عادت مجموعة المشجعين المعروفة بـ”أولتراس سوبرنوفا” إلى الأراضي اللبنانية، بعدما تم احتجاز عدد من أفرادها من قبل قوات الأمن المصرية لأيام عدة، على هامش مباراة نادي النجمة اللبناني أمام نظيره الأهلي في كأس العرب للأندية الأبطال.
ونشرت مجموعة “أولتراس سوبرنوفا” على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تفاصيل حكاية الشبان السبعة الذين تم احتجازهم في الأراضي المصرية لأسباب غير مقنعة البتة.
وجاء في البيان: “غادرت مجموعة أولتراس سوبرنوفا يوم الجمعة الماضي لبنان، لمتابعة مباراة النجمة أمام الأهلي في البطولة العربية، ولحظة الوصول إلى الملعب تعامل الأمن المصري معهم بطريقة سيئة، بعدما عرفوا أن الفريق يمتلك أولتراس خاصاً به”.
وبحسب البيان أيضاً، بادر أحد الضباط إلى مصادرة جوازات سفر أفراد المجموعة ومنعهم من دخول الملعب، طالباً تعزيزات أمنية إلى المنطقة، لتتحول الأمور حينها من عملية تفتيش روتينية إلى عملية تحرٍ، كذلك تمّت معاملتهم “كمتهمين ومحاولة ترهيبهم”.
قامت قوات الأمن بعدها بعمليات تفتيش دقيقة، محاولةً إيجاد أي ثغرة أو مخالفة بحق المشجعين بهدف إيقافهم، فتم تفتيش الأمتعة، وصولاً حتى اليافطات التي كانت تحملها المجموعة وهنا كانت نقطة التحول.
وكانت مجموعة “أولتراس سوبرنوفا” تحمل “بانر” كتب عليه “الحرية لأفراد الأولتراس”، في إشارة إلى أولتراس الأهلي والويات نايتس، اللذين يقبع عدد كبير من أفرادهما في السجون المصرية منذ فترة طويلة بدون أسباب واضحة، في ظل حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وتابع البيان الرسمي: “شعر الأمن المصري بالاستفزاز واعتبره استخفافاً بوجوده وقراراته، فباشر بممارسة القسوة والظلم على أفراد المجموعة”، هذا الأمر دفع إداريي نادي النجمة للحضور مباشرة إلى مكان الحادثة، وعلى رأسهم الرئيس أسعد الصقال والمحامي نادر المعلم.
حاول إداريو نادي النجمة إقناع الأجهزة الأمنية المصرية بأن الأمر ليس سوى رسالة تضامن من جماهير عاشقة لكرة القدم: “ضرب الأمن المصري كل المعطيات عرض الحائط، واستمر بممارسة تعسفه على أفراد المجموعة”.
بعد القيام باتصالات عديدة وصل المدير الرياضي لنادي الأهلي زيزو إلى عين الحدث وحاول حلّ المسألة، لكن طلبه قوبل بالرفض، ليتم ترحيل “سبعة أفراد من المجموعة إلى قسم شرطة العامرية عبر البوكس، وكأنهم مجرمون خارجون عن القانون”، فيما بقي آخرون تحت الحجز عند أبواب الملعب.
بعد انتهاء الشوط الأول أطلق الأمن المصري المشجعين الذين كانوا عند بوابة الملعب، وعن هذا الأمر جاء في البيان: “تم حجز جوازات السفر لما بعد المباراة، وتعرضت المجموعة لتفتيشٍ مذلٍّ، وصل إلى تجريد الأفراد من ثيابهم وإجبارهم على خلع قمصانهم والدخول إلى الملعب بالقوة”.
على إثر انتهاء المباراة جرت مفاوضات طويلة بين الصقال وأطراف أخرى من أجل الحصول على إخلاء سبيل للمحتجزين من المدعي العام المصري على كفالته، شرط ترحيلهم من أقرب مطار.
ظن الجميع أن الأمور ستسير على ما يرام، لكن الأمن الوطني المصري رفض مغادرة المجموعة من القسم إلا في حال ذهابهم إلى المطار، فتعذر الأمر بسبب الموسم السياحي في مصر خلال هذه الفترة، الذي يعتبر مكتظاً جداً.
لم يحصل أفراد مجموعة “أولتراس سوبرنوفا” على تذاكر سفر لعدم توفرها في اليوم ذاته وحتى في اليوم التالي، هذا الأمر دفع القنصل اللبناني في الإسكندرية عبد العزيز عيسى إلى التدخل والحصول على استثناء لمغادرة مطار برج العرب نحو مطار القاهرة، ليتم إيجاد تذاكر سفر إلى بيروت يوم الجمعة.
وذكر البيان أيضاً أن السلطات المصرية أجبرت أحد المحتجزين على الخروج والحجز بنفسه من مكتب مصري عبر بطاقة ائتمانية كانت بحوزته، ما أجبر المجموعة على العودة وإلغاء الحجز عبر مكتب السفر في بيروت.
وتفاعل عدد كبير من الجماهير المصرية، لا سيما مناصرو نادي الأهلي والزمالك، إذ قال أحدهم تعليقاً على القضية: “حقكم علينا بعد الذي حصل، نحن في مصر كرهنا الكرة، وكأن التشجيع بات جريمة أخطر من جرائم الحرب”.
(العربي الجديد)