قال مراقبون سياسيون إنّ الحكومة دخلت مرحلة صعوبة العودة عن تأليفها، لأنّ القرار بهذا التأليف قد اتخذ، خارجياً وداخلياً، والعقبات الداخلية المتبقية يفترض ان تكون قابلة للحل.
وعَزا المراقبون «تأخير إعلان التشكيلة الوزارية الجديدة الى أنّ نوعيتها قد بلغت مسامع دول مؤثرة في لبنان ويهمّها التوازن، فسارَعت الى لفت أنظار المرجعيات المعنية بالتأليف، وخصوصاً الرئيس المكلف، الى ضرورة ان تكون الحكومة متوازنة لأنّ الدول المانحة ستكون على خط التعاطي المباشر مع الحكومة الجديدة، أقلّه بملفين: الأول مؤتمر «سيدر» والثاني ملف النازحين السوريين. وقد أبلغت هذه الدول الى الحريري ضرورة عدم تأليف حكومة لا تُعبّر عن مختلف الحساسيات السياسية، وهذه من بين الأسباب التي أخّرت عقد اجتماع حاسم بين الحريري ورئيس الجمهورية لإعلان الحكومة».
وما يؤكد هذا الأمر، وفق المراقبين أنفسهم، الاجتماع الذي عقده الرئيس المكلف مساء أمس في «بيت الوسط» مع سفراء وممثلي مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان. وهذا الاجتماع، على أهميته وإيجابيته، كان اللافت فيه انه انعقد قبل تأليف الحكومة، في حين يفترض أن ينعقد بعد تأليفها، ويكون شرارة انطلاق «سيدر» ودعم لبنان، ما يعني انّ هذه الدول لم تتبلّغ فقط، وإنما بلّغت أيضاً».
وقد شدّد سفراء المجموعة وممثلوها، خلال هذا اللقاء، على أهمية استقرار لبنان الاقتصادي في المرحلة المقبلة. وأطلع الحريري الحاضرين على آخر التطورات الاقتصادية والسياسية، ولاسيما منها نتائج زيارة الموفد الفرنسي السفير بيار دوكان الأخيرة للبنان. كما أطلعهم على آخر تطورات ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، منذ انعقاد مؤتمر «سيدر» وحتى الآن، بما في ذلك القوانين التي أقرّت خلال الجلسة التشريعية الأخيرة وتقدّم سَير العمل على هذا الصعيد.