ترأس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر قداس سبت النور في كنيسة مار سمعان في بلدة دوما، وعاونه في الذبيحة الالهية الآباء جورج خوري كاهن الرعية وألأب باسيليوس غفري والشماس يوحنا الحاج بطرس، بمشاركة حشد كبير من المؤمنين.
بعد الانجيل قال المطران ضاهر:”نصلي ليشرق نور السيد المسيح على لبنان ليؤدي دوره ويكون وطن الرسالة والمحبة والعيش المشترك بين جميع اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب.”
اضاف:” تركّز الكنيسة في سبت النور انتباهنا على قبر السيّد. إنّ هذا اليوم هو أكثر أيام السنة الطقسية تعقيداً . لأنه يتنازعه في آن: حزنُ الآلام وفرحُ القيامة. ولقد طغى الاحتفال بعيد الفصح – الذي يقدَّم بازدياد – على معظم يوم سبت النور. وبإمكاننا، في هذا اليوم، تمييز قسمين متتاليين: الأول يكمِّل الصلة بزمن الآلام، والثاني يتصل مباشرة بالفصح.
كما سبق وأشرنا، فإن خدمة (دفن المسيح)، المقامة بعد ظهر يوم الجمعة، (تقتحم) سبت النور. لكن هذا اليوم يبتدئ فعلاً بصلاة السَحَر التي تقام عادة إمّا مساء يوم الجمعة أو يوم السبت باكراً جداً (وتدعى خدمة (جناز المسيح)). نرتل، بعد الانتهاء من مزامير السَحَر وبعض الصلوات الأخرى، (قانوناً) مؤلفاً من تسع أوديات يلي ذلك تطواف ينتهي إلى وسط الكنيسة حول النعش الذي يحمل الأبيطافيون.
وتابع:” إن زمن مكوث يسوع في القبر هو زمن الحياة السرّية، الخفية، التأملية بقربه ومعه، إنها زمن الانتظار والسكون. سبت النور عيد المتصوّفين الذين يجهلهم العالم والذين لا يريدون أن يعرفهم أحد سوى يسوع. إن سلام سبت النور متجه كلياً إلى حدث أحد الفصح العظيم، إلى قدرة القيامة وفرحتها. لكن لا بد لنا من المحافظة على هذا السلام ” المنتظر”.
والآن فلنمعن النظر في الشطر الثاني من خدم سبت النور والمتوجّه نحو القيامة.
تعبّر صلاة السَحَر، التي سبق شرحها والتي تقام عادة مساء يوم الجمعة العظيم، عن انتظار (أصدقاء) يسوع – التلاميذ والنسوة – وحزنهم، وتبيّن أن اهتمامهم قد أصبح مركَّزاً على القبر حيث وضع يوسف جسد المخلص. لكن صلاة الغروب والقداس اللذين نقيمهما صباح سبت النور يستبقان أحد الفصح وينقلان إلينا أولى بشائر القيامة.
واردف:” تعلن تراتيل الغروب غلبة المسيح على الجحيم والموت: (اليوم الجحيم تنهدت صارخة: لقد كان الأجدر بي أن لا أقتبل المولود من مريم، لأنه لما أقبل نحوي، حلّ اقتداري وسحق أبوابي النحاسية… فالمجد لصليبك، يا رب، ولقيامتك)، (… المصلوب أخلى القبور، واقتدار الموت اضمحل… فالمجد لصليبك، يا رب، ولقامتك.
تُقرأ ثلاثة مقاطع من العهد القديم بعد الدورة الصغيرة. المقطع الأول يروي قصة الخلق (تكو1:1- 13)، لأن قيامة المسيح ستكون بمعنى ما خليقة جديدة. ثم يقرأ قصة تأسيس الفصح الموسوي (خر1:12- 11)، وذكر الحمل، والأبواب المصبوغة بالدم لإبعاد الموت، والخبز الفطير. وكلها عناصر من الفصح القديم ترمز إلى فصح أفضل، إلى (مرور) الرب مانحاً إيانا عظيم النعمة. (فلنشد أحزمتنا) ولنتهيأ إذاً لهذا الفصح الجديد. أمّا القراءة الثالثة فهي من سفر دانيال، حيث نقرأ عن قصة الفتيان الثلاثة الذين طرحوا في الأتون لرفضهم عبادة تمثال الملك (1:3- 88)، لكنهم حفظوا عجائبياً من الموت. إنهم يرمزون إلى غلبة المسيح القائم من بين الأموات، وصلاتهم الشكرية تشمل الطبيعة كلها في تسبيح الله: (… أيتها المياه… أيتها النار والاحتراق… أيها الندى والثلج والجليد والبرد… أيتها الأرض والجبال والتلال… باركي الرب…). وهكذا نشرك الكون كله بفرح القيامة.
وختم::” السيد المسيح قال انا نور العالم ومن يتبعني لا يمشي في الظلام، وبمناسبة هذا العيد المبارك نطلب من السيدة العذراء والقائم من بين الاموات أن يقيم منطقتنا وبلدنا من آلامه ويعيد الأمن والسلام والاستقرار إلى الدول العربية كافة”.