صدر العدد السابع والخمسون من مجلة “الامن العام” عن المديرية العامة للامن العام”، وفيه افتتاحية المدير العام اللواء عباس ابراهيم بعنوان “ليكن الحوار بديلا من الحروب”، قال فيها: “في هذا الشرق الذي صار اسمه مقرونا بالحروب والتسويات السياسية الهشة، حيث تنزف المنطقة منذ عقود جراء صراعات دولية وموجات نازحين ومشردين، حلّت على ارض بلدانها، تفوق مقدرات اي منها، يستحيل ان تكون مصادفة ترك المنطقة منذ اربعينات القرن الماضي ساحة متقدمة للصراع العربي ـ الاسرائيلي، ومن ثم العربي ـ العربي، ليعود العالم ومن خلاله بعد عقدين ونصف عقد من الزمن ليطرق بعضا من باب مؤتمر مدريد للسلام. ليس مصادفة ابدا ان تحتدم النزاعات المذهبية على ايقاع صدامات دامية نتيجة حروب مباشرة او بواسطة الارهاب المتنقل والمبرمج. وليس معزولا فشل الحوار اليمني والازمة السعودية ـ الايرانية عن الانتكاسات المتتالية في ترتيب البيت العراقي، ولا عن ارتفاع اللهيب في سوريا والقلق الذي يلف المؤتمرات المتعددة العنوان التي تعقد بغرض انجاز تسوية سياسية لها او عليها”.
اضاف اللواء ابراهيم: “لقد اثبتت الوقائع في العالم مقولة الفيلسوف الالماني كارل فون كلاوزفتيز “ان الحرب استمرار للسياسة بوسائل اخرى”. وهذا ما يجب ان يُعمل على تعديله فتكون السياسة ضمانا للسلم والاستقرار. ولكي لا يُهمل ما يتعلق بالانعكاسات المباشرة لبؤر التوتر على بعضها، واثر ذلك على مسار اي مشروع تسووي”.
ولاحظ “ان النزاعات والصراعات الاقليمية والدولية تستعر بوتيرة مضطردة، ويشكل تصاعدها والسكوت عنها عاملين مساعدين في اجهاض الاستقرار العالمي والسلام بين الدول. الحل يرتكز على تدخل قادة العالم انفسهم في ادارة الصراع الدولي وارساء الوسائل الديبلوماسية لتأمين التواصل بين الاطراف المتنازعين، وايجاد المساحة المشتركة لتنظيم عمليات الحوار، لا الانخراط في الحروب وتأليب الدول بعضها على بعض، لأن مسارات الحوارات هي السبيل الوحيد لمنع النزاعات والحيلولة دون وجود بؤر توتر وصراعات”، مشيرا الى ان “السياسة والحوار وُجدا لسلم البشرية وليس لتدميرها”.
في العدد ملف عن الانتخابات النيابية الاخيرة وتداعياتها على صعيد موازين القوى والكتل والتجديد في البرلمان والاحجام الجديدة احزابا ومستقلين، الى تحقيقات عن اول جلسة للبرلمان الجديد وانتخاب رئيسه وهيئة مكتبه، وعن نواب غادروا وآخرين اتوا، والثغر التي ابرزتها الانتخابات في القانون الذي اجريت على اساسه يتحدث عنها الوزير السابق البروفسور ابراهيم نجار والدكتور غالب محمصاني، وتجربة المجتمع المدني في الانتخابات، اضافة الى حيثيات تقرير البعثة الاوروبية لمراقبة الانتخابات والمواكبة الامنية للامن العام للانتخابات.
في العدد ايضاً مقابلة مع سفير باكستان افتاب احمد كوكير متحدثاً عن تعاون بين بلاده ولبنان هو الاول لمكافحة الارهاب، ومشدداً على وحدة سوريا وحق شعبها في تقرير مصيره، ويتحدث المنسق المقيم لانشطة الامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني عن نتائج مؤتمر بروكسل ـ2 قائلا ان حلول النازحين السوريين خارج لبنان، الى تقريرين اقليميين عن العلاقات الاميركية ـ الايرانية والحرب الايرانية ـ الاسرائيلية المحتملة بازاء النزاع السوري، وتكريم اللواء ابراهيم ابطال الامن العام في الالعاب القتالية.
وتتناول قضية العدد مؤتمر “الهوية البشرية” العالمي وعرضه انجاز الامن العام، ومآل ازمة القروض الاسكانية لذوي الدخل المحدود والعسكريين، الى جولة في متحف عصور ما قبل التاريخ، وتتحدث فاطمة شرف الدين عن ادب الاطفال وسبل مخاطبة القراء الصغار، الى تحقيقين عن المخدرات وتأثيرها على الشباب والقاصرين.
الى الابواب الدائمة في احصاءات الشهر والوثائق المزورة وصفحات من لبنان والثقافة والفنون والتغذية والرياضة والتسلية.