Lebanon On Time –
ترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر قداس أحد القيامة، في كنيسة مار جاورجيوس في منطقة الزاهرية بطرابلس، عاونه فيه المونسنيور الياس البستاني والاب باسيليوس غفري، بمشاركة حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: “يا أبناء القيامة والحياة، نحييكم بتحية القيامة، المسيح قام حقا قام. تحية من تراثنا المسيحي المشرقي، ومن صلب إيماننا بحدث تاريخي هو الأساس للمعتقد المسيحي كله: وقام في اليوم الثالث. والقديس بولس الرسول يعلن: لو لم يقم المسيح لكان إيماننا باطلا. القيامة المجيدة، دعوة لنا جميعا إلى العبور من الموت إلى الحياة، من موت الخطيئة إلى حياة النعمة، من الظلمة إلى النور. هو دعوة لنا، لنرتفع دائما بأفكارنا وأخلاقنا وأعمالنا إلى فوق، إلى العلاء، متعاملين مع الأرض وخيراتها، تعامل عابر سبيل لا المقيم، لأننا نحن البشر، لم نخلق لهذه الأرض، بل نحن معدون ومدعوون للعيش أبديا بأجسادنا النورانية في الملكوت السماوي، مع المسيح القائم من بين الأموات والجالس بالجسد الذي اتخذه من العذراء مريم، عن يمين الله الآب”.
أضاف: “المسيحية هي ديانة المسيح، الإله – الإنسان، القائم من بين الأموات، ديانة الفرح بالغلبة على الإنتصار. المسيحية، ليست ديانة الخوف والضعف واليأس، كما أنها ليست فقط ديانة العقائد الإيمانية، والأخلاق والقيم والوصايا والأسرار، بل هي ديانة مرتكزة على شخص يسوع المسيح، هذا الإله – الإنسان، المنتصر على الموت، ومخلص البشرية من وصمة خطيئة جدنا الأول آدم، ولذلك نحن ملقبون باسمه، مسيحيون. المسيحية هي ديانة الإنتصار على الذات، ديانة القيامة الروحية الذاتية الداخلية، والتجدد في عمق ضميرنا وسيرتنا. كل شيء في هذا العيد، عيد الفصح المجيد، يدعونا إلى القيامة الروحية الذاتية، أي إلى القيامة من موت الخطيئة، إلى التجدد في عمق ضميرنا وسيرتنا، وبدون هذا التجدد، يمسي العيد مهرجانا مملا، وبهرجة عقيمة. ولكم من أحياء، هم في الواقع أموات، ضمائرهم مخدرة، نفوسهم محنطة، وأعمالهم من وحي الظلمة وغياهب القبور. ولا يدرون أن بهجة العيد، بهجة القيامة، هي بهجة العودة إلى الله، بروح التوبة والمصالحة، هي قصد التجدد في حياتهم الروحية والأخلاقية، والعدول عن كل ما يمكن، أن يجعلهم أمواتا في الخطيئة، رازحين تحت عبء غرائزهم ومطامعهم وأنانيتهم، مستعبدين للمال والجسد والسلطة”.
وتابع: “كلنا مسيحيون ومسلمون، نتشارك في وطن واحد لبنان، وكل الزعماء ورجال السياسة والفعاليات الحزبية، أجل كلنا نريد الأشياء نفسها ونطالب بها، ألا وهي: التمتع بالأمن والاستقرار والحرية، وتأمين الطبابة والسكن والتعلم في المدارس والجامعات، والشعور بفرح الوجود وبالصحة الجيدة، وتأمين العيش الكريم، والحصول على وظائف لائقة ووقف الهجرة، وبخاصة هجرة الشباب. وندعو رجال السياسة والزعماء، إلى الجلوس معا والعمل معا على تحييد لبنان عن صراعات المحاور الدولية والإقليمية، ليكون منطلقا للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة، ومساحة لقاء وحوار للجميع. ندعوهم تحمل واجباتهم الوطنية والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية. وتعالوا معي أيها المؤمنون بالمسيح وقيامته، نصلي ونطلب من الناهض من بين الأموات، أن يلهم الرؤساء والمسؤولين الروحيين والزمنيين، كي يعملوا على إنسان ومواطن مؤمن بالله وبالوطن، وتأمين العيش الهادىء والهانىء والكريم لكل اللبنانيين”.
وختم:” أيها الأحبة، تأكدوا أنكم أبناء القيامة والغلبة، لا أبناء الموت والخوف والجبانة. الرب يسوع، الذي بموته وقيامته، حررنا من الموت ومن الخطيئة، قادر، إذا نحن أردنا، أن يجدد فينا الرجاء والقيامة، وبالرغم من كل ما يحيط بنا، من ثورات وانقلابات وكوارث وعنف وقتل ودمار، ومن صور قاتمة، وأصوات يأس وبؤس وشؤم، نعم بالرغم من كل ذلك، نبقى دائما وأبدا، منتصرين فخورين بأننا أبناء القيامة والحياة والفرح، وفي أعماق قلوبنا وعلى شفاهنا نردد أنشودة العيد: المسيح قام حقا قام”.
بعد القداس تقبل ضاهر والكهنة التهاني بالعيد.