رصد Lebanon On Time –
تُعَدُّ القمة الصينية العربية التي انعقدت في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض حدثًا تاريخيًا مهمًا على جميع الصعد، وفرصةً ذهبية للنهوض للدول العربية العربية بشكل عام وللبنان الذي يعاني أشدّ أزمة اقتصادية في تاريخه على وجه الخصوص.
ويأتي انعقاد القمة التي نتج عنها ما سُمّيَ ب “إعلان الرياض الصادر عن القمة الصينية العربية الأولى”؛ في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الدول العربية على امتداد جغرافيتها، وخاصة في الشرق الأوسط؛ تأكيدا على تكريس الصداقة العربية الصينية المتمثلة في التآزر والتضامن والمساواة والمنفعة المتبادلة والاستفادة والشمول والعمل يدا بيد على بناء المجتمع العربي الصيني نحو عصر جديد مشرق مليء بالازدهار والتطور، وقد تم الإعلان أن كلًّا من الجانبين العربي والصيني اتفقا على العمل بكافة الجهود في سبيل بناء المجتمع الصيني العربي المزدهر للمستقبل المشترك بين الأمتين.
أما التمثيل الدبلوماسي للدول في هذه القمة فكان على مستوى رفيع، حيث حضر الرئيس الصيني شي جينبينغ ممثلًا الجمهورية الشعبية الصينية، إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى بعض الملوك و الرؤساء العرب.
أما لبنان فكان له حضوره الواسع وكلمته في هذه القمة، مُمثّلًا برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أعلن تمسّك الدولة اللبنانية ببنود هذه القمة، وشرح للحضور وضع لبنان الغارق في الأزمات والمشاكل ومعاناة الشعب اللبناني على كل المستويات.
وفي هذا السياق، تُعتبر القمة العربية الصينية في هذا التوقيت الحَرِج نقطةً محوريةً هامّةً للبنان للخلاص من هذا المأزق الكبير بعدما قضت المنظومة السياسية الحاكمة على كل مقدرات الدولة على مدار عقود، وتركت البلد جِيفةً لا روحَ فيها من خلال السرقات والصفقات والسمسرات المكشوفة والتحاصص البغيض بين الأحزاب الحاكمة، ما أدى إلى انهيار الوضع الاقتصادي شيئًا فشيئًا إلى أن وصلنا إلى الارتطام الكبير خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ولكن مع كل ما تمثّل هذه القمة من حظوظ حقيقية للنهوض، و تباشير لا يُستهان بها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتقني والصناعي وغيره، فهل تستطيع هذه القمة مع كل انعكاساتها الايجابية؛ أن تنهض بلبنان دون تغيير في بنيته السياسية التي قضت على كل أمل يمكنه إنعاش لبنان على مدار سنوات طويلة؟