عقد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار مؤتمرا صحفيا في دار الفتوى في طرابلس، اعلن خلاله “موقف طرابلس المتضامن مع المسجد الأقصى وأهلنا المرابطين حوله وفي أكنافه”.
حضر المؤتمر وزير العمل محمد كبارة، النواب: سمير الجسر، قاسم عبد العزيز، كاظم الخير، النائب محمد الصفدي ممثلا بالدكتور مصطفى الحلوة، الوزير السابق رشيد درباس، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، نقيب المهندسين بسام زيادة، النقيب السابق بسام الداية، رئيس أساقفة طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، وفد من المجلس الإسلامي العلوي، وفد من حركة حماس برئاسة مسؤول المكتب السياسي في الشمال أحمد الأسدي ابو بكر، وحشد من ممثلي الهيئات والفاعليات المحلية وعلماء ورجال دين.
إستهل الشعار المؤتمر الصحفي قائلا: “مرة أخرى نجتمع في هذه القاعة لنعبر عن بالغ غضبنا تجاه الممارسات الصهيونية الإجرامية ضد مسجدنا الأقصى وقدسنا الشريف، نعم أقول مرة أخرى لأنه وبكل أسف هان على العدو الغاشم أن يعتدي على مقدساتنا مرة بعد أخرى، وهو يعلم حال الضعف والهوان التي سهلت علينا، فما عدنا نملك إلا الشجب والاستنكار، وإصدار البيانات الصحفية التي لا تعيد حقا ولا ترفع ظلما في ظل انقسام عربيٍ يزداد يوما بعد يوم، وصمت دولي لا يمكن أن يكون بريئا رغم كل عمليات التجميل التي يحاول أن يتغطى بها”.
وتابع: “ها هو المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى الرسول محمد ومهد عيسى المسيح عليهما السلام، الذي بارك الله حوله، وطهره بقوله على لسان موسى عليه السلام: يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، المسجد الأقصى مهاجر الأنبياء ومقرهم، ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين، المسجد الأقصى وبيت المقدس الذي قال الله فيه: وجعلنا ابن مريم وأمَّه آية وآويناها إلى ربوة ذات قرار ومعين”.
وقال: “المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض كما في صحيح البخاري، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى مهوى أفئدة الأنبياء وحوله الطائفة المنصورة التي لا تزال على الحق ظاهرة لعدوها قاهرة، وهو أرض المنشر والمحشر، عمرانه بالمؤمنين، لا يدخله الدجال ومنه خروج عيسى بنِ مريم لقتاله، وفيه هلاك يأجوج ومأجوج”.
وتابع: “المسجد الأقصى والقدس الشريف، ملتقى الأنبياء، وأرض الرسالات وواحة الحوار والسلام والتلاقي، تأبى الصهيونية إلا أن تجعله على شاكلتها العنصرية البغيضة التي لا تستطيع ان تتعايش مع الاخرين، والتي لا تعرف الا لغة القتل والتنكيل، الصهيونية البغيضة التي احتلت فلسطين وشردت شعبها ودنست مقدساتها، وقسمت المسجد الابراهيمي في الخليل تتجرأ اليوم مرة أخرى على المسجد الأقصى بهدف تقسيمه أو هدمه أو تحويله إلى هيكلهم المزعوم كما تشير إلى ذلك كل الدلائل، ما يستدعي منا أن نقف جميعا وقفة رجل واحد وأن تكون خطواتنا أكثر من مجرد الشجب والاستنكار وإصدار البيانات، فرغم كل المشكلات التي نعاني منها على المستوى العربي والإسلامي ما زلنا نملك عناصر قوة كثيرة يمكننا توظيفها في الدفاع عن وجودنا العربي في فلسطين مسلميه ومسيحييه، وعن مسجدنا الأقصى وعن كافة مقدساتنا ومدننا وقرانا في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين”.
واردف: “انني من طرابلس ومن دار الفتوى فيها، وباسم أبنائها جميعا اعلن في هذه الفترة العصيبة والساعة المفصلية ما يأتي:
– ان المسجد الأقصى بما يمثل من قيم إنسانية ودينية وتاريخية هو ثالث أقدس مقدسات المسلمين، وإن مسؤولية حمايته والدفاع عنه تقع على عاتق جميع المسلمين في الكرة الأرضية، لا على المقادسة (سكان القدس الشريف) وأهلنا في فلسطين وحدهم، فهو وما حوله وقف إسلامي مبارك تملك ثراه الطاهر الأمة الإسلامية المحمدية إلى قيام الساعة.
– ان القوانين الدولية والمواثيق ذات الصلة توجب على السلطات المحتلة أن تكفل حماية الأماكن الثقافية وأماكن العبادة في زمن الحرب والاحتلال الأجنبي، من هنا نسأل الدول العظمى والدول التي تدَّعي الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان واحترام القانون الدولي، ما هو موقفها مما يجري، ولماذا لا تتخذ ما يلزم من إجراءات وفق القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان؟ للأسف لا يجرؤون حتى على الاستنكار.
– ان منظمة التعاون الإسلامي مطالبة بسلسلة خطوات عملية من أجل أن يعي الصهاينة أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وأن معركة الأقصى هي معركة كل المسلمين، وأدعو في هذا الإطار إلى تنظيم يوم عالمي لنصرة الأقصى الشريف بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي، وأن يكون الخطوة الأولى في خطوات كثيرة منها الدعوة إلى مقاطعة كل من يدعم الكيان الصهيوني الغاصب.
– ان مسؤولية العرب أعظم وأخطر، من هنا أشد على أيدي القادة العرب أن ينسوا خلافاتهم وأن يتوحدوا أو أن يتفقوا على الأقل على نصرة الاقصى والدفاع عن القدس، ولدينا ما لدينا من سلاح النفط وسلاح السياحة وسلاح الاقتصاد، هذه الاسلحة لو لفعل بضعها لقدم الكثير للاقصى ولاهل فلسطين.
– أهلنا الكرام على ثرى فلسطين الطاهر، لا يليق بنا ونحن تحت حراب الاحتلال إلا أن نلتقي على كلمة سواء، وأن ننسى خلافاتنا، فالعدو يتغذى منها ويقوى بها”.
وختم الشعار قائلا: “ان المصالحة الفلسطينية كالمصالحة العربية هي البوابة الواجب عبورها لنتمكن من مجابهة مخططات العدو بثبات وندية كما قال تعالى: واعتصموا بحبلِ الله جميعا ولا تفرقوا، لأن التنازع لن يؤدي إلا إلى الفشل والهوان وذهاب الريح والعزة، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، عهدنا لك أيها الأقصى الشريف أن نبقى أوفياء لك ما دمنا أحياء، وأن نبذل الغالي والنفيس من أجل أن نذود عنك ونطهرك من رجس المحتلين”.