زار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مدينة بعلبك، وترأس اجتماعا أمنيا فرعيا بشأن الانتخابات النيابية، في مركز محافظة بعلبك الهرمل، حضره المحافظ بشير خضر وقيادات الأجهزة الأمنية في المحافظة.
وإثر الاجتماع عقد المشنوق مؤتمرا صحافيا قال فيه: “موضوع الزيارة هو استكمال الجولة على المحافظات، والحديث مع القوى الأمنية والعسكرية والقضائية عن ضرورة الحياد والنزاهة والشفافية يوم الانتخاب، الذي نصر جميعا على أنه يمثل سلطة الدولة، وهذه الدولة تتقدم في كل مجال من حيث الاستقرار والأمن والاعتراف بالدولة وبهذا الاستقرار وبهذا الأمن وبالنجاحات الإدارية والمالية التي تحققت خلال فترة الحكومة الحالية بعد انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة برئاسة الرئيس الحريري”.
وأشار إلى أن “الانتخابات البلدية أجريت منذ أقل من سنتين وكانت ناجحة، ولم يحصل فيها أي خطأ، والآن نحن أمام قانون جديد معقد للانتخابات، يطبق لأول مرة في لبنان، لكن وزارة الداخلية ووزارة الخارجية قامتا بتجربة ناجحة أيضا لانتخاب المنتشرين خارج لبنان، وكانت تعليماتي واضحة لكل القوى الأمنية بمتابعة سير العملية الانتخابية بالهدوء والحياد نفسه، وبالشفافية والنزاهة المستمرة حتى الآن، والواضح أن الجو السياسي أيضا مساعد، وما من نسبة توتر عالية، ولا مبرر لأي خلل أمني لا سمح الله، وواضح أيضا أن كل المرشحين يتصرفون بحرية ويمارسون التسويق لمشاريعهم، ولا توتر عاليا يبرر أي إشكالية”.
وأضاف: “استمعت إلى رأي الضباط حول الجو الحالي وتوقعاتهم ليوم الأحد المقبل، إن شاء الله من الواضح أن كل الأمور موضوعة على السكة بشكل سليم من كل الاتجاهات، ومن جهتنا تم التحضير لكل شيء تقني ولجان القيد وكل ما يتعلق بالصناديق والأوراق المطبوعة سلفا، وكل الإجراءات التي كانت مطلوبة تمت حتى الآن بنجاح، وفي المسائل التقنية الفضل الكبير لأوجيرو ومديرها العام الأستاذ كريدية، وفي الوقت نفسه للشركتين اللتين تعاونتا معنا في التمديدات لمئتي مقر للجان القيد الابتدائية والعليا، والبرنامج الخاص لاحتساب النتائج الذي يطبق لأول مرة في لبنان، وحتى الآن التجربة ناجحة ونجربها في كل قصور العدل التي نزورها، والضابط المعني والمسؤولون في الشركتين أيضا يتابعون، وعند الضرورة نستعين بألفا، ولدينا بدائل في حال حصول أي انقطاع لأي سبب، وموضوع الكهرباء يعالج، وكل الأمور تسير بالسكة السليمة”.
وأعرب عن تفاؤله بأنه “لن يحصل شيء يعكر صفو العملية الانتخابية إن شاء الله، على الأقل من جهة الداخلية، والآن هناك مسؤولية المرشحين ومسؤولية الناخبين، بأن يتم هذا الاستحقاق بهدوء وديموقراطية كاملة بدون الدخول في متاهات تعطل هذه الصورة الجميلة عن لبنان، في الوقت الذي تعيش كل الدول المحيطة بنا مشاكل وحروب، الحمد لله الوضع الأمني في لبنان جيد جدا منذ سنوات، والوضع السياسي توتره تقليدي”.
وأكد أن “الانتخابات ميزة من مزايا تقدم النظام الديموقراطي، وتأكيد حق الناس في اختيار مرشحيها في صندوق الاقتراع”.
وردا على أسئلة الصحافيين قال: “الجهوزية الأمنية كاملة من كل الأجهزة، وعند الجيش مخطط واضح جدا لكيفية الحفاظ على الأمن، ولدى قوى الأمن مخطط أيضا، وسيكون هناك 20 أو 30 ألف عسكري بجهوزية تامة للانتخاب على الأراضي اللبنانية كلها، والأمن العام ساهم في هذا الأمر أيضا من حيث العديد، وهناك تحضيرات في يوم الجمعة لتسهيل وصول الناس إلى مناطقهم البعيدة عن العاصمة لتخفيف الازدحام يوم الانتخاب، وتسهيل وصول الناخب إلى قلم الاقتراع في مدينته أو قريته”.
ورأى أنه “لا نية لدى أي قوة سياسية بافتعال أي إشكال، لأن هذا يطالها، ويطال نزاهة الانتخابات، ولا أعتقد أن أحدا يريد أن يعرض نتائج الانتخابات لخلل بسبب توترات من هنا أو هناك، ولا شيء استثنائيا بالتعبئة عن الانتخابات السابقة قبل تسع سنوات، والمضحك أن التنافس على الصوت التفضيلي هو بين أعضاء اللائحة أنفسهم، أي أن المشكلة بين الزملاء في اللائحة نفسها”.
ونفى “وجود مشكلة إصدار بطاقات هوية، ولكن المشكلة الحقيقية أن هناك عددا كبيرا من الهويات ليس عليها صور أصحابها، مما يتطلب إخراج قيد حديثا مع الهوية، وهذه الإشكالية تجري الآن دراستها من الجانب القانوني”.
وعن تعذر وصول الناخبين سيرا إلى تلال عمشكي حيث اعتمد تجمع المدارس مركز اقتراع لناخبي أحياء الريش الشرقي والغربي والشميس في بعلبك، والذين يتجاوز عددهم 15 ألف ناخب، قال المشنوق: “تبلغت بالأمر، وندرس هذا الموضوع اليوم، وأنا أعرفه أكثر مما تعرفونه، ولكن الحل لا يحصل في الساعة نفسها، هذه مسألة إدارية تتطلب تعديل قرار كان قد صدر، وسوف نجد الحل”.
وفي ما يتعلق بشكوى أهالي بلدة طفيل الذين نقل مركز اقتراعهم إلى بلدة معربون، ومطالبتهم بأن يكون مركز الاقتراع في البلدة، اعتبر أن “أهل بلدة طفيل منقسمون، فمنهم من طالب بنقل مركز الاقتراع إلى معربون، وقد تجاوبنا معهم، والبعض الآخر يطالب بأن يكون اقتراعهم في البلدة. أعتقد أنني أعرف أكثر عن أهل طفيل، وسوف أدرس الموضوع بعد عودتي إلى الوزارة، في كل ساعة عندنا مشكلة وعندنا حل، من طالب حقه أن يطالب، والذي اعترض حقه الاعتراض”.
ورد المشنوق على سؤال عن الوضع الأمني، مشيرا الى أنه “في كل اجتماع لمجلس الدفاع الأعلى يبحث الموضوع الأمني، وما يسمى بالخطة الأمنية التي كانت مقررة لمنطقة بعلبك والبقاع، ولكن الآن يجب أن يكون البحث أكثر جدية”.
وبشأن منح رخص بناء في بلديات مراكز الأقضية، جزم المشنوق “ما في رخص عمار لا بمراكز المحافظة ولا بمراكز الأقضية، حتى أترك وزارة الداخلية”.
وتحدى أن يكون قد منح أي استنثاء للبناء في بعلبك، أو أن يكون قد اتصل بأحد في بعلبك أو أي مركز قضاء أو مركز محافظة “للسماح ببناء حتى جدار”.
وتابع: “أنا أعرف قيمة مدينة بعلبك، وأعرف حاجة الناس في بعلبك، وهناك تضارب بين الاثنين، عمليا يجب الضغط لإنجاز الفرز لتسهيل البناء، حرام البناء بشكل عشوائي في بعلبك التي يحسدنا عليها كل العالم، لأنها من أهم المدن الأثرية في الكرة الأرضية، الفرز أسهل بكثير من الإقدام على البناء بشكل مشوه”.
وختم معربا عن تفاؤله بأنه “لن يحصل أي شيء مخل بالأمن، وكل الأجهزة الأمنية تتصرف بمسؤولية تجاه هذا الأمر، وستمنع تطور أي إشكال في أي منطقة في لبنان”.
ثم انتقل المشنوق برفقة خضر إلى قصر العدل في بعلبك، وكان في استقباله المدعي العام القاضي كمال المقداد، وتفقد الإجراءات والتدابير اللوجستية والإدارية المتخذة لمواكبة عمليات الفرز وإصدار النتائج الأولية في قصر العدل”.