وتأخذ راحتك، لا تظن أن الذي يطوف حول بيت الله الحرام يتقدم عليك في الثواب والأجر. فأنت تعمل على قضاء حوائج الناس، وقد حباك الله بالتواضع وحب التواصل“.