أعلنت السلطات العراقية، الخميس، فرض حظر التجول على مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، بعيد ارتفاع حصيلة قتلى المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في المدينة إلى 13.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤولين في المدينة أن قرار حظر التجول جاء “في إطار الحملة الأمنية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة”.
وأشارت إلى انتشار عناصر أمن في محيط الناصرية حيث قاموا بعمليات تفتيش لجميع السيارات والأشخاص الذين يحاولون الدخول.
ويبدو أن المتظاهرين لم يلتزموا بأمر حظر التجول، إذ سيطروا على جسر الزيتون في الناصرية، واقتحموا إثر ذلك مقر قوة التدخل السريع وأحرقوه بالكامل، وفق ما أفادت مصادرنا.
ولفتت المصادر إلى انسحاب القوات الأمنية من الجسر بعد مواجهات مع المتظاهرين، الذين تمكنوا من العبور صوب الشامية بعد التفاف عدد منهم من جسر النصر المجاور.
وكان مراسلنا أشار في وقت سابق إلى حصيلة أولية تفيد بمقتل 8 أشخاص وإصابة 45 آخرين في المواجهات وسط المدينة.
وارتفعت الحصيلة بمرور الوقت لتصبح 13 قتيلا وأكثر من مئة مصاب.
وشهدت الناصرية اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، الليلة الماضية وفجر الخميس.
ورغم أن محافظات جنوبي العراق، شهدت مواجهات الخميس، مثل السماوة، إلا أن أعنفها كان في الناصرية مركز محافظة ذي قار.
كر وفر
وقال شهود عيان إن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع، مما دفع المتظاهرين إلى الانسحاب بين الأزقة، لتتحول المواجهات إلى كر وفر بين الطرفين، خاصة في منطقة الجسور.
وسمع دوي إطلاق العيارات النارية، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى مستشفى الحسين، وسط المحافظة.
وشهدت محافظة ذي قار، أمس الأول، وصول الفريق الركن جميل الشمري وعددا من الضباط إلى المحافظة ليكلف رئيسا لخلية الأزمة فيها.
ولا يزال العراق يشهد أكبر موجة احتجاجات منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، قُتل فيها أكثر من 330 شخصا منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوب البلاد، أوائل أكتوبر.
ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يقولون إنها فاسدة وتخدم قوى أجنبية، بينما يعيش الكثير من العراقيين في فقر دون فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم على مستوى جيد.