عقدت كتلة “المستقبل” النيابية اجتماعها في “بيت الوسط”، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف جوانبها، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب الدكتور عمار حوري، هنأت في مستهله الكتلة “اللبنانيين عموما والمسيحيين على وجه الخصوص بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد”، آملة أن “يحمل هذا العيد المجيد الذي هو رمز القيامة والانبعاث والتجدد، معه، جهودا مباركة تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان وتعزيز الالتزام باتفاق الطائف بكافة مندرجاته بما في ذلك رفض الوقوع في اي فراغ في السلطة التشريعية”. كما أملت في “تحقيق انفراج وتطور إيجابي على صعيد معالجة القضايا والمسائل العالقة لتحقيق النهوض المطلوب على كافة المستويات الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية”.
واستنكرت الكتلة “بشدة الاشتباكات القاتلة والمدمرة التي افتعلتها مجموعة متشددة وذات ارتباطات خارجية في مخيم عين الحلوة في صيدا منذ عدة أيام ما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى والدمار الشديد في أرجاء المخيم ومحيطه، والذي أضاف معاناة وبؤسا جديدين زيادة على ما يعاني منه أهالي المخيم الصابرون”.
واعتبرت ان “ما جرى في عين الحلوة من محاولات البعض ضرب الخطة الامنية التي اجمعت عليها كافة الفصائل والاطراف الفلسطينية تحصينا لامن المخيم ومحيطه، ليس إلا جريمة مستمرة ومتمادية بحق القضية الأم، قضية فلسطين وبحق الفلسطينيين، وأيضا بحق اللبنانيين، وبحق لبنان واقتصاده وسلمه الأهلي. وهي جريمة موصوفة تعرض الثوابت الوطنية الكبرى للخطر الشديد، وتصب في المحصلة في خانة مخططات أعداء القضية الفلسطينية، وتلتقي من حيث تدري أو لا تدري مع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من عمل دؤوب لتصفية القضية الفلسطينية برمتها”.
وشددت على ان “استمرار بعض الجماعات المتطرفة بتخريب الامن الداخلي للمخيمات وتهديد الاستقرار اللبناني يجب ان يتوقف فورا”، مؤكدة “الالتزام من قبل الجميع بعدم القبول بتكراره”، مجددة موقفها “الثابت المتمسك بالدولة وإداراتها وأجهزتها كمرجعية حصرية على كامل الأراضي اللبنانية”، داعية إلى “الالتزام بتنفيذ مقررات الحوار الوطني المتعلقة بالمخيمات الفلسطينية لجهة منع السلاح خارج المخيمات وضبطه داخلها”.
كما استنكرت الكتلة “استنكارا شديد اللهجة الجريمتين الإرهابيتين المروعتين اللتين استهدفتا المؤمنين المصلين في كل من كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا وكنيسة مار مرقس بالإسكندرية، واللتين ارتكبهما المجرمون الارهابيون من منظمة داعش الارهابية في أحد الشعانين”، مشيرة الى أن “منظمة داعش الإرهابية، هي في طليعة هؤلاء المجرمين، والتي أثبتت الشواهد أنها صنيعة الأنظمة الاستبدادية، التي رعت انطلاقة هذه المنظمة، والتي تعمل على تحريكها للتغطية على الجرائم التي ترتكبها. إن هذه المنظمة وكغيرها من المنظمات الإرهابية، تحاول التستر برداء الإسلام والمسلمين، وهي ليست على الإسلام في شيء وما هي إلا جزء من فئات ضالة مجرمة هدفها القتل والترويع وتنفيذ مخططات من يستخدمها”.
ولفتت الى أنه “قد أصبح واضحا أن هذه المنظمة الإرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن في مصر والعمل على ضرب الوحدة الوطنية المصرية وتفتيت الأمة ووحدة أبنائها وعيشها المشترك وهو ما لم ولن يتحقق”.
ورأت أن “من المفارقات الملفتة في هذه الجريمة الإرهابية وسابقاتها، ذلك التزامن ما بين الجرائم الإرهابية للنظام السوري كاستعمال الاسلحة الكيماوية وارتكاب منظمة داعش لجرائمها الإرهابية. فلقد عمدت هذه المنظمة ومن خلال ما ارتكبته في جريمتي الكنيستين إلى محاولة التغطية على جرائم النظام السوري الاستبدادية والارهابية، وآخرها جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في بلدة خان شيخون في محافظة ادلب في سوريا الأسبوع الماضي، والتي ذهب ضحيتها العشرات من الشهداء من الأطفال والنساء الأبرياء”.