القطاع التعليمي بين الاضراب والحقوق المسلوبة ..

خاص Lebanon On Time – خالد ابو شام

“إذا أردتَ تدمير دولة فابدأ بالتعليم”، إن هذه المقولة من أكبر الأمثلة التي تعكس أهمية التعليم لدى الأمم، باعتباره المدماك الأساس في نهوض وسقوط الدول، ونحن في لبنان _ والحمدلله _ قد أخذ المسؤولون لدينا بهذا المثل وأولوه اهتمامًا بالغًا، فقرروا منذ عقود تدمير قطاع التعليم شيئًا فشيئًا من خلال خطوات استراتيجية عديدة أوصلت بهذا الحقل نحو الهاوية.

تتصرف المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان بصورة تؤكد عدم انتمائها لهذا البلد، حتى أنها لم تُبقِ فيه حجرا على حجر، فقد انهارت كل قطاعات الإنتاج الحياتية بمختلف مجالاتها، وها هو قطاع التربية والتعليم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعدما قامت الدولة بالتعاون بين الأحزاب الحاكمة الفاسدة بعملية ممنهجة لإذلال الموظف بشكل عام والأستاذ على وجه الخصوص بعد أن بات راتبه بضع ليرات لا تكفيه أجرة مواصلات حتى يذهب إلى مدرسته. فهل بعد هذا الإجرام من إجرام؟ وهل بعد هذه الوقاحة من وقاحة؟
إنَّ الدولة بعد كل ما فعلت بالأساتذة الذين هم عامود الوطن وركنه الأعظم؛ على مدار عقود من حرمانهم كثير من حقوقهم ومنعهم من العيش بكرامة في مستوى يليق بعملهم المقدس، ها هي اليوم تدمّر رواتبهم وتقضي على حلمهم بالحياة الكريمة بعدما أنهكَ انهيار العملة الوطنية قدرتهم الشرائية بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء بشكل غير مسبوق، والتي تديره جهات معروفة لمصالح مكشوفة لدى الرأي العام، ما أدى إلى تسرّب عدد كبير من الموظفين و الأساتذة من عملهم بعدما صارت الأجور معدومة إلى حد بعيد، الأمر الذي دفع رابطة التعليم إلى إعلان الإضراب التحذيري عسى أن يسمع من له ذرة ضمير في هذه الدولة العوجاء، ويقوم بإنصاف هؤلاء الكادحين بشكل يليق بشهاداتهم التي دفع أهاليهم من دمائهم حتى حصلوا عليها، ويليق بعملهم النبيل في إنشاء جيل واعي يقوم بخدمة الوطن والعمل على ضمانة مستقبله، فإلى متى سيبقى هذا الغبن بحق الأساتذة الذين يمثلون ديناميكية الوطن؟ وحتّامَ ستظلّ الطبقة الحاكمة تدمر عواميده الواحد تلو الآخر؟