بالأمس، انشغل مجلس الوزراء بالبواخر المولدة للطاقة الكهربائية الدافعة للتوتر الوزاري، واليوم اللقاء التشاوري في القصر الجمهوري المختلف على تشكيلته، والمتفق على أنه محطة للتقاسم الانتخابي بعد تكريس المقاسمة السياسية بين قادة الأحزاب الممثلة في الحكومة.
مصادر بعبدا قالت إن الرئيس ميشال عون سيطرح التشاور في الخطوات التي على السلطة ان تتخذها في ضوء خطاب القسم والبيان الوزاري، من دون ان يكون للقاء اي مفعول تنفيذي ومن دون تجاوز صلاحيات المؤسسات الدستورية.
واستباقا للقاء، عقد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل مؤتمرا صحافيا قبل ظهر أمس عرض فيه لملاحظات الحزب على قانون الانتخابات وركز على اهمية دور المعارضة في الحياة السياسية والأنظمة الديموقراطية.
ومأخذه على طريقـة عمل الحكومة والمؤسسات الدستورية الأخرى التي تستبدل الآليات الدستورية بالتسويــات السياسيـــة الجانبية. وقال الجميل: كنا نتمنى على رئيس الجمهورية ان يكون رئيسا لكل اللبنانيين، رئيس جمهورية لا رئيس سلطة ويستمع الى الجميع، لكنه احب ان يكون عراب السلطة وهذا من حقه.
ولاحظ الجميل ان الامور توحي بأن السلطة تريد إدارة البلاد بطريقة ديكتاتورية، وهناك خطر جدي بتحول لبنان الى دولة محكومة من «كارتيل» مستعد لاستعمال سلطته لقمع الرأي المخالف، وحذر الجميل من تحول الدولة اللبنانية الى دولة بوليسية.
واعتبر غياب الوزراء عن اللقاء التشاوري في بعبدا اليوم اقرارا بفشلهم، لذلك دعي الأوصياء عليهم لإيجاد مخرج.
ويذكر انه الى جانب غياب السيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط عن اجتماع اليوم، قرر رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع تكليف وزير الإعلام ملحم رياشي بتمثيل حزب القوات اللبنانية في اللقاء.
إلى ذلك، تحدثت مصادر نيابية لـ «الأنباء» عن اعتراض بعض الأوساط السياسية الإسلامية على حصر التمثيل السني في اللقاء التشاوري في بعبدا اليوم بتيار المستقبل.
وقيل للمعترضين ان رئيس الحكومة سعد الحريري هو الممثل الرسمي للسنة في السلطة، فكان الجواب أن الرئيس ميشال عون يمثل الموارنة على رأس السلطة، ومع ذلك دعا القوات اللبنانية للمشاركة باللقاء الى جانب التيار الوطني الحر، وإلى جانب حركة أمل، دعي حزب الله لتمثيل الشيعة، وكذلك الدروز حيث دعي الحزب التقدمي الاشتراكي، والحزب الديموقراطي اللبناني الذي يرأسه الوزير طلال ارسلان، بحيث تمثلت جميع الطوائف ثنائيا، عدا السنة، فقد حصر تمثلهم بتيار المستقبل، علما أن هناك رؤساء كتل نيابية كالرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، إذ من شأن وجود أحدهما أن يدعم موقف رئيس الحكومة خلال اجتماعات اللقاء.
ولاحظت المصادر بقلق أن جدول أعمال اللقاء التشاوري يقتصر على الخدمات العامة التي تصب في خانة التحضير للانتخابات، كالماء والكهرباء والنفايات والإنماء، وهي مسائل تقع في نطاق عمل الحكومة ولا تستدعي لقاء على هذا المستوى الوطني.
وأعادت الى الذاكرة الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله، الذي دعا الحكومة للاهتمام بالخدمات العامة، ما يعني ضمنا ترك الأمن والدفاع للحزب!
الرئيس سعد الحريري اعتبر من جهته، أنه ساهم بأهم إنجازين في تاريخ البلد منذ ثلاثين عاما، إنجاز انتخاب رئيس صنع في لبنان، وإنجاز قانون انتخابات صنع في لبنان، وأشار الى أن الانتخابات أمامنا، وان تيار المستقبل يجب أن يكون منذ اليوم في حالة استنفار.
وفي إفطار أقامه على شرف المهن الحرة، قال: الغريب والبعيد يعرف أن تيار المستقبل كان ومازال الرقم الصعب بالمعادلة الوطنية، قوى كثيرة حاولت أن تكسر هذا الرقم ولم تنجح، لا بالسلاح ولا بالضغط السياسي، ولا بمشاريع العزل والإقصاء.
وتوجه الى الذين يعتقدون أنهم قادرون على كسر تيار المستقبل لا يعرفون جمهور رفيق الحريري ولا هم من جمهور رفيق الحريري، وهدفهم الأكل من صحن التيار ليقدموا خدمات مجانية للخصوم المعروفين. وليس في العالم من يستطيع خطف تيار المستقبل الى التطرف.
بدوره، الرئيس السابق لمجلس النواب، ومهندس اتفاق الطائف حسين الحسيني، رأى في لقاء بعبدا التشاوري اجتماعا لزعماء ميليشيات!
وقال في تصريح إذاعي أمس: لقد قسموا الدوائر على قياساتهم، وعملوا نظاما انتخابيا لكل منطقة على حدة، وهكذا بكل بساطة، نقل المقعد المسيحي من المنطقة الإسلامية الى المنطقة المسيحية فضحت كل النوايا الكامنة وراء هذا القانون الذي اعتبروه إنجازا.
(الانباء الكويتية)