على رغم أن لبنان وضع خطة للتعامل مع أزمة النزوح السوري من خلال مشاريع بنى تحتية ومساعدات تشمل المواطن اللبناني والنازح السوري على حد سواء، وعرضها على المنابر الدولية، إلا أن اي تقدم لم يسجل بفعل تطورات خارجية خارجة عن ارادة الحكومة اللبنانية، وأخرى داخلية يتحمل مسؤوليتها الاطراف المعنية. فضلا عن مسألة عودة النازحين السوريين الى قراهم، فبالرغم من توفر العديد من الجبهات الهادئة بفعل اتفاق أستانة الاخير الذي قضى بانشاء مناطق خفض التوتر، لم نشهد أي عودة للنازحين بأعداد كبيرة باستثناء عرسال التي يرعى “حزب الله” مفاوضات فيها.
وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي أشار عبر “المركزية” الى أن “يجب توفير ظروف ملائمة تشجع المانحين على تمويل الخطة اللبنانية، الامر غير المتوفر حاليا نتيجة ظروف دولية وداخلية غير مؤاتية، فعدم الالتزام بالتعهدات التي أعطيت للبنان خلال المؤتمرات الدولية السابقة وتحديدا مؤتمر بروكسل لا يبشر بالخير، وهناك تقصير من قبل الوزارات المعنية بمتابعة الملف، إذ لا يكفي المطالبة ومن ثم الانتظار، فهنالك جهد متواصل يجب أن يبذل ليحظى لبنان على المبالغ الازمة”، مضيفا “الاقتصاد بحاجة لمشارع انمائية، فالبنى التحتية تفاقم وضعها نتيجة الوجود السوري الكثيف”، واشار الى أن “الخطة التي وضعتها الحكومة لا تزال قيد الدرس من قبل مجلس الانماء والاعمار، ولكن هناك بطء في العمل”.
وتعليقا على مباشرة “حزب الله” بعملية اعادة النازحين في جرود عرسال الى مناطقهم في سوريا وغياب اي دور للحكومة والوزارات المعنية، قال “موضوع عودة النازحين الى قراهم مرتبطة بقرارات الامم المتحدة التي نعتمد عليها في ادارة ملف حساس كهذا”، مضيفا “نحن ندعم عودة السوريين الى بلادهم برعاية أممية، ولا يعنينا ما يقوم به “حزب الله” في الجرود، فهو لا يكتسب أي صفة رسمية”، مشيرا الى أن”الدولة اللبنانية لم تغلق حدودها يوما بوجه عودة النازحين وترحب بعودتهم، ولكن التواصل مع الحكومة السورية مرفوض، ولن نتعامل مع نظام شرد شعبه”.
وعن الإستعدادات لإعادة اعمار سوريا، قال “ليستفيد لبنان من اعادة اعمار سوريا، يجب تحضير البنى التحتية الاساسية، لمباشرة العمل فور نهاية الحرب وعودة النازحين، ولكن في الوضع الحالي للبنى التحتية لا يمكن أن نستفيد، لذلك علينا أن نجهّز البنى التحتية خصوصا الاساسية منها في منطقة الشمال المتاخمة للحدود السورية والمطلة على البحر المتوسط، كمطار القليعات، ومرفأ طرابلس، والمنطقة الاقتصادية، واوتوستراد عكار، فشبكة المواصلات ضرورية في أي عملية ضخمة كهذه”.