اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة ان “لبنان والوطن العربي خسرا بوفاة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك شخصية فرنسية وأوروبية وعالمية مهمة وقامة كبرى واستثنائية ولا سيما في زمن الانحسار الكبير في عدد العمالقة من القياديين الدوليين. وهو الى جانب ذلك الدور الذي تميز به، فقد كان شخصية أوروبية صديقة وصدوقة قل ان تتكرر بالنسبة للعرب وتحديدا في ما خص دفاعه المستمر والقوي عن قضاياهم ومصالحهم الوطنية. كذلك في حرصه ودفاعه عن لبنان واستقلاله وسيادته وحرياته واستقراره الاقتصادي والمالي والنقدي وعن نظامه القائم على العيش المشترك بين اللبنانيين”.
وقال الرئيس السنيورة في بيان: “لقد وقف الرئيس شيراك الى جانب لبنان ومصالحه الوطنية بشكل قاطع وفعال وقدم باسم فرنسا للبنان الدعم السياسي والاقتصادي وشجع الآخرين من الدول ان تحذو حذو فرنسا، ووقف أيضا الى جانب لبنان بكل قوة وكان العنصر المتميز والفعال في إنجاح مؤتمرات باريس الأول والثاني والثالث. وهو لطالما شجع وحض لبنان والمسؤولين اللبنانيين على أهمية المبادرة والاقدام لاعتماد نهج الإصلاح والى أهمية التلاؤم مع المتغيرات والتحولات الدولية والإقليمية لما يحمي لبنان ويحقق نهوضه الحضاري والاقتصادي. وهو كان شجاعا وصريحا في التعبير عن موقفه هذا الذي يتجلى في كلمته التي القاها تحت قبة البرلمان اللبناني. وهو كان دائم الحرص على مصالح لبنان وقضاياه. وهو الذي وقف ودافع عنه في مواجهة العدوان الإسرائيلي في العام 2006 وحرص على إنجاح جهود المفاوضات في مجلس الامن الدولي حتى إقرار القرار 1701 في العام 2006. وهو كان حريصا على مشاركة فرنسا وبقوة في عديد قوات حفظ السلام الدولية اليونيفيل. وهو الذي لعب الدور الأساسي في إقرار مجلس الامن الدولي للمحكمة الخاصة من اجل لبنان لكشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حرصا على ان تسود العدالة في لبنان وان لا يستمر سيف الانتقام والاغتيال والخوف مصلتا فوق رؤوس اللبنانيين”.
أضاف: “لن ينسى الشعب اللبناني وقفة شيراك معه ولا زياراته الى لبنان ودعمه المطلق من اجل النهوض، وهو قد زار لبنان أكثر من مرة وتفقد الوسط التجاري مشجعا ومدافعا عنه من اجل تحقيق نهوضه، وجال أيضا في شوارع أخرى من مدينة بيروت ليعلن المصالحة التاريخية بين فرنسا واللبنانيين بعد سنوات الانتداب”.
وتابع: “لن ينسى العرب ولا الشعب الفلسطيني قامة شيراك العالية التي تجولت في شوارع القدس والتدافع الذي حصل مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي خلال توجهه نحو المسجد الأقصى متحديا العسف الإسرائيلي. لقد كان جاك شيراك رئيسا لفرنسا بشكل مميز لأنه كان احد العمالقة الكبار في العالم في القرن العشرين، وهو دافع عن دور فرنسا وسياستها المستقلة بقوة نادرة ورفض التسلط على أوروبا، لكنه كان أيضا بسياسته مدافعا عن العرب وعن قضاياهم المحقة. كما كان صديقا كبيرا وكبيرا جدا للبنان واللبنانيين. جاك شيراك، لا يمكن ان ينساه اللبنانيون وهو كان الصديق الوفي والمخلص والرفيق للرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وختم: “أتوجه باسمي وباسم الكثرة الكاثرة من اللبنانيين الى الرئيس ماكرون والى الشعب الفرنسي والى عائلة الرئيس الراحل، بأحر التعازي القلبية الحارة، مؤكدا ان الكثيرين في لبنان وفي جميع بلدان الوطن العربي يشعرون اليوم بفداحة الخسارة الكبيرة التي مني بها العالم بغياب أحد كبار أوروبا والعالم الذي كان وظل حتى وفاته داعما للبنان. ونحن اليوم في وداعه نسير الى جانب فرنسا والفرنسيين مؤكدين ان ذكراه ستظل عطرة ندية في ضمائر ووجدان الكثيرين. رحم الله جاك شيراك صديق العرب ونصير اللبنانيين، وإنا لله وانا اليه راجعون، تغمده الله بواسع برحمته”.