خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبة
هل يمكن في لبنان أن يكون هناك “مرشّح سرّي” لرئاسة الجمهورية ويبقى الإسم سرّياً لأكثر من 24 ساعة في أقصى حالات التكتّم والإنضباط؟
هذا ما صرّح به النائب أديب عبد المسيح قائلاً:”لا أعتقد أنّ جهاد أزعور هو مرشّح المعارضة لرئاسة الجمهورية، وأعتقد أنّ المقاربة ستختلف هذه المرّة، فلن نعلن عن المرشح قبل ان نذهب الى الجلسة والتصويت له.فهذا الموضوع سرّي، ولا يوجد شيء إسمه ترشيح في انتخاب رئيس الجمهورية، فهذا ليس بمقعد نيابي”..ولكن، هل “تشويق” النائب عبد المسيح يقارب الواقع الرئاسي القائم في البلد؟
في جلسات الموازنة التشريعية، والتي جعلها الرئيس نبيه برّي “حاجة ملحّة” شارك فيها جميع الأطراف المعارضين للتشريع في ظلّ الفراغ الرئاسي خوفاً من تمرير الحكومة لموازنة الضرائب الفاحشة بمرسوم وزاري.وقد حضر الموضوع الرئاسي في كلمات معظم النواب، دون أن يعني ذلك أنّ جديداً سيطرأ على المشهد السياسي القاتم، بالرغم من المحاولات الدؤوبة التي يقوم بها سفراء الدول الخمسة المجتمعين في دارة السفير السعودي وليد البخاري، بعد أن تعذّر اللقاء الموعود مع الرئيس نبيه برّي في عين التينة، وقد استعيض عنه بلقاءين منفصلين لكلّ من البخاري والسفير المصري علاء موسى.
كلّ النواب تحدّثوا عن لا قانونية التشريع في ظلّ الفراغ الرئاسي، ولكنّهم حضروا الجلسة مستسلمين لمشيئة “المايسترو برّي” الذي سبق له أن أحضر نواب القوات اللبنانية الأكثر راديكاليّة، من باب التمديد لكلّ من قائد الجيش جوزيف عون وقائد قوى الأمن الداخلي عماد عثمان، خوفاً من الفراغ الأمني القاتل!
الأمس القريب يعيد نفسه:القبول بالتشريع خوفاً من موازنة حكومية (من حواضر البيت، على حدّ توصيف النائب فيصل كرامي) تأكل الأخضر واليابس ممّا تبقّى في جيوب المواطنين، وذلك من خلال فرض ضرائب عشوائيّة لا تستثني أحداً..النواب تناوبوا على الكلام الرافض لتلازم التشريع والفراغ، ووحده النائب ملحم خلف قال كلمته ومضى، متابعاً إعتصامه الإعتراضي، دون جدوى، في قاعة البرلمان لأكثر من سنة واحدة!
النائب مارك ضو جدّد الدعوة لجلسة مفتوحة تنتهي بانتخاب الرئيس العتيد.النائب نبيل بدر إعتبر أنّ مشاركة النواب في الجلسات تتمّ “تحت الضغط والترهيب” من موازنة رديئة لا تتناسب مع قدرات الشعب اللبناني.النائب أشرف ريفي، والذي استبق الجلسات بلقاء مع الدكتور سمير جعجع، أسف لأنّه “فقط في العصر الإيراني لم تُحترم مواعيد الإستحقاقات الدستورية فلم يُنتخب رئيس في وقته كما لم تُشكّل حكومة، الأمر الذي يصبّ في مصلحة إيران”.النائب ميشال معوض دعا الى انتظام الحياة الدستورية في لبنان بدءً من إنتخاب رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من الجميع..أمّا أطرف ما ورد في سياق هذا الإنفصام السياسي اللبناني التقليدي هو ما دار من سؤال وجواب بين النائب العوني سليم عون والرئيس برّي.فقد سأل عون:أين عرقل تكتّل لبنان القوي إنتخابات رئاسة الجمهورية؟ليجيبه برّي:”بقلّك بيني وبينك”..ولذلك تفسير وحيد، أنّ التكتّل القوي وأطراف الممانعة “دافنينو سوا”، والجنازة تمتدّ من طهران الى مجموعة الدول الخمس..إلى أن يحين موعد القيامة!