نظم المجلس الاهلي لمكافحة الادمان وبلدية صيدا لقاء تعريفيا بعنوان “الادمان على المخدرات في لبنان الواقع والتحديات”، في استراحة صيدا السياحية، حضره الرئيس فؤاد السنيورة، النائب علي عسيران، ممثل النائبة بهية الحريري علي الشريف، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، نائب رئيس المكتب السياسي “للجماعة الاسلامية” بسام حمود، مدير مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب الرائد هيثم سويد، السفير عبد المولى الصلح وممثلو جمعيات اهلية ومنضوية في المجلس الاهلي لمكافحة الادمان.
حمتو
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية من عضو المجلس الاهلي طارق ابو زينب، تحدث مدير المركز الوقائي الاجتماعي التابع للمجلس ماجد حمتو فعرض لتاريخ تأسيس المجلس بمبادرة من الرئيس فؤاد السنيورة واهداف المجلس ورسالته لمكافحة آفة الادمان والبرامج التوعوية والانشطة الهادفة التي يقدمها المركز، بالاضافة الى الخدمات التي يقدمها للمدمنين من مشورة وعلاج وتأهيل نفسي.
وأوضح أن “المركز يستقبل زهاء 340 مدمنا”، عارضا للتحديات التي تواجه المركز، مشددا على ضرورة “استكمال دعمه وتطويره”. وشكر للرئيس السنيورة “المجهود والدعم الذي قدمه للمجلس”.
كلش
من جهتها، شكرت رئيسة المجلس الاهلي لمكافحة الادمان عرب كلش للرئيس السنيورة “مبادرته الشجاعة في اطلاق المجلس الاهلي لمكافحة الادمان والذي ينضوي فيه مختلف شرائح المجتمع الصيداوي”. وقالت: “لقد تأسس المجلس في نهاية العام 2012 بمبادرة شجاعة من دولة الرئيس السنيورة. أقول شجاعة لأنه ولأول مرة في مدينة صيدا تتألف جمعية تجمع عبر أعضائها كافة شرائح المجتمع الصيداوي بغض النظر عن التوجهات السياسية والعقائدية لتلك الشرائح، وذلك تحت مظلة العمل من أجل خدمة المدينة واستنهاض همم جميع أبنائها لمواجهة مشكلة تتفاقم تداعياتها على مجتمعنا اللبناني”.
وأشارت الى أن “المجلس يتألف من 11 جمعية تعمل في مجال مكافحة الإدمان، وقد استفاد من الخبرات التي تراكمت لدى جميع أعضاء مجلس الادارة في مجالات عملهم وكممثلين عن جمعياتهم”، لافتا الى أن “الرئيس السنيورة يجهد في تأمين الدعم المادي والمعنوي للمجلس لكي يقوم بمهامه وتأدية رسالته وهو يتابع مسيرة هذا المجلس بدقة ومثابرة منذ بدء تأسيسه”.
وقالت: “لقد انطلقت أعمال المجلس من خلال المركز الوقائي الإجتماعي المؤقت في منطقة الهلالية. ولا أنسى هنا المبادرة الكريمة التي تقدم بها رجل صيداوي أصيل وهو الحاج أحمد نجيب نحولي الذي قدم مبنى المركز على سبيل التسامح لعدة سنوات، فعمل المجلس على اعادة تأهيل هذا المبنى ليتمكن من تأدية مهامه على أفضل وجه”.
أضافت: “استقطب المركز حتى الآن 330 مريضا ومريضة يتلقون العلاج مجانا بإشراف طبي ومساعدة أخصائيين نفسيين واجتماعيين، بالإضافة إلى زيارات يقوم بها فريق المركز إلى عائلات المرضى للاطلاع عن كثب على أحوالهم الإجتماعية من أجل معالجة الأسباب التي أدت بهم إلى الإدمان وإذا لزم الأمر إرسالهم إلى المستشفيات لتمكينهم من التخلص طبيا من هذه الآفة”.
وتابعت: “أما على صعيد العمل التوعوي فالمجلس يقوم واستنادا إلى الأخصائيين الذين يستعين بهم بالتعاون مع ادارات المدارس والجامعات، بعقد حلقات توعية لتلامذتها وطلابها إيمانا منه بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج. وهنا لا بد أن أشكر القيمين على المنطقة التربوية في الجنوب لتجاوبها مع ندائنا لعقد حلقات توعية للطلاب”.
وأردفت: “بالاضافة إلى نشاطاته التوعوية عبر المدارس والجامعات والجمعيات، يقوم المجلس بنشاطات على الصعيد الرياضي عن طريق استقطاب المراهقين ضمن مباريات الأحياء والعمل لإيجاد فريق رياضي يتدرب في أوقات فراغه لإبعاده عن مغريات الإدمان. كذلك درجت وكعادتها كل عام، على إقامة نشاط بعنوان “نسبح بلا إدمان إلى شاطىء الأمان”، بالشراكة مع نوادي السباحة، جمعية أصدقاء زيرة وشاطىء صيدا وكل الجمعيات المحلية، والذي يقام على كورنيش صيدا البحري. كما أن المجلس عمل على التشبيك مع الوزارات والمؤسسات الدولية والسفارات للمضي قدما في المسيرة”.
وقالت: “إن التحديات كثيرة وصعبة لا سيما وان الآفة يتوسع انتشارها، ولكننا نؤمن بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة وقد مشينا خطوات على هذا الدرب، ومن سار عليه فحتما سيصل بالإرادة والتصميم لنجعل مدينة صيدا نموذجا في لبنان ومدينة خالية من المخدرات”.
وتوجت إلى الرئيس السنيورة بالقول: “إن استمرارنا في العمل ما هو إلا نتيجة متابعتكم الدؤوبة لعمل المجلس، وهذا يحملنا مسؤولية أكبر تجاه مدينتنا صيدا وأهلها، وأنتم السباقون دوما إلى متابعة كافة مشاريع المدينة التي تشهد على اهتمامكم وتوجيهاتكم ورعايتكم لها ماديا وإداريا ومعنويا، وهذا ما دفع بالكثيرين الى وصفكم برجل الدولة الوطني”.
وشكرت للبلدية دورها في “إنجاح هذا المشروع”، لافتة الى أن رئيس البلدية “لا يتوانى عن تبني أي مشروع يعود بالفائدة على أهل المدينة وتقديم كافة التسهيلات لإنجاحه”.
السعودي
من جهته، قال السعودي: “نجتمع اسبوعيا مع دولة الرئيس السنيورة لمتابعة المجلس، وفي البداية كان تبرع السيد احمد نجيب نحولي بالمبنى مشكورا، والان يتم العمل على ايجاد قطعة ارض مناسبة في القرية لانشاء مركز متخصص في علاج المدمنين، ولا يزال لدينا هذه الخطوة ويتم العمل عليها مع دولة الرئيس السنيورة”.
الرئيس السنيورة
أما الرئيس السنيورة فقال: “لقد اتسمت مرحلة العقدين الأخيرين في لبنان، كما في الكثير من دول العالم، باتساع وانتشار آفة الإدمان على المخدرات. ولقد أسهم في ذلك انتشار تعدد أنواع المخدرات لتشمل أنواعا وأصنافا جديدة لم تكن معروفة أو موجودة في الماضي، وكذلك فقد اسهم انخفاض أسعار تلك المواد المخدرة في تسهيل ترويجها والتشجيع على انتشارها. ولذلك أصبحت تلك المواد المخدرة في متناول أفراد وجماعات جديدة، وأصبح انتشارها يطال فئات عمرية صغيرة لم تكن لتصل إليهم سابقا. هذا ما أمسى يشكل خطورة متعاظمة على مجتمعاتنا بسبب ما يلحق بها من تدمير لعقول وقدرات المدمنين والمتعاطين، وما يحول دون ترعرعهم في بيئات سليمة تمكنهم من العيش بصحة جيدة يستطيعون من خلالها الإسهام في بناء صحيح ولائق لمستقبلهم ومستقبل عائلاتهم، ومستقبل وطنهم. وهذا التطور الخطير في توسع وانتشار هذه الآفة المدمرة، يوجب العمل على مواجهتها وعلى ضرورة استنهاض كل الطاقات والجهود، من أجل احتوائها وصولا إلى القضاء عليها”.
أضاف: “في خطوة عملية نحو الاستجابة إلى ذلك التحدي الخطير، فقد بادرت وتجاوبت مع دعوتي عدة جمعيات من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية في مدينة صيدا، للتعاون من أجل إيجاد الإطار المؤسس لمحاربة انتشار تلك الآفة الخطيرة في مدينة صيدا وجوارها. ولهذا الهدف بالذات تبلور المشروع حول هذه القضية التي عملت من أجلها من خلال تشكيل المجلس الأهلي لمكافحة الادمان، الذي نجتمع اليوم للتأكيد على اهمية دوره، ولكي نعمل سوية من أجل تزخيم أنشطته وكذلك تعزيز جهود وعزيمة أعضائه في محاربة هذه الآفة بما يسهم في توعية شبابنا وشاباتنا على مخاطرها”.
وتابع: “في إطار العمل على تشكيل هذا المجلس، سعيت وبالتلازم مع تأسيسه من اجل تحقيق هدف وطني وتنموي من خلال الإصرار والتأكيد على أن يتكون أعضاؤه من مختلف ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في مدينة صيدا وجوارها، ومن كافة المذاهب والأطياف السياسية والاجتماعية في المدينة بحيث تجتمع جميعها حول هذه القضية في كيان واحد للاسهام في التصدي والقضاء على هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة والمتفاقمة”.
وأردف: “بناء على ذلك، فقد سعيت لأن تكون الهيئة الإدارية لهذه الجمعية مؤلفة من أعضاء ممثلين لجمعياتهم وبذات الوقت من المؤهلين لمتابعة هذا العمل الإنساني والأخلاقي والوطني، بما يمكن هذه الهيئة الادارية من الاعتماد على الخبرات التي راكمها أولئك الأعضاء في هذا المجال في جمعياتهم وعلى مدى عدة سنوات. لقد شكلت تلك المقاربة، وإلى جانب هدفها الأساسي في مكافحة الإدمان، نموذجا ناجحا أكد بدوره على قضية في غاية الأهمية وهي أنه ورغم اختلاف وجهات النظر لدى أولئك الأعضاء في مسائل شتى سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية فبإمكانهم ان يجتمعوا ويتفقوا ويتعاونوا على قضية مثل مكافحة الإدمان وهي القضية التي تهم المدينة والمنطقة ولبنان ككل. ذلك يعني أن بإمكان أبناء المدينة وكذلك اللبنانيين بشكل عام، أن يتعاونوا من أجل خدمة قضايا ومسائل كثيرة فيها مصلحة اكيدة مشتركة لهم أو لمناطقهم او لوطنهم، هذا بالرغم مما يمكن ان يكون لديهم من اختلافات في الرأي أو تباين في المواقف جريا على القول الشائع “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”، أي بما يحول دون تحول الاختلاف إلى خلاف”.
وقال الرئيس السنيورة: “بناء على ذلك، فقد تم تأسيس المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في نهاية العام 2012، لمواجهة انتشار وتفاقم وتعقد مشكلة الادمان على المخدرات، والتي كانت قد بدأت تتكشف تداعياتها ونتائجها وبشكل كبير على مختلف شرائح وفئات المجتمع في مدينة صيدا وجوارها. وهو الأمر الذي ايضا نراه ونشهده في مختلف انحاء لبنان. وانطلاقا من تلك التجربة الناجحة في إنشاء المجلس الأهلي لمكافحة الادمان، فقد سعيت في العام 2015، إلى تكرار تجربة التعاون الناجحة ما بين أهالي المدينة ونشطائها لما فيه مصلحة المدينة ومصلحة أبنائها”.
أضاف: “كذلك عملت على تشجيع إنشاء جمعية أصدقاء جزيرة صيدا وتأمين التمويل اللازم لها، وذلك للحفاظ على هذه الجزيرة التي هي بمثابة كنز من كنوز مدينة صيدا، بما يمكن لها أن تصبح متنفسا وواحة لأهل المدينة، كما وأن تكون جاذبة لجميع اللبنانيين لزيارتها والتمتع ببحرها. وذلك كله تحت شعار أطلقته قبل مدة وهو العمل من أجل أن تصبح مدينة صيدا مقصدا لا أن تظل فقط معبورا للانتقال نحو الجنوب. وفي هذا السبيل فقط اصبحت صيدا اليوم تحتضن وعلى مقربة من هذه الجزيرة أول حديقة تحت سطح البحر مما يجتذب اليها مع توسعها زيادة اسراب الاسماك والحيوانات البحرية من جهة وهواة الغطس من جهة اخرى، مما يجعل مدينة صيدا مرة ثانية مجالا حيويا لأن تكون مقصدا وليس فقط معبورا”.
وتابع: “بعد عام على نجاح تلك التجربة الثانية، وسيرا على خطى هاتين الجمعيتين، فقد أسهمت وشجعت ودعمت في أن تتضافر جهود 12 سيدة ناشطة من اهل صيدا من مختلف الأطياف الوطنية والسياسية والاجتماعية في المدينة من خلال جمعية جرى تسجيلها لدى وزارة الداخلية باسم “اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية” وذلك في العام 2016. وبناء على ذلك، وبالتعاون والتنسيق معي ومع معالي النائب بهية الحريري والأخ محمد السعودي رئيس بلدية صيدا واعضائها فقد نجحت هذه اللجنة في استعادة حق المدينة بأن يكون لديها مهرجانات فنية وسياحية على مستوى يليق بأهلها وبتاريخها. كذلك، وعقب النجاحات التي حققتها تلك الجمعيات الثلاث، فقد تأسست وبهمة السيدة بهية الحريري، جمعية ماراثون صيدا الدولي من 13 شابا وشابة متألقين في النشاطات التي يقومون بها. وبناء على ذلك، فقد شهدت صيدا في العام 2017 ولأول مرة “ماراثون صيدا الدولي”.
وأردف: “لقد أثبتت تلك التجارب الأربع التي انوه بها واشدد على اهميتها وضرورة ان نتابع هذا النموذج من التعاون الممكن بين ابناء المدينة، مدى أهمية الرؤية والتعاون وتضافر الجهود لضمان تحقيق حلم النهوض الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لأبناء المدينة. إذ شكلت تلك الأنشطة مجالا حيويا إضافيا نأمل أن يكبر ويتوسع في المستقبل لتعزيز نهوض المدينة ولإستقطاب حيوية كامنة لدى شبابها وفتياتها لتطوير مجالات إسهامهم في نهوض المدينة وبالتالي في نهوض لبنان”.
وقال: “إن الإنجازات الهامة المترافقة مع خطوة تأسيس المجلس الأهلي لمكافحة الادمان تستند الى روح التعاون والمبادرة التي ميزت مدينة صيدا في ما يختص بهذه القضية الأخلاقية الهامة، التي يتحلق من حولها عدد من ابناء المدينة الذين يمثلون كلَ أطياف المدينة السياسية والاجتماعية والأهلية والمدنية على تنوعها وبمشاركة من بلدية صيدا، وبمساعدة من الأصدقاء، من أجل إنجاح هذه المؤسسة. وهكذا أصبح هذا المجلس يشكل تجربة نادرة تدل على مستوى متقدم من الرقي الأخلاقي والاحساس بالمسؤولية وعمق التضامن القوي نحو مجتمعنا وخدمة لأولادنا ولأجيالنا الصاعدة من خلال العمل على التوعية بضرورة حمايتهم من الآفات والأمراض والعادات الخطيرة المنتشرة”.
أضاف: “الآن وبما أن نحلة واحدة لا يمكن أن تجني العسل، ذلك يعني عمليا ضرورة توسيع نطاق داعمي هذا المجلس ليشمل عددا كبيرا من المؤيدين والمحفزين على تشجيع وإنجاح هذه الجمعية وغيرها من الأنشطة التي تحدثت عنها. وعلى ذلك، فقد استطعنا أن نضم إلى هذه المجموعة عددا من أبناء مدينة صيدا، وكذلك من اللبنانيين المتعاطفين مع هذه القضية ولا سيما من أصحاب الأيادي البيضاء والمهتمين بعمل الخير من أجل تأمين التمويل اللازم لدعم جهود المجلس في مكافحة هذه الآفة في لبنان، وذلك إلى جانب عدد من الأفراد والمؤسسات في عدد من الدول العربية الذين استجابوا لدعوتنا في دعم المجلس من خلال إسهاماتهم المادية وتبرعاتهم الكريمة وفي استمرارية عمله”.
وتابع: “لقد أصبح المركز اليوم يستقبل حوالي 330 حالة ادمان من مختلف الفئات العمرية والذين أصبح بعضهم حاليا في مرحلة التعافي ضمن برنامج إعادة التأهيل. وهذا انجاز في نسبته ايضا لما تشهده مناطق اخرى في لبنان او خارجه. كما ان المركز يقوم أيضا بنشاطات متنوعة ومكثفة في المدارس والجامعات والجمعيات من أجل التوعية على أخطار هذه الآفة الخطيرة. من هنا، وعلى وجه الخصوص، أود ان أحيي الإسهام الكبير الذي قام به الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت وفي مقدمهم رئيسه معالي الأخ والصديق عبد اللطيف الحمد الذي لم يدخر جهدا في مساعدة هذا المجلس منذ تأسيسه، والذي وافق مشكورا على الالتزام بالتبرع بمبلغ 300 الف دينار كويتي، أي ما يعادل 1.1 مليون دولار اميركي، كمساهمة اولية من أصل كلفة بناء المركز. ذلك بالإضافة إلى المساهمة الكبيرة التي قدمها الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مؤسسة AGFUND”.
وأردف: “كذلك أود أن أحيي جميع المتبرعين الآخرين وقسم كبير منهم من ابناء الدول العربية، وايضا من لبنان الذين شكلوا السند الحقيقي للمركز والذين ساعدوا على استمراره في القيام بمهامه. كما أود أن أشكر ابن مدينة صيدا السيد أحمد نجيب نحولي الذي كان من أول الداعمين لهذا المشروع حيث قدم مبنى المركز المؤقت للمجلس، وذلك على سبيل التسامح لعدة سنوات، وهو المبنى الذي تم تأهيله من قبل المجلس ليتمكن من تأدية مهماته الصحية والأخلاقية والتوعوية. ويسعدني إبلاغكم بأنه يجري الآن التوصل إلى اتفاق لشراء قطعة الأرض المناسبة لبناء المركز الدائم المتخصص بمعالجة المدمنين واعادة تأهيلهم. وأنا من جهتي سأستمر بالسعي مع المجلس لاستكمال جمع الأموال اللازمة وذلك لتسديد كلفة ثمن الأرض، وايضا من أجل الإعداد لعملية بناء المركز الدائم وتجهيزه”.
وقال: “تجدر الإشارة ايضا حتى تكتمل كل عوامل النجاح وهي ايضا تتعلق بالحرص على الشفافية لأنه لا يمكن لأي عمل من هذا النوع، ولا لأي عمل عام ان ينجح، اذا لم تتوفر فيه كل عناصر الشفافية والافصاح بما يؤدي الى تشجيع المتبرعين على التبرع. فمن ذلك فقد سعينا مع الشركة الاستشارية الهندسية خطيب وعلمي التي تبرعت مشكورة بتحضير التصاميم الأولية للمركز المقترح، وهم يتابعون هذا العمل من أجل إنجازه وبشكل تطوعي”.
أضاف: “كما جرى تعيين الشركة العالمية السيد ارنست يونغ كمدققي حسابات لهذا المشروع بما يسهم في تحقيق القدر اللازم من الشفافية والحوكمة ليطمئن جميع المتعاملين والمتبرعين والمؤيدين لهذا المجلس الأهلي على التعاون. وبناء على ذلك تتولى هذه الشركة تدقيق حسابات المجلس وما يحصل عليه من إيرادات وما يجري إنفاقه في عمليات التوعية والمعالجة وذلك من دون أي مقابل إيمانا منهم ومنها بأهمية الوقوف إلى جانب هذا المجلس لتمكينه من تحقيق أهدافه النبيلة في القضاء على هذه الآفة المتفاقمة. وهم ايضا يقومون بتدقيق حسابات جمعية اصدقاء الزيرة ولجنة مهرجانات صيدا وغيرها كإثبات ونموذج تعتمده المدينة في تعاملها مع من يؤيدونها في هذه الأعمال وغيرها”.
وتابع: “أود أن أختم كلمتي بعبارة صغيرة ولكن معناها كبير ويلخص ما نقف اليوم خلفه ونعمل من أجله: “اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف الكثير من المحن والمشكلات”. الشكر لكل من قدم الدعم والتمويل لهذا المجلس وللهيئة الادارية للمجلس على جهدها ومثابرتها من اجل تحقيق اهداف المجلس. التقدير والشكر لعضو من اعضاء المجلس غادرنا فجأة وهو الحاج سليم الزعتري وكان عضوا فاعلا ومؤثرا في اعمال هذا المجلس. نفتقده ونسأل الله تعالى ان يجعله في رحاب جناته”.
وختم: “التقدير والشكر لجميع الوزارات والادارات الحكومية والأجهزة المختصة بمكافحة الادمان على التعاون الذي تبديه في التعاون مع هذا المجلس. الشكر لكل الجمعيات والمؤسسات التي اسهمت في عضوية المجلس او التي تدعم المجلس وعمله. التقدير والشكر للأخ والصديق الأستاذ محمد السعودي رئيس بلدية صيدا واعضاء المجلس البلدي على ما يقومون به من دعم للمجلس واعماله. متمنيا ان يكون هذا النموذج في التعامل بين مؤسسات المدينة وابنائها نموذجا لإستثارة المزيد من الهمم والطاقات الكامنة للتعاون من اجل مصلحة المدينة ومن اجل الاسهام في تحسين فرص ونوعية العيش لأبناء المدينة في صيدا وفي كل لبنان”.