Lebanon On Time –
ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف في كاتدرائية الملاك ميخائيل في منطقة الزاهرية في طرابلس، قداس رأس السنة الجديدة، بمشاركة المونسنيور بولس القطريب، خادم الرعية الأب جوزيف غبش، الأب سيمون ديب وحشد من المؤمنين من أبناء المنطقة والجوار، كما شاركت في خدمة القداس جوقة الرعية.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى سويف عظة تطرق فيها الى الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن يومياً، داعياً الى “العمل والعيش بمحبة وسلام بين كافة شرائح المجتمع الطرابلسي والشمالي بعامة واللبناني، خصوصاً في سبيل بناء لبنان الانسان على أسس سليمة وأرض صلبة مبنية على التفاهم والاخلاص والحوار الصادق”، مشدداً على “الحفاظ على صيغة لبنان وعيشه المشترك بين المسيحيين والمسلمين”، وقال: “أتمنى لكم ميلاداً مجيداً وسنة مباركة، ففي مطلع العام الجديد نشكر الرب على الوقت والزمن ونعمة الحياة التي أعطيت لنا، فكل ما نعيشه يوميا هو نعمة من الله، نشكر الرب على مختلف نعمه، وأعايد أبناء الأبرشية بهذا العام الجديد كما نقدم المعايدة لجميع اللبنانيين وأتمنى أن يكون العام الجديد مباركا ومليئا بالخير والاستقرار والاطمئنان”.
وتابع: “في هذا العيد الذي نعتبره عيد الانسان واسم يسوع وكرامة الانسان، من أجل كل ذلك سنصلي اليوم من أجل السلام العالمي، ففي يومنا الحالي نرى أن هناك جنوحا نحو الحروب ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط ولكن على مستوى اوروبا والعالم، وكان الانسان ينسى أنه لا يمكن أن يؤمن المجتمع الانساني سوى بالحب والحوار، فنحن في طرابلس نعتبر أن الحوار بين الاديان والثقافة هو أمر أساسي أمام اختبار انسانيتنا، في هذا اليوم المبارك أدعو مختلف أبناء الأبرشية وكل اللبنانيين الى أن نعيش اختبارا جديدا ومهما جدا اسمه تنقية الذاكرة، فنحن نطمح لبلد يملؤه السلام والاطمئنان، فلا بد اليوم أن يكون هناك مسار جدي، وللأسف حتى يومنا هذا لم يعش اللبناني هذا النقاء من أجل تنقية الذاكرة من الجروح والحروب التي مرت علينا في لبنان”.
وأضاف: “من هنا فقط يمكن أن نحظى بالسلام والأمان والاستقرار عندما تلتقي العائلات اللبنانية معا وتعترف امام الله انها اخطأت، ولا بد من أن تطلب المغفرة من بعضنا البعض. نشكر الرب على نعمة الاسم والكرامة التي سكبت فينا، ونعمة الحرية والمحبة والحياة، كما أننا نشكر الرب أننا في بلد كلبنان نعيش معاً فيه بمحبة مسيحيين ومسلمين، وأضيف على كلمة العيش معاً كلمة أن نعمل معاً بالحياة اليومية والعمل ومختلف ظروف الحياة اليومية من أجل الوصول الى بلد نموذجي أمام العالم”.
وقال: “نسأل الرب أن يستقبل في ملكوته السماوي البابا باندكتوس الذي غادرنا وكان سبق وزار لبنان وكان لديه عبارة عميقة عن بلدنا الحبيب، وحملنا مسؤولية لأنه كان يعلم أن في هذا البلد قداسة وقيم المحبة والحوار والغفران والعيش معاً والعمل معا”.
وأردف: “اللبناني منذ عشرات السنين يحمل الصليب ويعيش سنوات مؤلمة، فلا بد أن نصلي للرب ليكون معنا ويساندنا ويرافقنا في حياتنا. ونأمل أن نحظى بأيام مليئة بالسلام والاستقرار والأمان، وكما ذكر الانجيل الختاني: وفي اليوم الثامن اختتن الرب يسوع وسموه يسوع، وعندما أصبح ليسوع اسم عندما صار إنسانا هذا يدفعنا لنفكر ونصلي أن كل انسان له القيمة المطلقة ولديه اسم ليس شخصا مجهولا، وهذا الاسم يعني أنه شخص مجبوب من الله لديه هويته، وهو شخص مدعو من الرب والانسانية ليعيش ملء كرامته الانسانية”.
وختم سويف: “سنصلّي اليوم من أجل كل لبناني انتزعت منه كرامته، وكل لبناني يتصرّف السياسيين مع كرامته بطريقة عبثية. هذا الانسان الذي يعيش متكلاً فقط على عناية الرب له حقوقه الاساسية مسلوبة وهدفنا أن نصلي من أجل أن يعاد له إسمه وكرامته الانسانية، وهذا لا يمكن أن يصار إليه سوى بالوعي الاجتماعي والروحي والانساني والوطني، ولكن صلاتنا بطريقة خاصة ليكون لساسة لبنان هيبة ورهبة أمام الانسان، خصوصاً أمام الانسان المتألم والموجوع الذي سلبت منه كرامته الانسانية في هذا الوطن الحبيب، هذا الوطن هو وطن الحرف والانسان، هو وطن الثقافة والحقوق، وكأننا نقف أمام تناقض بين الحقيقة التاريخية والاختبار التاريخي الذي نمر فيه منذ سنوات”.
وبعد القداس، تقبّل المطران سويف وغبش وديب والقطريب التهاني بالعيد من المشاركين.