جاء في “نداء الوطن”:
احتدم الصراع بين قرى إقليم التفاح بسبب التيّار الكهربائي. خرج الأمر عن السيطرة. الكهرباء أو قطع الطرقات، أو ربما أبعد من ذلك. لا تزال معركة بلدة عين قانا مستمرّة مع أزمة تقنين الكهرباء التي لامست صفر تغذية في الأيام الخمسة الماضية. تجاوز الأهالي كل المحظورات، عمدوا إلى ربط بلدتهم على خط التغذية رقم 1 المتأتّي من معامل الليطاني الكهرومائية وصلت المعركة إلى ذروتها. رفع الأهالي لافتة في ساحة البلدة يتبرّأون فيها من النائبين محمد رعد وهاني قبيسي. واعتبروا أنّ الأحزاب لم تخدم قضيتهم “تخلّوا عنّا، ونحن سنأخذ حقّنا”.
تتغذّى قرى أقليم التفاح، كما جزين وجبل الريحان من المعامل الكهرومائية التابعة لمصلحة الليطاني، وهي موزّعة على أربعة خطوط: رقم 1 يغذّي جزين، جباع عين بوسوار وجبل الريحان، رقم 3 يغذّي قرى عين قانا، كفر فيلا و28 بلدة أخرى، رقم 2 قرى الشوف.
قبل عام تقريباً، بدأ صراع الكهرباء بين القرى، وتصدّرت عين قانا المشهد في مواجهة جباع، بلدة النائب محمد رعد، حينها قطع الأهالي طريق جباع – عين قانا ومنعوا وصول أهاليها إلى منازلهم. غير أن النزاع بلغ أشدّه قبل شهرين، حين زادت حدّة التقنين ولامست الـ10 ساعات يومياً، حينها تعالت الأصوات المطالبة بأحقية عين قانا التاريخي بالخط رقم واحد، غير أن الأمور وصلت إلى مرحلة خطيرة قبل خمس أيام، حين انقطع التيار الكهربائي نهائياً، وانقطعت معه المياه، فالبلدة تعتمد في ضخ المياه على الكهرباء على اعتبار أن التغذية 24/24، ما حذا بالأهالي إلى رفع الصوت، والتبرؤ من النائبين رعد وقبيسي. والأهم أنها المرة الأولى التي يخرج فيها الأهالي من كنف الأحزاب.
أمس، قطع أهالي عين قانا الطريق على مواطنيهم في جباع، والسبب أنّ الأخيرة تتغذّى بـ20 ساعة يوميّاً، أما عين قانا فبالكاد تصلها ساعة تغذية.
ارتفع صراخ الأهالي وتحديداً المرضى منهم “رمينا أدوية الضغط والسكّري، هل يفرح رعد وقبيسي بالأمر، لا يعنيهما أمرنا”. ويسأل أحد المعترضين: “هل هكذا تكافأ بلدة الشهداء؟”. بالكاد كانت أمّ علي تلتقط أنفاسها، وهي تصرخ “انتزع دواء السكري بسبب غياب الكهرباء، زوجي مريض ومتقاعد، نواجه ظروفا قاسية، من يشعر بنا، من يشتري لنا أدويتنا». يصرّ الأهالي على أن النواب خذولهم “في الانتخابات يركضون وراء صوتنا، في وجعنا لا نسمع صوتهم”. وأضاف أحدهم مصوباً كلامه لرعد وقبيسي: “الكهرباء ذهبت للمنافع الشخصية والفردية والسياحيّة”.
في هذا السياق، تخشى مصادر متابعة أن “يتحوّل الصراع إلى كباش علني بين أهالي جباع وعين قانا”، مشيرةً إلى أنّه “إذا لم تعالج المسألة بسرعة فقد تجرّ إلى دَم، وهذا ما نحاول وأده”.
لا شكّ أن أهالي عين قانا يعيشون أزمة حقيقة، فهم اعتادوا على التغذية المستمرّة، ليجدوا أنفسهم فجأة بلا كهرباء. تكشف مصادر بلدية عين قانا عن “مساع حثيثة تبذل لأجل معالجة الأزمة الراهنة، ولا تنكر أن ما يحصل صراع خطير بين القرى.
وتشير مصادر البلدية إلى أن أهالي عين قانا ربطوا البلدة بخط التغذية رقم واحد، ولكن ما حصل أن الخط لم يحمل، ما أدى إلى انقطاعها عن كل القرى. إثر ذلك جرى العديد من اللقاءات مع البلديات وشركة الكهرباء وأفضت المساعي إلى توزيع عادل للتغذية، بحيث تحصل كل بلدة على 14 ساعة تغذية يومياًّ، أما الساعات المتبقيّة فتكون من نصيب القرى والبلديات السياحية. يعتبر هذا الحلّ مقبولاً بالنسبة إلى البلدية، شرط أن يتمّ تطبيقه، وليست كالخطة السابقة التي لم تبصر النور”.