Lebanon On Time –
ترأس رئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر قداس الميلاد في كنيسة مار جاورجيوس في منطقة الزاهرية – طرابلس، عاونه فيه المونسنيور الياس البستاني والاب زياد بيطار، بمشاركة حشد كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى ضاهر عظة قال فيها: “يسرني أن أتوجه إليكم في رسالتي الراعوية والميلادية، متمنيا أن تقضوا هذا العيد بفرح، وأنتم تنعمون بالخير والبركة، وأن يعم السلام الذي أتانا به طفل المغارة، وملك الملوك ورب السماوات، قلوبكم وحياتكم، وكل أرجاء هذه الأبرشية المباركة، وأن يهب لبنان والعالم العربي الاستقرار والتآخي بين شعوب المنطقة. يسرني أن نكون واحدا بالمسيح، فننشد معا، بأصوات ملائكية، النشيد الذي طالعنا به ملائكة السماء، وهم يزفون إلينا خبر ولادة الطفل الإلهي ” المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة “، مبتهجين فرحا، أمام الطفل الوديع، المولود في مغارة، مضجعا في مذود للبهائم، ” تجدون طفلا في قمط موضوعا في مذود” ( لو 2: 11 )، يحيط به المجوس الذين جاؤوا يقدمون له الهدايا بالسجود، تحضنه العذراء مريم، ويفرح به القديس يوسف، وتسجد له الأغنام، وتحيط به محافل من ملائكة السماء”.
وتابع: “هذا الطفل المضجع في مذود، هو الآتي باسم الرب. وبه ظهرت نعمة الله مخلصنا. الكلمة صار جسدا وحل فينا. ذلك هو الوحي الأعظم الذي انتقل بالبشرية من مرحلة الاعتقاد بالإله الجبار، المنتقم، إلى الإله المحبة. من الإله المتعالي فوقنا، إلى الإله الساكن فينا وبيننا، إلى فكرة العمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا. من الإله خالق العذاب إلى الإله المتعذب معنا، وعنا، ومن أجلنا. من الإله المتجبر المتربص بالناس شرا، إلى الإله الوديع المتواضع المتسامح، الصديق والأخ، والأب. من الإله الذي يبحث الإنسان عنه، إلى الإله الذي يبحث عن الإنسان”.
وأردف: “الميلاد حدث نتلقاه في كل عام في صميم حياتنا ومن عمق واقعنا على أنه حدث جديد لا قديم، حدث، حدث اليوم، وها هو يطل علينا ميلاد طفل المغارة، هذا العام، فيما بلادنا ومنطقتنا لا تزال تعاني من آثار الحروب والخلافات والمشادات والتراشق الكلامي، ها هو يطل علينا والدماء النازفة تسيل على أرض غزة، ومن رؤوس أطفالها والأبرياء، ومن جنبهم المطعون بالحربة، ومن يديهم ورجليهم المسمرتين بالمسامير. عند ولادة طفل المغارة، تعمد بدماء أطفال بيت لحم، على أيدي هيرودس الذي أمر بذبحهم، وإذ بنا نعيش اليوم هيرودس جديد، نراه يفتك بأطفال غزة والأبرياء، والعالم مكتوف الأيدي لا صوت له ولا فعل ولا موقف. أين أنت يا طفل المغارة، يا من أتيت كي يدرك البشر أن المعرفة قوة وعطاء، وأن النسب غير موجود، والأخوة هي في من يفعل الرحمة، يا من ليس له وسادة يسند إليها رأسه، نحن ننتظر ولادتك في القلوب المتحجرة، علها تلين، فنحيا ملكوت السماء على الأرض، ويتحقق الزمن الخلاصي المنتظر”.
وختم: “ندعوكم إلى أن تكونوا صانعي سلام في ما بينكم، وفي بيوتكم وعائلاتكم، وفي هذه المنطقة العزيزة، ولا سيما في وطننا الحبيب لبنان، كما ندعو أيضا القادة والسياسيين ورجال الحكم إلى أن يفعلوا ما بوسعهم لكي ينتخبوا رئيسا للجمهورية، وأن يسود السلام والتفاهم في ما بينهم وإله المحبة والسلام سيكون معكم. تعالوا لنسير معا ببساطة الرعاة، نحو مغارة بيت لحم، لنشاهد الطفل الذي صار صغيرا وفقيرا من أجلنا، ولنطلب من مريم العذراء أن تكون نجمتنا، فترشدنا إلى الحقيقة، إذ بواسطتها صار الله جسدا، ونصب خيمته في وسطنا، ولننشد معا: المسيح ولد فمجدوه هللويا”.
بعد القداس تقبل ضاهر التهاني بالعيد.