عقد النائب خالد الضاهر مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس تناول خلاله الأوضاع المحلية. واستهل كلامه قائلا: “من عادات محافظة عكار المحرومة في شمال لبنان الترحيب بضيوفها وإكرامهم ولكنها لا تقبل أن يعطيها أحد دروسا في الوطنية، أو دروسا في الحديث عن الإنماء والوعود، وأقول هذا الكلام لأنني مسؤول أمام الله وأمام أهلي وشعبي في عكار وفي لبنان، لأن الرائد لا يخذل أهله، ولأنه يجب ان نقول كلمة الحق التي تسدد الأمور في هذا البلد، فزيارة وزير الخارجية الأستاذ جبران باسيل لعكار لم تكن زيارة عادية كضيف أتى إلى عكار بصورة طبيعية، بل هو أتى أثناء الحملة الإنتخابية الحالية، اي أنه يريد أصواتا من عكار، وبالرغم من هذا الطلب العجيب الغريب أمام الحرمان الذي تعانيه هذه المحافظة لم نسمع له يوما صوتا يدافع فيه عن مصالح هذه المنطقة، إلا أنه أراد أن يعطينا دروسا في الوطنية ودروسا في الإنماء، فأعلن في كلمته انه ينبه السفراء في لبنان من التدخل في الشؤون اللبنانية وفي الإنتخابات”.
أضاف: “هذا كلام تأخر عنه كثيرا، وكان يفترض به أن يقوله منذ زمن طويل أمام تدخلات السفير السوري الذي السافرة في شؤون لبنان والتعدي على الدستور اللبناني وعلى الرئاسات في لبنان، وكأنه الحاكم بأمره، ولم نر الوزير ينتفض ويعقد هذه المحاضرات في الوطنية في عرين الوطنية، في فنيدق ارض الشهداء، وفي وادي خالد أرض الأبطال، وفي عكار عرين هذا البلد الذي دافع عن لبنان، كل لبنان، وقدم الشهداء والتضحيات حتى لا يسقط لبنان بيد المشروع الفارسي الإيراني”.
وقال: “السفير السوري كان يجب أن يلجمه الوزير جبران باسيل منذ زمن، خصوصا أن رئيس هذا السفير قد جاءت من عنده المتفجرات ال 24 مع الوزير السابق ميشال سماحة بإشراف اللواء علي المملوك رئيس الأجهزة الأمنية وبمعرفة رأس النظام لتفجيرها برجال الدين المسلمين والمسيحيين لزرع الفتنة في لبنان. وثانيا، لماذا لم تنتفض لكرامة هذا البلد عندما يقوم السفير الإيراني ايضا بصولات وجولات مع الحرس الثوري الإيراني في لبنان؟ يعيثون في لبنان تخريبا وضربا بإستقراره ولجعل لبنان حديقة خلفية لإيران ومسرحا لتقديم الأضاحي في سبيل المشروع الفارسي الإيراني؟ ان الأمين العام لحزب الله قد أعلنها بصراحة، أن تمويله وسلاحه وتدريبه من إيران وهو جندي في ولاية الفقيه، أي ان ضرب الوحدة الوطنية وضرب المصلحة الوطنية والسيادة الوطنية والدولة اللبنانية ومؤسساتها علنا تقال أمامك، فلماذا تريد أن تعطينا في عكار دروسا في الوطنية؟”
وتابع: “الرئيس الإيراني المعتدل كما يسمونه أعلن منذ شهر تقريبا أنه لن يحصل قرار في هذا البلد إلا برضى إيران، فأين الثورة من أجل الكرامة الوطنية؟ أم أنك تريد أن تقول لنا كلاما تدغدغ به مشاعرنا في عكار ونحن أكثر الناس حساسية تجاه المصلحة الوطنية والسيادة الوطنية، سيادة لبنان وحريته وعروبته؟ أم أنك تريد أن تمشي في هذا المشروع للإساءة إلى العرب ولضرب العلاقة مع العرب وكأنك تعلنها صراحة أنك تريد فتح مشكلة مع العرب؟”.
وقال: “من هذا المنطلق نوجه كلاما واضحا إلى معالي وزير الخارجية بأن يحافظ على الدستور اللبناني وأن يعمل لأجل السيادة الوطنية، برفض ممارسات السفراء المعتدين على السيادة الوطنية اللبنانية، وليس كلاما همايونيا، فلماذا لا تسمي من هم السفراء الذين يتدخلون في الشأن اللبناني؟ أم أنك تترك الأمر غامضا للإساءة إلى العرب والدول العربية؟.
ما يلفت في هذه الزيارة أنها بدأت أولا من وادي خالد، وادي خالد بن الوليد، ارض الشهامة والعروبة والبطولة والكرم الذين قدموا التضحيات في سبيل لبنان، وما أدى إلى استغرابي أنك أتيت إلى هناك وأنت مع الفريق الذي طعن بتجنيس أبناء وادي خالد، وكنت أظن أنك ستأتي بمشروع يريح أهل وادي خالد خصوصا أن هناك ما يقارب 500 عائلة هم لبنانيون قبل لبنان وقبل قيام الدولة اللبنانية، وهم أبناء هذا البلد أبا عن جد وأبا عن جد الجد، هم أبناء هذه الأرض، ولكنهم حرموا الجنسية، هل كان من المفروض بك أن تأتي إلى وادي خالد تطلب أصواتا وانت تطعن بمرسوم تجنيسهم؟ وأنت لا تحمل إليهم مشروعا لتجنيس المستحقين من أبناء هذا البلد؟ بل تذهب إلى أصقاع العالم تريد تجنيس من لم يعد يريد الإرتباط بلبنان، ولا يتكلم لغة لبنان، ولن يأتي إلى لبنان، كأنها ممارسة وبصريح العبارة، طائفية ومصلحية خاصة تتعلق بالإنتخابات”.
أضاف: “هذه الأمور ابناء وادي خالد يعرفونها تماما، أما موضوع فنيدق وما قلت في زيارتها (شفتونا هل عارضنا مشروعا لعكار؟) أنا أقول لك بصراحة، نعم عارضتم مصلحة عكار في المجلس النيابي عندما تقدمنا بتأمين 150 مليون دولار لمصلحة الأوتوستراد العربي الذي يربط بيروت بآخر عكار، نعم أنتم وقفتم ضد تأمين هذا المبلغ لطريق يصل ويريح أبناء القبيات المسيحيين وأبناء وادي خالد المسلمين وأبناء عكار المسلمين والمسيحيين، وقفتم ضده في المجلس النيابي، ورأينا أداءكم الإنمائي وإحترامكم للدستور عندما تبني في وزارتك المختصة 20 سدا منها سدود كلفت 500 مليون دولار مثل سد الليطاني، وسد شبروح 400 مليون دولار، وسد جنة 400 مليون دولار، وحوالي 20 سدا وخصوصا في منطقتك، وأنا أتمنى لمنطقتك ولكل مناطق لبنان أن تحظى بكل انواع الإنماء، ولكنك لم تفكر بتخصيص عكار ولو بسد واحد، حتى وصل الأمر بتخصيص 780 مليون دولار لتنظيف مجرى نهر الليطاني. هذا جيد، وأنا طالبت ورفعت الصوت لإنصافنا بربع هذا المبلغ ب10% منه، لم تقدموا لنا شيئا حتى أثناء توزيع الحصص والمشاريع في الحكومة. لم تنل عكار منكم شيئا، فهل تريدون أصوات عكار؟ لن تحظوا بأصوات عكار، والأيام بيننا، والمستقبل بيننا”.
وقال: “حتى تجنيس الأم لأولادها وقفتم معارضين له ولحقوق المرأة، حقوق الإنسان، وتريدون تجنيس الأم لأولادها لفئة دون اخرى، لا إنسانية ولا توازن، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأمور في السياسة التي تظهر إنحيازكم إلى المشروع الفارسي، فأنتم تدافعون عن إيران في كل المحافل وتوجهون إلى العرب الإساءات، مع أن مصالحنا وإرتباطنا الثقافي والفكري والمصلحي هو مع العرب، مع الخليج العربي، مع السعودية. أنتم ماذا تفعلون للبنان ولمصالح لبنان؟ لماذا تضحون بشباب لبنان؟ لماذا تغطون السلاح غير الشرعي؟ بعد دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء الآخرين تحرر لبنان بجهود أبنائه المخلصين الوطنيين من رجس الإحتلال الأسدي المخابراتي للبنان، رأيناكم بعد ذلك أقمتم تفاهما في 2006 مع حزب الله على تغطية السلاح غير الشرعي، لماذا لا تعملون على تحرير لبنان وإستكمال هذا التحرير الذي قدمنا من أجله التضحيات الجسام من رئيس حكومة ووزراء ومسؤولين أمنيين كان آخرهم اللواء الشهيد وسام الحسن مسؤول الأجهزة الأمنية التي كشفت شبكات عملاء إسرائيل، أكثر من 35 شبكة من عملاء إسرائيل؟ رأينا عدم تطبيقكم للقانون الدولي بإرسال المتهمين بإغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى المحكمة الدولية”.
أضاف: “لا تعطونا دروسا في الوطنية، فنحن أرباب الوطنية، نحن المدافعون عن هذا الوطن، نحن في المنطقة وفي الشمال وفي طرابلس والضنية والمنية والكورة وبشري والبترون وزغرتا وكل هذه المنطقة هي التي وقفت حاجزا أمام هيمنة المشروع الإيراني على لبنان، لذلك الوطنية نحن أربابها، أما التنمية فنحن محرومون منها بسبب أدائكم وأنانيتكم وتغليبكم مصالح فئوية على مصالح لبنان، ونحن نعتبر أن عكار ستعطي درسا لكل المتخاذلين والمتواطئين على مصلحة لبنان، لكل المفرطين بسيادة لبنان والمفرطين بالعلاقة العربية، لكل من يؤذي هذا الشعب وهذا البلد وهذا الوطن”.
وختم الضاهر: “نعدكم بأن نعمل لمصلحة لبنان والحفاظ على الوحدة الوطنية وجمع الشمل اللبناني والتعاون بين كل الفئات اللبنانية. ضمن إطار بلد حضاري نقوم فيه بالإنماء والإعمار وبتخليص لبنان من السلاح غير الشرعي ومن الميليشيات الطائفية والمذهبية وخصوصا أن هناك من كان يهددنا بأن أكثر من 100 ألف من الميليشيات العراقية والسورية وغيرها جاهزة للمجيء إلى لبنان، لماذا لم نجد منكم هذه الوطنية وهذه الإنتفاضة ضدها؟ هل نحن بحاجة الى هذه الميليشيات العراقية الطائفية لتأتي إلى لبنان؟ لم نسمع منكم ردا على هذا الموضوع، لذلك نقول لكم، يا من تريد ان تهيمن علينا وبوعود، مع الأسف فاتك القطار ان تأخذ أصواتنا أو أن تغشنا بعدما عانينا الكثير من أدائكم السياسي، شكرا لأهلنا في عكار الذين كانوا على قدر المستوى في مواجهة هذه الزيارة ولم يتعاطوا معها بكثير من الإهتمام، وكانت مقاطعة كبيرة من أهل عكار لهذه الزيارة، خصوصا أنها تحمل في طياتها سموما غير واضحة، نطالبك بتوضيحها، فمن هم السفراء الذي يتآمرون على لبنان؟ ويتدخلون بشؤون لبنان؟ أوضح ذلك لأن الامر يدل على نيات سيئة، حمى الله لبنان وشعبه وأهله ووفقنا جميعا للحفاظ على وطننا ووحدتنا الوطنية ومصالح هذا البلد وعلاقاته مع أشقائه العرب ومع العالم وانفتاحه على العالم”.