خلاف اهل الحكم على ترجمة مبدأ “النأي بالنفس” على رغم انه موجود في متن البيان الوزاري لحكومة “استعادة الثقة” انسحب الى السياسة الخارجية التي من المُفترض ان تعكس التضامن الحكومي وتُعبّر عن لبنان ككل وليس فئة محددة، وتجلّى ذلك بالموقف الاخير لوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعتبر “ان السياسة الخارجية اللبنانية شاردة وتعرّض التضامن الحكومي لمخاطر جدّية”، وذلك رداً على مواقف وزير الخارجية جبران باسيل في استحقاقات عدة اخرها لقاؤه الشهير مع نظيره السوري وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الشهر الفائت واخيراً تصويت لبنان بإيعاز منه لمصلحة قطر بدل مصر في انتخابات “الاونيسكو”.
واعتبر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار عبر “المركزية” “ان السياسة الخارجية تُمثّل دور لبنان الثقافي والوطني المتحضّر، وتحمل مضمون وجود لبنان كرسالة الى العالم، وان السياسة الخارجية لا يجوز ان تخرج عن اطار هذه المضامين الوطنية والرسالية التي دأب لبنان على نقلها الى العالم”.
وقال “لبنان بلد مُنفتح على العالم اجمع وليس تابعاً لاحد، لبنان بلد عربي ومدماك اساسي في المنظومة العربية وفي منظومة الامم المتحدة، وهو كان وسيبقى يُعبّر عن هذه الاصول والثوابت مع الادبيات الكاملة التي تُترجم ثقافة شعبه وتقدّمه الفكري في علاقته مع الاخرين”.
وعن الاختلاف السياسي حول مسألة إعادة التواصل مع النظام السوري من اجل تأمين عودة النازحين، شدد المفتي الشعّار على “ان النازحين مؤقتون الى اجل قريب والتوطين ليس وارداً. لبنان لا يحتمل مزيداً من الصراع ولا انتماءات جديدة لن تجد مكاناً لها على ارض الوطن. لبنان حاضن لشعبه ولابنائه ولا يجوز ابداً ان يتحمّل ولا نصف بالالف او المليون تبعات النازحين السوريين او الفلسطينيين على الاطلاق”.
واكد رداً على سؤال “ثقته بالحكومة ورئيسها سعد الحريري المُنفتح على العالم العربي واللبناني المتجذّر في ايجاد الحلول المناسبة لقضية النازحين في الوقت المناسب، وموقفه هذا متّفق مع سياسة لبنان العامة”.