يوم رابع على التوالي من الجمود والشلل السياسيين شهده الواقع الداخلي ضمن عطلة عيد الأضحى ولكن أيضاً ضمن المعطيات المأزومة التي تتحكم بالبلد الذي باتت أيام العطل فيه لا تختلف عن أيام العمل لان الشلل الزاحف على الدورة الإنتاجية لا يقل شراسة عن الشلل السياسي. فاذا كانت حكومة تصريف الاعمال عجزت حتى حل ازمة الخبز كما عجزت عن حل اضراب الموظفين في القطاع العام الذي يستمر للأسبوع الربع متسببا بشل معاملات المواطنين في مختلف المؤسسات والقطاعات، فكيف ستواجه في الأيام القليلة المقبلة تداعيات التصعيد المرتقب سياسياً واجتماعياً؟ مع الاقتراب من بدء العد العكسي للمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اعتباراً من الأول من أيلول المقبل بدا المشهد الحكومي والسياسي كأنه استبق بدء المهلة الدستورية فلم يعد الملف الحكومي على الطاولة وغاب مع غياب لقاءات قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي فيما بدأ التداول جدياً حيال احتمال استعصاء تشكيل حكومة جديدة ومواجهة مرحلة الاستحقاق الرئاسي وما ترتبه من احتمالات مختلفة بحكومة تصريف الاعمال وكيف سيرتب ذلك على الوضع الداخلي من تداعيات. وفي انتظار عودة الرئيس ميقاتي الى بيروت ومعاودة النشاط الرسمي الأربعاء لا تظهر أي معطيات إيجابية واعدة بحلحلة في الواقع المتوتر بين الرئيسين عون وميقاتي فيما يحصل تسريع التحضيرات لاستكمال جدول اعمال جلسة تشريعية سيعقدها مجلس النواب قريبا لإقرار المشاريع المطلوبة من صندوق النقد الدولي لإنجاز الاتفاق بين لبنان وصندوق النقد الدولي. وثمة انطباعات بان الاتجاه الى تلبية شروط صندوق النقد الدولي من خلال مجلس النواب يعكس تراجع الفرص حتى أدني المستويات امام تشكيل حكومة جديدة.
وأمس الإثنين أكد نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد الدولي سعادة الشامي، أن “لا تعديلات جوهرية الآن على خطة التعافي التي اقرتها الحكومة”. وقال إننا “اتفقنا مع صندوق النقد الدولي وهناك التزام من لبنان بذلك، ونخن نطوّر هذا المشروع وهذا ما قلته في مجلس النواب”.
ورداً على سؤال عمّا سُمّي تعديلات شفهية على الخطة طرحها رئيس الحكومة على لجنة المال والموازنة قبل أيام أجاب الشامي، “لا يوجد تعديلات على الخطة الأساسية والرئيس ميقاتي قال إن هذه أفكار نناقشها الآن لكننا لم نطرحها بعد على صندوق النقد وهي تحتاج لأن نناقشها معه فإذا قبل بها عندها نسير بهذه الأفكار”.
وعن الموعد الذي سيقدّمون فيه أفكار الرئيس ميقاتي مكتوبة إلى لجنة المال والموازنة كما طلبت اللجنة، قال الشامي إننا “نعمل على التفاصيل لن ارتبط بوقت محدد ويفترض أن ننجزها ربما في خلال أسبوع أو 10 أيام أي في وقت قريب لأن الخطة الأساسية كما قلت لم تتبدّل”.
المصدر: النهار