احتفلت رعية شكا – في قضاء البترون للروم الملكيين الكاثوليك بعيد مار الياس، وللمناسبة ترأس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر قداسا احتفاليا في كنيسة مار الياس الغيور، يعاونه الارشمندريت الياس البستاني، الارشمندريت نعيم الغربي، المتقدم بالكهنة ميشال بردقان، المتقدم بالكهنة ابراهيم شاهين، الإيكونومس الياس رحال، كاهن الرعية باسيليوس غفري، الاباء خليل الشاعر، فادي منصور، عبد الله سكاف، عماد شلش، البرت نصر، جورج الخوري، رولان معربس، بندليمون صليبا، والشماس يوحنا خليل الحاج، وخدم القداس الالهي جوقة القديس استفانوس المنشئ بقيادة الشماس بشير الاسطا .
شارك فيه رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري، رئيسة مدرسة العائلة المقدسة في شكا الام ماري البرت، المختارة لودي عبود، المختار شليطا عازار، الكاتبة بالعدل كارول درويش كرم، ورجال الاعمال، كارلوس ضاهر، ادمون وميشال الشماس، رئيس حماية البيئة في شكا بيار ابي شاهين، اضافة الى فاعليات سياسية، قضائية، حزبية، نقابية، اجتماعية، اقتصادية، عسكرية، امنية، تربوية، دينية، رؤساء بلديات، مخاتير، جمعيات، اندية، وحشد من أبناء رعية شكا والابرشية.
ضاهر
بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران ضاهر عظة بعنوان “عظيم مجدك يا ايليا! وهل لأحد فخر يساوي فخرَك؟(سفر يشوع بن سيراخ 48/4)
وقال: بهذه العبارة الوجيزة، أيها الأحبّة، اختصر الكتاب المقدس، سفر يشوع بن سيراخ 48/4، حياةَ رجلٍ مرَّ على الأرض كالشهاب يتألق نوراً وهدايةً، وينتفض غيرةً وجرأة، حياةَ رجل اشتعل بالايمان كالبركان، فقوض هياكل الأوثان وألهب الشعب غيرة وأوقد في قلوبهم نار العبادة لله الصمد الاحد، فكان أن نكست أعلام الوثن، وغدا الشعب، أمةَ الله المصطفاة، وسما إيليا فوق الأنبياء المرسلينطراً، فبلغ المجد الذي لا يطال وأحرز العزة التي لا تسامى، وأصبح بطل الامانة لله في اسرائيل، والنبي الجريء الثائر على اندفاع الملك أحاب، تحت تأثير زوجته الفينيقيّة ايزابل، نحو نسيان الله وانتحال الوثنيّة.
اضاف: ناصل إيليا ضدّ الالحاد، وبكت الملك آحاب، ولكن للنبي إيليا وجهاً آخر هو وجه رجل الله: وجه الاستقامة والنسك ومحبّة الله. إيليا يرى الله ويخاطبه ويصلّي أمامه، وكرس له نفسه، ويخدمه بغيرة لا مثيل لها، ويدافع عن حقوق الفقراء، ولو تسبّب له ذلك بمعاداة الملك.
وإذا شئنا أن نأخذَ لذواتنا عبرة في هذا العيد، وأن نكون مكالمي الله كما كان إيليا، وأن نحظى بلقائه، لن نبحث عنه في السطوةِ والعنف، بل في نسيم الضمير اللطيف، في خلوة الصلاة والتأمّل، وفي سكينة الخضوع لله، والانقياد إليه بتواضع القلب. لنهرب من ضجيج الكبرياء والتسلّط. ولنقلع عن المظاهر الصاخبة والاستعراضية. ولنلجأ إلى الصلاة وقراءة الكتاب المقدس، لنحصل على السكينة في المحنة والمشقّة، أو لنعبّر عن عظيم شكرنا لرحمة الله، أو لنلتمس لنا الشفاء من الأمراض بدعاء الكاهن، حسبما نصحنا به الرسول يعقوب في رسالة اليوم، ودعانا إلى أن يعترف بعضنا لبعض بزلاتنا، وأن نصلّي بعضنا لأجل بعض، وأن نصدق بعضنا بعضاً فيكون كلامنا نعم نعم، ولا لا.
وتابع: هذا الوجه اللطيف المحب للناس، زاده السيد المسيح وضوحاً، يوم أخذ جبلتنا وعاش بيننا، وغسل أرجلنا من غبار الخطيئة والعمل اللاهث، كما يغسل العبيد أرجل الأسياد. وافتدانا بدمه وقيامته، وخلّصنا. إنّنا لم نزل نعيش في الزلاّت كما عاش الناس في زمن إيليا النبي. ولكنّ اللهَ عارفٌ بخطايانا، ويرفض بعظيم حنانه معاقبتنا كمخالفين. ” لأن الرب ينتظر توبة الجميع بما أنه محب البشر وحده”.
“لقد جاء كفارة عن خطايانا، لا عن خطايانا فقط، بل عن خطايا العالم كلِّه أيضاً” (1يو2-2) وعن خطايا إخوتنا في الوطن. ولذلك نغفر لهم إن أخطأوا إلينا”
من لنا، أيها الأخوة الأحباء، بإيليا آخر يلهِب في صدورنا جذوة الايمان المسيحي، ويعيد إلى قلوبنا جرأة أجدادنا المسيحيين الأولين الذين فضلوا الموت على الحياة، وصمدوا في وجه المضطهدين وكل اغرآءاتهم، مفضلين أن يسفكوا دماءهم ويموتوا أشنع الميتات وأقساها على أن يتراجعوا قيدَ شعرة عن إيمانهم ومحبتهم للمسيح مخلصِهم وفاديهم.
من لنا بإيليا آخر، يهدم أصنامَنا العصرية التي رفعناها لنا آلهة، نعبدها كل يوم ألا وهي: صنم المال، وصنم اللذة والشهوة، وصنمُ الكبرياء وحبُّ التسلط…
واردف: رحمة سألناك أيها النبي ايليا العظيم، قاعدة الأنبياء وركنُهم والسابقُ الثاني لحضور المسيح، شفيع هذه الكنيسة المقدسة وهذه الرعية المباركة فأسكب على قلوبنا من بركات عيدِك السماوي كل خيرٍ وكل نعمة وخاصة نعمة السلامِ لوطننا الحبيب لبنان ولجميعِ أبنائه، ولجميع أبناء وبنات هذه الرعية وهذه البلدة الحاضرين معنا والغائبين، والمشتركين معنا في هذه الذبيحة الإلهية، وأتمنّاه عيدا مقدسا ومباركا للجميع.
وقال: نامل في هذا العيد المبارك من المسؤولين جمعيا بدون استثناء، تسريع خطى تأليف الحكومة الجديدة واختصار الوقت، باعتبار ان إعاقة عملية التشكيل أو اطالة امدها أكثر من المعتاد، سيترتب على البلد انعكاسات سلبية سترتد على المواطنين كافة دون استثناء.
لذا يجب اتخاذ الإجراءات والخطوات السريعة لتاليف الحكومة لتتمكن فيما بعد من البدء بورشة الإصلاحات الإدارية والاقتصادية المطلوبة، والقيام بحملة شفافة لمكافحة الفساد في المؤسسات والإدارات العامة بعيداً عن المحسوبيات والاستزلام لهذا الطرف أو ذاك، اضافة الى تأمين الحاجات الضرورية للمواطن ومعالجة مشاكلهم وتسيير امورهم اليومية في الإدارات والمؤسسات العامة وغيرها.
وختم: اخص بالمعايدة القلبية صاحب ومقيم هذا العيد عنيت به السيد درويش كرم وعقيلته السيدة دوللي والعائلة، متمنّياً لهم الصحة والعافية، والرحمة الإلهية لنفوس موتاهم. كما أتوجه بالمعايدة لكل من يحمل اسم النبي إيليا أو يعيّد هذا العيد المبارك. وأذكر منهم قدس الأرشمندريت الياس بستاني والإيكونومس الياس رحال.
ويهمني جدا ً أن أخص بالشكر على مشاركتهم وحضورهم حضرة رئيس بلدية شكا الصديق فرج الله كفوري وأعضاء المجلس البلدي في شكا ومخاتير شكا الأعزاء السيدة العزيزة لودي عبود زوجة العميد انطوان عبود وشليطا عازار و… أبي بدرا معايداً إياهم جميعاً ومتمنّياً لهم التوفيق والنجاح والتقدّم في خدمتهم لمجتمعٍ أفضل، وكل الكهنة والشمامسة والراهبات والرهبان في بلدة شكا الأعزاء، وجميعَ الفاعليات الدينيةِ والقضائية والبلدية والنقابية والاختيارية والاجتماعية والعسكرية والأمنيةِ والحزبية، ورجال الصحافة والإعلامِ، المقروء والمسموعِ والمرئي (بخاصةٍ محطة ل.بي .س. التي تنقل هذا الإحتفال). وشكري الخاص لكل ضباط وعناصرِ الجيشِ اللبناني وقوى الأمن الداخلي والشرطة البلدية.
لا يسعني إلا أن أوجه كلمة شكرٍ خاصة إلى مختلف اللجان والهيئات والأصدقاء الذين تولّوا بعفوية وأريحية، الشؤونَ التنظيمية والتكريمية التي سبقت ورافقت هذا الاحتفال( أعني الشباب والصبايا الذين تعبوا وسهروا لإنجاح هذا الاحتفال الروحي والموسيقي)، وفي مقدمتهم قدس الأب باسيليوس غفري العزيز كاهن الرعيّة الغيور والشماس يوحنا الحاج ولجنة المهرجان، ولجنةِ الوقف، وجميعِ أبناءِ الرعية والحركات الرسولية والأخويات والشبيبة كما أشكر باسمكم جميعاً من كل القلب جوقة القديس استفانوس المنشئ بقيادة الشماس بشير الأسطا التينقلتنا بأصوات ترنيمها إلى السماء، (والمرنّم الكبير الأستاذ جوزف حارس المحترم والمتألّق دائماً).
ولا بدّ لنا في هذه المناسبة، إلى أن أتوجّه بشكر شخصي كبيرٍ وامتنانٍ عميق من أصحاب الآيادي البيضاء، الأصدقاء المحسينين والمتبرّعين الخيرين، الذين قدّموا وسوف يقدمون من محبتِهم وعملهم ومالهم في المستقبل، لاسيما في ورشة ترميم هذه الكنيسة التي كانت معرّضة فعليّاً للسقوط، ولكن بنعمة الله وشفاعة النبي إيليا الغيور، وبمحبتكم وسخائكم وعطائكم سوف ننهض بها لنحافظ على وجودها ووجود النبي إيليا بينا وفي بلدتنا عل أن تظهر هذه الكنيسة، بالقريب العاجل، بحلّة جديدة وبهيّة لتكون منارة روحية واجتماعية.
من يسمع كلمةَ الله، يثبتُ في الحقِ والصدق، ويعيشُ في خيرات الرب.
بعد القداس تقبل المطران والاباء التهاني بالعيد في صالون الكنيسة ، ومن ثم اقيم حفل غنائي احياه الفنانان امير يزبك و سمير حنا، وحضره حشد كبير من ابناء البلدة والجوار.