جال الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في وادي النحلة – البداوي، حيث كان في استقباله عميد عشيرة آل سيف مصطفى أحمد سيف ورئيس البلدية خالد الجزار.
وجال الجميع في احياء البلدة وشوارعها، واطلعوا على أوضاع المنطقة وأبنائها، واستمع اللواء ريفي الى معاناة وشكاوى ابناء المنطقة، والقيت كلمات بالمناسبة حيث رحب عضو مجلس البلدي محمد سيف باللواء ريفي وصحبه.
كما القى الجزار كلمة أشاد فيها بمواقف اللواء ريفي “الوطنية”، وأمل منه في “أن تعطى هذه المنطقة الاهتمام اللازم لأن ابناءها محرومون منذ زمن طويل”، ثم ألقى ريفي كلمة قال فيها: “انتقلت من اربعين عام في الامن الى تعاطي الشأن العام والسياسة ثم الى الخدمة العامة وليس الى الزعامة”، واعتبر “ان من يتعاطى الشأن العام هو خادم لأهله، ونحن سنكون خدما صادقين لأهلنا سواء في طرابلس او في القلمون او الميناء او وادي النحلة او في اي بقعة في ارض الشمال الحبيب الذي نعتز اننا جزء منه، وأؤكد أن الخدمة العامة هي خدمة الناس، وادرك ان منطقة وادي النحلة محرومة وهي بحاجة الى خدمات وبحاجة الى تأمين افضل المدارس والمستوصفات والمستشفيات لأولادنا، كما وعلينا ان نؤمن اماكن للخدمة الاجتماعية وطرقات لائقة وبنى تحتية وكل ما نحن بحاجة اليه في وادي النحلة، وهذا ليس بمنى من احد بل هذا واجب على الدولة اللبنانية اولا وعلى كل من يتعاطى الشأن العام ثانيا، وهو واجب علينا جميعا، ونتمنى ان نكون عند حسن ظنكم بنا فليس مقبولا ان تكون مدارس اولادنا لا تستوفي الشروط والاجواء المطلوبة”.
وأضاف: “الخدمة العامة هي رؤية فنحن عندما اكرمنا الله وفزنا في انتخابات البلدية في طرابلس طالبنا يومها بوضع مخطط توجيهي لطرابلس الكبرى، واليوم يجب علينا ان نضع امامنا خرائط الشمال ونطالب بطرابلس الكبرى والتي تضم القلمون والميناء والبداوي ووادي النحلة والمنكوبين وغيرها من مناطق ضواحي طرابلس، ويجب ان نرى ما هي حاجاتنا من مدارس ومستوصفات ومستشفيات وغيره، وسنجتمع مع فريق هندسي لنرى الى اي طرابلس كبرى نرغب ان نصل بعد 50 عاما، ونحن باذن الله خلال سنة او سنتين سيكون المخطط التوجيهي جاهزا وسنبدأ بعدها بتنفيذه، فالمشاريع العشوائية لا تؤدي سوى الى العشوائيات والمشاريع المدروسة توصلنا الى مشاريع ناجحة ورؤية معينة”.
وتابع: “نعلم جميعنا ان حزام البؤوس بدأ يلتف حول طرابلس انطلاقا من وادي النحلة والمنكوبين وباب التبانة والمناطق الشعبية كافة، واقول ان في كل دول العالم عندما يكون هناك نهر يصل الى البحر تعتبر هذه المنطقة التي توصلهما معا من ارقى المدن، واقترحنا على المهندسين عدة افكار وكان الهدف منها ان نضع حدا لانتشار حزام البؤس الذي كان سيؤدي الى صراع طبقي بين فقراء المدينة واغنيائها، لذلك يجب ان لا نقبل ان يلتف حزام البؤس حول مدينتنا، الفقراء هم اولادنا والمناطق المحرومة هي مناطقنا واولادهم اولادنا وعلينا ان نبحث عن حل لهذا الواقع”.
وقال ريفي: “الفقر لا يعالج بمشروع تقليدي بل نحن بحاجة لمشروع استثنائي والفكرة الاولية كانت ادخال البحر الى المدينة لما يقارب 4 الى 5 كلم في داخل المدينة على سبيل المثال اقامة سد في نهر ابو علي على مستوى المولوية او ابعد قليلا ووراء السد يكون لدينا بحيرة مياء حلوة والسد للبحر على مسافة 4 الى 5 كلم يكون المجرى المائي على طول مستوى مياه البحر ويدخل البحر على مستوى 50 الى مئة متر في داخل طرابلس وبذلك نغير خريطة المدينة كليا فمتر الارض في باب التبانة اليوم لا يساوي شيئا اما في المستقبل سيساوي ثروة وبالتالي تتحول المنطقة من مناطق لتجمع الفقراء الى مناطق غنية وتؤمن لاولادها حياة افضل، نحن مستمرون في نضالنا، فلله رجال اذا ارادوا اراد، ونحن واياكم نملك الارادة ونحن رجال نريد والله سبحانه وتعالى يساندنا على ان نحقق بكل صفاء للنية ما نصوبوا اليه وما نحلم به “.
اضاف: “وادي النحلة جزء من طرابلس، ففي وادي النحلة ضاحية شرقية شمالية في طرابلس وسعادتنا ستحقق من خلال مد اليد الى هذه المنطقة ومن خلال خدمتها وتأمين مشاريع انمائية لها، الخدمة العامة هي ان نهتم بكل نواحي الحياة واهتمامنا في الحياة سيكون في السياسة وفي الخدمة العامة من خلال تامين كل حاجات اهلنا، وعلى هذا المستوى لدينا فريق من المهندسين سيزور المنطقة ليحددوا واياكم الحاجات الآلية والسريعة في المنطقة، وسنؤمن ما نستطيع ان نؤمنه حاليا كخدمات ضرورية وسنضع رؤيتنا المستقبلية، كما سنحدد المباني والطرقات والمستوصفات والمستشفيات والمدارس وغيرها من الحاجات الضرورية المطلوبة”.
اضاف: “اما في السياسة فنحن صمدنا وقاومنا واياكم منذ المجزرة التي حصلت في باب التبانة العام 1986 حين ذهب مئات من الشباب والضحايا، وكان المطلوب حينها ان تغير المدينة قناعاتها ولكنها تحملت الثمن وبقي معدنها وقناعاتها وخيارها … في المقابل ما سمي بفتح الاسلام وهي تركيبة مخابراتية وكان لدينا كافة التفاصيل وكان الهدف منها اسقاط هذا الخزان السني الكبير في الشمال او تغيير خياراتنا، يومها اخذنا القرار في ظل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي نوجه له اليوم تحية كبيرة، وكان قرارنا يومها اسقاط هذا المشروع ودفع الجيش اللبناني البطل 171 من ابنائه وحمينا الوطن من خلال شباب لبنان”.
تابع: “أيضا ما سمي باليوم المشؤوم 7 أيار، هذا اليوم المشؤوم سيرتد على من خطط لاحداث 7 أيار ولكننا اسقطناه من شمال لبنان من خلال التصدي لهذا المشروع ولم نغير قناعاتنا وخياراتنا وتوجهاتنا، ونعلم ان مدينة طرابلس تعرضت ل 21 جولة عنف ولم يكن الهدف قتل اطفالنا بل كان الهدف تقييم وجهتنا السياسية، ولكننا اصررنا على هويتنا العربية وتوجهنا الوطني وانتصرنا واياكم في الصمود، ولا ننسى تفجيري التقوى والسلام حيث سقط يومها اكثر من 50 شهيدا على يد المجرمين، وكشفت اللعبة وقلنا للجميع ان خيارنا واضح واننا نريد ان نعيش تحت ظل الدولة اللبنانية ونطالب بالعيش المشترك ونرفض الامن الذاتي وسنبقى جزءا من هذه الدولة ولكن على هذه الدولة ان ترعى اولادها فمن يطالب بحقه يصل ومن يتساهل بحقه سيسقط، ونحن سنطالب واياكم بكل قوة وشجاعة بكافة حقوقنا وسننالها ان شاء الله”.
وختم: “ستكون احدى معاركنا المستقبلية ان نحاكم سواسية فليس هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد، فهم ليسوا بابناء ست ونحن بأبناء جارية، واعدكم انني سأكون بخدمة أهلنا وهذا الشعب، واعدكم اننا سنضع وادي النحلة والبداوي والمنكوبين ضمن عيوننا وسنحمل ملفاتهم بايدينا وسنغير عقلية التعاطي بالشأن العام وعقلية التعاطي بالسياسة فنحن في خدمة اهلنا وسنكون عند حسن ظنكم ان شاء الله”.
ثم تفقد ريفي مكتب انصاره في منطقة البداوي، حيث نحرت له الخراف وسط اطلاق المفرقعات النارية وزغردة النسوة ونثر الورود والزهور والارز.