أكد اللواء أشرف ريفي أن “الشجاع هو من يواجه بالديموقراطية وصناديق الإنتخاب، والواثق من خياراته هو من يحتكم لصوت الناس”
كلام ريفي جاء خلال كلمة ألقاها في المؤتمر الثاني لجمعية “ناشطون” الذي عُقد في فندق “كواليتي إن” في طرابلس وسط حشد جماهيري كبير .
في البداية إستهل ريفي كلمته متوجهاً إلى صبايا وشباب “ناشطون” وقال “نحيي فيكم النضالَ المستمر وندعوكم للإستعداد للمشاركة بفعالية في كل المحطات المقبلة، جهزوا أنفسكم لتكونوا جزءاً من تيارٍ سياسي وطني عابر للطوائف والمناطق سوف نعلن عن إطلاقه بإذن الله بعد الانتخابات النيابية المقبلة.
وتابع : ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها للحصار والإستهداف ولن تكون الأخيرة.
لقد واجهنا أثناء تولينا المسؤولية كل التهديدات وواجهنا الإغتيال لكننا صمدنا، وأقول لكم من طرابلس الى كل لبنان: عزيمتنا باتت أقوى وإرادتنا لن تنكسر وإيماننا بقضيتنا أكبر من التحديات، لقد جربت الدويلة كل الوسائل لترهيبنا وفشلت، أما حلفاؤها فسيفشلون أيضاً، الأصلي لم نخف منه فلن نخاف من التايواني.
وتطرق ريفي الى قضية عمر بحر حيث وجه للمعنيين رسالتين:
“الأولى الى من يحاولون إستعمال المؤسسة التي بنيناها برموش العيون ضدنا وضد أهلنا. ونقول لهم: الشجاع هو من يواجه بالديموقراطية وصناديق الإنتخاب، والواثق من خياراته هو يحتكم لصوت الناس، وأساليبكم الكيدية ستضرب آخر ما تبقى لكم من مصداقية، ونحن وإياكم على الموعد. أما التهديد الذي تعرضنا له من ضابط أساء لمؤسسته، فسنلاحقه قضائياً الى النهاية ولن نسكت عن حق عمر البحر الذي هددوه بالتصفية الجسدية.
الثانية الى أهلنا وأنصارنا وجميع المحبين، ونقول لهم فيها أن مسيرتنا هي التحدي بحد ذاته، فطريق النضال محفوفة بالأشواك.
وشدد ريفي على أن ” كل شابة وشابة منكم يمثل اليوم نموذجاً للتغيير، ويفترض أن يكون مثالاً في مجتمعه وبيئته. لذلك أطلب منكم أن تكونوا القدوة، وفي الوقت نفسه أقول بإسمكم إن الحالة التي نمثلها تؤمِن بدولة القانون والمؤسسات، ولهذا إحتكمنا منذ اليوم الأول في قضية عمر البحر الى القضاء، الذي نطالبه بأن يحقق العدالة، وأن يعاقب من أقدمَ على تهديدنا وسنتابع القضية الى النهاية.
وأردف “بمعيار التمسك بالثوابت لا مهادنة ولا تخاذل ولا إنتهازية. مدرستنا قامت على الإستقامة الوطنية والأخلاقية، وبهذه الإستقامة سننتصر”.
وأعلن ريفي “أننا مستعدون لخوض الإنتخابات النيابية رغم ملاحظاتنا على القانون وسنخوضها وفق هذا المعيار، واثقون من ثقة الناس بخياراتنا ومن يشكك فليتفضل الى صناديق الإقتراع.
وشدد على أن “حلفاؤنا هم الناس أولاً المؤمنون بلبنان السيد الحر المستقل المؤمنون ببناء دولة حقيقية لا فسادَ فيها ولا انبطاح ولا خنوع أمام مشروع الدويلة، ولا مهادنة مع وصاية نظام الملالي على لبنان.
كل من يؤمن بهذه الثوابت هو حليفٌ طبيعي لنا، وكل من غرق بالتبعية لمشروع حزب الله وحلفائه وكل من تلوث بالفساد ليس منا ولسنا منه”.
وقال “من طرابلس ندعو اللبنانيين لدعم الخيار الإنقاذي. فالإنتخابات بالنسبة لنا ليست توسلاً أو تسولاً لمقاعدَ نيابية. إنها محطة للتغيير ولإنقاذ لبنان من الوصاية والفساد”.
وعن التحالفات قال :”لا شيء في قاموسنا إسمه تحالفٌ إنتخابي، لا شيءَ إسمه تحالفات موضعية بين قوى ذات إتجاهات سياسية متناقضة، فهذه المُسميّات هي ضحك على ذقون اللبنانيين”.
وعن تشكيل اللوائح أكد ريفي أنه وفق منطق الشركات المساهمة فهو مرفوض، ونحن ندعو لتحالفٍ سياسي ينتج تكتلاً نيابياً على المستوى الوطني ويلتزم أمام الناس ببرنامجٍ واضح سيادي وإصلاحي”.
ولفت إلى أننا لن نتحالف مع قوى لا نتشارك معها ثوابتنا من أجل نيل مقاعد نيابية فهذا احتقارٌ لإرادة الناس”.
وأضاف “أن نكونَ في لوائحَ واحدة مع حلفاء للدويلة ومع رموز الفساد فهذا انتقاصٌ منا ومن احترامنا لذاتنا ومن عهدنا أمام اللبنانيين بأن لا نخدعهم من أجلِ حفنةٍ من المكاسب السلطوية”.
وقال “هذا احتيالٌ سياسي واخلاقي، فنحن كما بدأنا مسيرتنا سنكملها، ولن نقبلَ بالتلون ولن نساوم على المبادئ، نحن ننحني أمام كل مواطن أعطانا الثقة، ولن “نفرِّطَ بها ابداً.
ودعا ريفي “القوى السياسية والمدنية المؤمنة بسيادة لبنان وبناء الدولة الى أن تكونَ يداً واحدة في معركةٍ إنقاذية واحدة، وأن تُعلي مصلحة لبنان على الحسابات الضيقة، وأن تتقدم الى اللبنانيين ببرنامجٍ سيادي إصلاحي يكون بمثابة إستفتاءٍ على مستقبلِ وطنهم”.
وشدد على أن “عناويننا الكبرى في هذه الإنتخابات هي:
إستعادة الدولة المخطوفة من الدويلة، ونزع السلاح غير الشرعي
حماية الدستور وإتفاق الطائف والعيش المشترك.
التمسك بالقرارات الدولية وقرارات الشرعية العربية، والتأكيد على لبنان عربي.
حماية لبنان بلد الرسالة والنموذج، والدفاع عن الحريات العامة والإعلامية ومواجهة الدولة البوليسية التي يتم إحياؤها.
مواجهة الفساد بكل أشكاله باعتباره المدخل الى إستعادة الثقة الحقيقية.
إطلاق الطاقات والإمكانات لدى الجيل الشاب كي يساهم ببناء الوطن”.
وأضاف “من أجل هذه الثوابت واجهنا وسنواجه، فما وصل اليه لبنان خطير على كل المستويات.
نعيش في هذه المرحلة نتائجَ ما أوصلنا اليه الإنهزام والإنبطاح الذي عَقد تفاهماً غيرَ مكتوب مع الدويلة يهدد بتمكينها من السيطرة على القرار اللبناني وتغيير هوية البلد”.
وأكد أن “هذا التفاهم هو استسلامٌ لمصلحة الدويلة يهدد الدستور وإتفاق الطائف ويجعل رئاسة الجمهورية مزهوةً بقوةٍ مزعومة فيما هي تغطي وجود جيشين واحد شرعي وآخر غير شرعي يأتمر بالأجندة الإيرانية.وتعجز في الوقتِ نفسه عن إنتهاكِ حزب الله للسيادةِ اللبنانية واستجلابِ قادة ميليشيات عراقية على حدوده”.
وقال ريفي ” التفاهم يُضعف موقع رئاسة الحكومة ويضعه في خانة المتلقي ويهمّش دوره في السلطة التنفيذية وفي اتخاذ القرار”.
وأضاف “هذا التفاهم شرَّع الفساد ونهب المال العام وعمَّمهُ تحت رعاية مشروع السلاح الذي يغطي الفساد والفساد الذي يسترزق من سطوة السلاح.
هذا التفاهم يرعى دولة بوليسية تعتدي على الحريات العامة والإعلامية، وتستهدف الإعلاميين الاحرار وتُرهبهم. التحية لمارسيل غانم وأحمد الأيوبي وحنين غدار وفداء عيتاني وكل من استهدف حقه بالتعبير والتفكير”.
وتطرق الى ما جاء في كلمة السيد حسن وتساءل: من أجاز لأمين عام حزب الله أن يحدّدَ للبنانيين ما هو المسموح وما هو غير المسموح أن يشاهدوه من أفلام ؟ . من أتاح له أن يُرشدَنا على هويتنا الثقافية والإجتماعية والفكرية؟.
لنصرالله نقول: لبنان الفكر والإشعاع والنموذج أقوى من إملاءات لغة القرون الوسطى”.
وأكد أن هذا التفاهم تواطَأ مع حزب الله أو تغاضى عن تدميرهِ لعلاقاتِ لبنان العربية والدولية، فهل كان أي لبناني يتصور أن تصلَ علاقة لبنان بالخليج أو المملكة العربية السعودية الى هذا المستوى من التردي؟، وهل كان أحدٌ يتصور أن يغطي أهل البيت مشروعَ حزب الله المدمِّر الذي يتخذُ من لبنان غرفة عمليات لتهديدِ إخوتنا العرب؟
بلى ، إنهم يفعلون فبئسَ ما يفعلون”.
وأوضح: إتهمونا بالخيانة والغدر، ونسوا أنهم خانوا القضية ودم الشهداء.
نمتلك الكثير من البحص لنبقه.
نعم قلنا رأينا علناً وفي كل مكان أنَّ ما سمُّوه تسوية كان إستسلاماً للوصايةِ الإيرانية. قلناها لهم قبل إقدامهم على الإستسلام وقلناها لكل الأصدقاء والحلفاء في الداخل والخارج.
هذا فخرٌ كبير أن نكونَ منسجمين مع أنفسنا ومع قضيتنا، أما الخيانةُ والغدر فسيكتِبُ عنها التاريخ مجلدات”.
وقال : أيَّدنا الإستقالة وبادرنا الى وضعِ الكتفِ على الكتف لأن لا خلافَ شخصياً مع أحد، وكنا سنبادر الى الإتصال بعدما اعتبرنا أن الخلاف السياسي إنتهى لكن ماذا كانت النتيجة؟
عَودٌ على بَدء ، واستسلامٌ وراءَ استسلام لمشروع الدويلة، ومحاولةُ استقواءٍ على اشرف ريفي ومن يسيرونَ في خَيار مواجهة مشروع حزب الله”.
وختم ريفي قائلاً :لا أيها السادة ، عدوا للعشرة واستفيقوا من أوهامكم، فمن لم يُرهِبهُ مشروع الإغتيال والتصفية، لن يكترث لهذه الألعاب الصبيانية في السياسة،ولن يتوقفَ عند أساليبَ جُرِّبَت في الماضي وأتت بنتائجَ معاكِسة.
عهدٌ أيتها الصبايا وأيها الشباب أن نُكملَ مسيرَتنا حتى تحقيقِ أهدافنا في بناء الدولة وحماية الوطن.
مستمرون مستمرون مستمرون”