استقبل مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار في دارته بطرابلس، سفير تركيا هاكان شاكيل ومحافظ مدينة مارسين علي حسين صو، ترافقهم رئيسة جمعية رجال أعمال البلدان العربية التركية جنان سوناي، بحضور أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة الأوقاف عبد الرزاق إسلامبولي، الشيخ ناصر الصالح، الدكتور عبد الرحمن الشعار، وأحمد ورامي الفري.
شاكيل
وقد عرض الشعار والوفد لسبل تفعيل العلاقة بين تركيا ولبنان وطرابلس بشكل خاص، وشكر السفير التركي لمفتي طرابلس الاستضافة، مؤكدا أن “العلاقة الأخلاقية بين البلدين تتخطى العلاقات الإقتصادية، وتركيا رئيسا وحكومة دائما الى جانب المظلومين في العالم كله ودائما مع الحق، لأنها تشكل قيم رئيس الجمهورية التركية أردوغان والحكومة”.
وتوجه الى الشعار بالقول: “نحن نحترمكم خصوصا لما تتمتعون به من حكمة، ونؤكد أن لطرابلس محبة خاصة لدينا ونأمل أن يكون هناك قرارات مهمة بالنسبة للبلدين خلال اللقاء الذي سيعقد في غرفة التجارة في طرابلس المهمة جدا بالنسبة إلينا. وأنا مسرور جدا بزيارة وفد كبير من رجال الأعمال الى المدينة وهي لن تكون الأخيرة بل سيكون هناك زيارات متعددة بهدف توطيد العلاقة بين طرابلس وأضنة ومارسين وغازي عنتاب لأن هذه المناطق يشكل أهلها نموذجا من صلة القرابة بين طرابلس وبينها”.
صو
بدوره، أعرب محافظ مارسين عن سروره لوجوده في طرابلس برفقة رئيسة جمعية رجال الأعمال، وخاطب مفتي طرابلس قائلا: “أتشرف بمخاطبتكم لأنكم مرجع علمي كبير بالنسبة لنا، ومعرفتكم زادتنا شرفا”.
أضاف: “ان قدومنا الى طرابلس هو لتأكيد العلاقة بين رجال أعمال لبنانيين ورجال أعمال أتراك وسيكون هناك مؤتمر إقتصادي في مدينة طرابلس. ونأمل أن توطد هذه اللقاءات والمؤتمرات العلاقة بين دولتينا، ونتمنى أن نستضيفك في بلدة مارسين”.
الشعار
ورد الشعار بكلمة أكد فيها “عمق العلاقة بين طرابلس وتركيا”، وقال: “بداية أرحب بسعادة السفير وسعادة المحافظ اللذين شرفا المدينة وبيتهم الصغير في طرابلس، وأنا في غاية البهجة والسرور أن أصغي وأستمع الى انهم ينوون إقامة مشاريع اقتصادية وتبادل تجاري مع لبنان بصورة عامة ومع طرابلس والشمال بصورة خاصة. لكننا ننظر الى هذه العلاقة بأننا نعود الى حضارة واحدة، لأن قيمنا الثقافية الحضارية متطابقة في ما بيننا، وهذا بتصوري أعظم وأهم بكثير رغم أهمية الإقتصاد إلا أنه يتقدم على كل شيء. إذ أن تركيا هي واحدة ممن صنع المناخ الديني والحضاري في منطقتنا في شرقنا الأوسط. ورغم ان الحياة تعترضها فترات من الإقبال والإدبار إلا أن القيم تعود لتؤكد العلاقة بين الشعبين. كل الناس يسرون إذا دخلوا أي بلد لكن تركيا نحن نشتاق إليها قبل أن نصل إليها، وأنا أعتقد بأنها بإذن الله تسير في طريق استعادة الدور الريادي والحضاري الكبير في منطقتنا العربية والإسلامية”.
أضاف: “نهنئكم بالقيادة التركية الواعية التي تتمتع بأمان وهدوء في خطواتها التغييرية، والعقلاء والقادة هم الذين يصنعون المناخ العام الذي يجعل شعوبهم تطالب بما يريدون دون ان يفرضوا على أحد تصوراتهم أو رؤاهم أو مشاريعهم. هذه قضية أساسية في حياة أهل الحكم وصناع الحضارة وهي التي تخلد ذكرى أولئك القادة. كل القيادات السياسية في العالم التي فرضت على الناس مناخا من الحكم سرعان ما انتهى ذاك الحكم عندما زالت دولهم، والحكام الذين يجعلون شعوبهم تطالب بما يريدون هم الذين يستمر بقاؤهم ويكتب لهم البقاء بإذن الله. والحديث معكم له جوانب متعددة إلا أنني اخترت هذا الذي تحدثت عنه لأن القلة القليلة من المسؤولين هم الذين يتحدثون عنه”.
وتابع: “المسؤولون يفكرون بحاجات شعوبهم الآنية وهذا حسن وجيد ولكننا نريد ان نفكر بالمستقبل وبالبقاء والإستمرار الذي يربطنا بتركيا وشعبها له علاقة بهويتنا ووجودنا وعمق فكرنا الإسلامي ومحيطنا العربي. وأظن أنهم يشعرون خلال استقبالاتهم ولقاءاتهم مع شرائح المجتمع كيف أن الناس تبتهج وتسر لاستعادة تركيا دورها الإقليمي”.
هدية
بعد ذلك، قدم السفير التركي ومحافظ مارسين هدية تكريمية لمفتي طرابلس الذي أولم على شرفهم.