تشكل السيطرة على مطار الحديدة تقدما استراتيجيا في المعركة الرامية إلى دحر المتمردين الحوثيين من المدينة ومينائها الاستراتيجي، وبالتالي تفعيل عملية إنسانية واسعة يقودها التحالف العربي بالتوازي مع الأعمال الميدانية.
وأعلن القائد العام لجبهة الساحل الغربي، أبو زرعة المحرمي، الثلاثاء، أن قوات المقاومة اليمنية المشتركة، بإسناد من قوات التحالف العربي، فرضت سيطرتها الكاملة على المطار.
ويقع المطار جنوبي مدينة الحديدة المطلة على الساحل الغربي لليمن، ويضم مدرجا طوله 3 كلم، وقد أوقف رحلاته عام 2014 على إثر الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن.
وكان المطار يوفر خدمات للرحلات الداخلية والدولية، وهو يبعد عن ميناء الحديدة نحو 10 كلم، الأمر الذي يجعل من موقعه مكانا استراتيجيا خلال عملية تحرير الميناء من ميليشيات إيران.
وتوجد قرب المطار قاعدة جوية عسكرية، كانت مركزا لألوية الدفاع الجوي، لكنها تحولت في ظل سيطرة الحوثيين على المكان إلى معسكرات للميليشيات، وتحريها يشكل صفعة عسكرية قوية للحوثيين.
وتمنح السيطرة على المطار القوات اليمنية المشتركة سيطرة على الطريق الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء، وهو الخط كيلو 16 الحيوي، الأمر الذي سيساهم في تأمين تقدم القوات المشتركة.
وتوفر السيطرة على المطار جسرا جويا إغاثيا وتأمين المساعدات الإنسانية لأهالي الحديدة بشكل أكبر وأسرع، عبر توفير جسر جوي عاجل للإغاثة، وهو ما يتوافق مع أهداف العملية الإنسانية للتحالف العربي.
ويأتي تحرير المطار، في إطار عملية أوسع تشمل دحر الحوثيين من مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي، الذي من المفترض أن يستقبل المواد الإغاثية والطبية والأولية لملايين اليمنيين في شمال البلاد.
ولكن ميليشيات الحوثي سخرت الميناء، منذ السيطرة على الحديدة قبل أعوام، لتلقي الأسلحة الإيرانية والاستيلاء على المواد الإغاثية، بالإضافة لنهب إيراداته لتمويل عملياتها الإرهابية.
وكان التحالف العربي أعلن، قبل أيام، بدء عملية عسكرية لتحرير مدينة الحديدة والميناء، بموازاة عملية إنسانية تشمل جسرا جويا وبحريا لتوصيل أطنان من المساعدات إلى اليمنيين الذي يعانون من إرهاب الحوثي.
وبعد الانتهاء من عملية تطهير المطار من الألغام والعبوات الناسفة، ستحرص الشرعية على إعادته للعمل على أن تكون أولى مهامه استقبال المساعدات الإنسانية الجاهزة للانتقال عبر الجسر الجوي للتحالف.