يحذر الصحافي شون أوغرادي في مقال في صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية من أن العالم صار أقرب من أي وقت إلى حرب عالمية ثالثة.
بمساعدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو من دونه، يقول أوغراداي، يمكن لكيم جونغ أون بسهولة إغراق الكوكب في حربه العالمية الثالثة، وبالطبع ستكون هذه الحرب أكثر تدميراً من الحرب الأولى عندما كان استخدام المقاتلات لا يزال في بدايته، أو الحرب العالمية الثانية التي انتهت باستخدام الأسلحة الكيماوية للمرة الأولى حتى الآن في حرب.
سياسة حافة الهاوية
ويلفت أوغرادي إلى أن ترامب أبدى صرامة حتى الآن، إذ نشر دفاعات مضادة للصواريخ داخل كوريا الجنوبية. وهو يفعل إلى حدّ ما قام به الرئيس كينيدي خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وما فعله الرئيس ريغان خلال الحرب الباردة في ثمانينات القرن الماضي، ممارساً سياسة حافة الهاوية ومظهراً قوة وحزماً.
وعلى غرار كينيدي وريغان، يرى أوغرادي، أنه يمكن لترامب أن ينتصر. ولكن ليس صعباً رؤية كيف يمكن الأمور أن تخرج عن السيطرة. فإذا شعر كيم بأنه وحيد ومعرض للخطر، قد يطلق بضعة صواريخ، ربما على اليابان، التي تعتبر دائماً هدفاً محبباً له. وعلى غرار ما حصل في أخيراً في أفغانستان (مع أم كل القنابل) وسوريا، يمكن ترامب أن يرد بضربة “جراحية” و”متناسقة” على بعض منشآت كوريا الشمالية.
السيناريو المرعب
يتابع أوغرادي السيناريو المحتمل، قائلاً: “تُغرق كوريا الشمالية بارجة كورية جنوبية. تحصل مناوشات على الأرض. يطلق كيم صاروخاً آخر عبر الحدود ويقتل جنوداً أمريكيين. يصعد ترامب القصف، بالأسلحة التقليدية، مستهدفاً مبانٍ حكومية وتلك التماثيل الغريبة لوالد كيم وجده. يرى كيم نظامه مهدداً، فلا يجد بديلاً ولا شيء يخسره، فيطلق قواته التقليدية الضخمة مدعوماً من الديبلوماسيتين الصينية والروسية، آملاً في دفع الأميركيين إلى التراجع وتركه في السلطة. تغزو دباباته المنطقة المنزوعة السلاح ويُقتل جنود أميركيون. أميركا تتورط في الحرب، وتواجه الصين موجة ضخمة من اللاجئين وترفض السماح بانتشار قوات أميركية أبعد من نقطة معينة عند حدودها. ماذا يحصل إذا قاتل جنود يابانيون وأوستراليون وأطلسيون وغيرهم للدفاع عن كوريا الجنوبية؟ ماذا يفعل فلاديمير بوتين عندها؟”.
ويرى أوغرادي أن الحرب الكورية الثانية تكون قد اندلعت، والحرب العالمية الثالثة لن تكون بعيدة. ويشير إلى أنه لن يكون ثمة نقص في الأسلحة، ففي تلك الزاوية من العالم تلتقي أكبر جيوش العالم وأقواها.
برميل بارود وكبريت
وفي تقدير أوغرادي أنه في تاريخ البشرية كلها، لم يكن هناك أكبر من برميل البارود هذا، ولا كان هناك رجال بهذه الغرابة يلعبون بعود كبريت قربه.
ويضيف الصحافي أن كيم جونغ أون ليس مجنوناً. هو كوالده ليس مستبداً غريب الأطوار، كما يوصف في الإعلام، وإنما رجل مهووس وقاس، كما رأينا مع تصفيته خصومه ومنتقديه. يعتقد أنه لن يخسر شيئاً. إذا كانت أميركا تستعد لإطاحته مثل صدام حسين أو معمر القذافي سينتهي به الأمر معلقاً أو مبتور الأطراف في كل الحالات، إذا ما الذي يمنعه من أخذ بضعة ملايين من الكوريين واليابانيين، إضافة إلى بضعة آلاف من الجنود الأميركيين معه؟
(24 – The Independent)