جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / السنيورة:رفيق الحريري كان ظاهرة استثنائية بكل ما للكلمة من معن
1518613093_20180214PHOTO00009583

السنيورة:رفيق الحريري كان ظاهرة استثنائية بكل ما للكلمة من معن

نظمت جمعية “نساء المستقبل” ندوة لمناسبة الذكرى الثالثة عشرة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين، برعاية السيدة نازك الحريري ممثلة بالسيدة هدى طبارة وحضور الرؤساء سعد الحريري ممثلا بالنائب باسم الجسر، حسين الحسيني، فؤاد السنيورة والوزراء مروان حمادة، جان اوغاسابيان ومعين المرعبي، النواب: بهية الحريري، باسم الشاب، محمد قباني، عاطف مجدلاني، محمد الحجار، غازي يوسف، عمار حوري، خالد زهرمان، نبيل دو فريج، رياض رحال، كاظم الخير وأحمد فتفت، الوزير السابق سليم الصايغ وعدد من عقيلات النواب الحاضرين، السيد شفيق الحريري، رئيسة جمعية “نساء المستقبل” ليلى فليفل الترك وأعضاء الجمعية وممثلات عن الجمعيات النسائية والاجتماعية وحشد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والتربوية والتعليمية.

استهلت الندوة بالنشيد الوطني ثم الوقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، ثم قراءة سورة الفاتحة بصوت الشيخ خالد سليم يموت وأتبعها بدعاء للمناسبة.

وقدمت للندوة عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الدكتورة شذى الأسعد.

وكانت تحية من التلميذة ياسمينة بو عليا من مدرسة رفيق الحريري – صيدا وجهت فيها تحية للرئيس الشهيد “رجل السلام والعلم والإنماء”.

الترك

وألقت الترك كلمة قالت فيها: “كلمة الجمعية تنحني أمام شروق الرجال الحقيقيين، أمام عظيم من العظماء، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الدرب الخالد.
سجل الأبطال لا يمحى من ذاكرة الشعوب، كما إن التاريخ ليس أعمى فهو يعرف من يكتب، فلا يكتب إلا للعظماء الذين كانت لهم بصمة في هذه الحياة، هؤلاء العظماء هم الذين يخلد التاريخ ذكرهم، وتبقى سيرهم منقوشة على صفحاته على مر العصور وتعاقب الدهور.
وسوف تمر على ذكراهم آلاف السنين لكنهم خالدون ما بقي الدهر بأعمالهم الجليلة التي لامست شغاف القلوب، العظماء يعيشون من أجل الناس، أعمالهم الخالدة قاموا بها من أجلنا نحن. لذلك اتسموا بالعظمة، والعظيم يعمل من أجل إحقاق الحق وإسعاد البشر باختلاف ألوانهم وطوائفهم ومشاربهم.
رفيق الحريري من زمرة العظماء الذين سيخلدهم التاريخ وتبقى سيرته العطرة تتداولها الأجيال على مر الدهور، لأنه أفنى نفسه من أجل قضية الشعب، وليس من أجل نفسه.
الحق يحتاج لرجلين: رجل ينطق به ورجل يفهمه. رفيق الحريري نطق بالحق والعدو خاف من عودة لبنان الى منارة الشرق، ونحن الشعب الوفي لن نرتد حتى نزرع في الأرض جنتنا التي حلم بها وعمل لها شهيدنا الغالي. وطن رفيق الحريري وطننا وهو عزيز في قلوب الشرفاء”.

اضافت: “ان رفيق الحريري هو في نهاية الأمر قضية. علينا أن نكون جديرين بالقضية، أن نقف على بناء أسس الوطن، أجل كل فرد منا مسؤول عن الوطن: إيماننا بالجيش دفاعنا والعلم شرفنا، المدرسة والجامعة المتطورة ضماننا لاقتصاد سليم، فالاجدر بنا أن نختار من يمثلنا أفضل تمثيل في كل المرافق من أجل القضية، من اجل لبنان، من اجل الدرب الخالد”.

وقالت: “كلمتنا موجهة الى السيدة نازك رفيق الحريري لها التقدير والشكر للعاطفة النبيلة تجاه أبناء الوطن، هي أغدقت بكل نفيس من أجل سؤدد الوطن، نذكر منها المدارس والجامعة التابعة لمؤسسة رفيق الحريري التي تقوم على إنشاء أجيال مشرفة في العلم والتربية، وهي خير مثال محافظة لنهج ومسيرة الرئيس الشهيد، وهذا من بعض أسس الدرب الخالد”.

وتوجهت الترك الى الرئيس سعد الحريري قائلة: “لقد أثبتم عن كفاءة ومقدرة في الحكم المسؤول بتواضع الإنسان وثقة النبلاء في الأخلاق. نسألكم الإستمرار بالنهج الخالد وتمثيل الشعب بالكفاءة والحداثة والنزاهة، فالتاريخ كفيل بإنصافكم. كقول الشاعر: “ولي وطن آليت ألا أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا”.

الصايغ

وألقى الصايغ كلمة قال فيها: “منذ أكثر من أربعين عاما حلم رفيق الحريري لبنان وأسكن حلمه عقولا كثيرة وقلوبا أكثر وحوله الى أسطورة حية، تسقي التاريخ لترويه، حياة وإستشهادا، قلة هم العظماء الذين عرفوا كما عرف رفيق الحريري مساحة المرتجى الرحبة وحدود الواقعية الذكية، قلة هم العظماء الذين أدركواالمعادلات الدقيقة بين القوة والقيم وبين الإعتدال والإستسلام، وبين المشاركة والمحاصصة وبين الحرية والمسؤولية وبين الكرامة والأنانية، وبين الإيمان والتدين، وبين الحق والقانون، نعم هم قلة من العظماء الذين إستطاعوا في حضورهم وفي غيابهم كما إستطاع رفيق الحريري أن يفردوا العقل والحدس والنفس، بمعان تبقى معالم لطريق سعادة الوطن ورفاه الإنسان، والمعالم هذه تتجلى في عيد الحب الدائم”.

أضاف: “ثلاث باقات يهديها لنا ويذكرنا بمعانيها الرئيس الشهيد: الباقة الأولى: الجمهورية الثانية، الثانية: الإستقلال الثاني والثالثة: ثورة الأرز.
أولا: الجمهورية الثانية: واجه الرئيس الشهيد ثلاثة إشكاليات لا قيامة للبنان من دون مواجهتها بجرأة وحكمة: نهائية لبنان والمقاومة، التوافقية والمعارضة وأولوية الإقتصاد.
أ – الاشكالية الاولى: نهائية لبنان والمقاومة: تألب اللبنانيون حول فكرة نهائية لبنان بعد طول مخاض، فلا تذويب من هنا ولا تقسيم من هناك، إنما ترسيخ لقومية واحدة هي القومية اللبنانية التي لا تتحقق إلا بمشروع الدولة اللبنانية، كما علمنا فيلسوف لبنان الشهيد كمال يوسف الحاج الذي نحيي مئويته هذا العام، وإنطلاقا من هذه النهائية عمل الرئيس الشهيد على حماية مشروع قيامة الدولة اللبنانية وتسريع خطاها، عله بذلك يطلق دينامية إمتصاص كل التناقضات.
فهادن السوريين وتحاور معهم، وتحمل منهم ما لا يحتمل لتخفيف وقع سيطرتهم، وأعتبر أن المقاومة في الجنوب هي غير الثورة الإسلامية في لبنان. أوليس هو الرجل العملي القادر دائما على التخطي والإبتكار والذي راهن على إبداع شعبنا العظيم وحبه للحياة والتقدم والإزدهار كما على متانة المظلة الدولية لحماية مشروع الدولة ضد مشاريع ربط الساحات وتوحيد الجبهات ووحدة المسارات والمصائر.
إستشهدت يا دولة الرئيس رفيق الحريري لإيمانك الكبير بنهائية لبنان، لكنك لم تسقط لأن رهانك لم يسقط، تسقط الأنظمة والمنظومات ويبقى لبنان”.

وأردف: “الاشكالية الثانية: التوافقية والمعارضة: فرضت سوريا على لبنان عرف التوافقية في كل القرارات من خارج الدستور والميثاق، وأستطاعت بذلك أن تتحكم عن قرب بالحياة السياسية وإنتظامها، فغدت دمشق الحكم الذي يفصل بالنزاعات ويفتي بالحلول، وأصبح كل خروج عن التوافقية مرادف سياسي للخروج عن الميثاق وبالتالي الخروج من الحكم.
أدرك الرئيس الحريري خطورة هذا الخلط بين التوافقية والميثاقية لأن فيه خلطا بين السلطت التشريعية والتنفيذية، فيما تقوم الديموقراطية على مبدأ الفصل بين السلطات، فجاء الرد الأبلغ من الرئيس الحريري عبر تأسيسه للمعارضة البرلمانية، فغدا في موقع يسأل فيه، يحاسب منه، يقترح البدائل ويؤسس للتغيير.
علمنا الرئيس الشهيد أن المعارضة في الجمهورية الثانية ممكنة، في حسن ممارساتها إنقاذ للميثاقية وللنظام البرلماني الحر الذي يميز لبنان.
كما ذكرنا نحن اللبنانيين الطامحين الى دولة تليق بنا أن الإصلاح لا يكون بالشعار أو بالنصوص إن لم يكن في النفوس, تماما كما كان يردد الشيخ بيار الجميل فيما مضى”.

وتابع: “أولوية الإقتصاد: سعى الرئيس الشهيد الى تحرير الإقتصاد من قيود السياسة وذهب الى أبعد من ذلك، فإعتبر أن لا بد للاقتصاد أن يصبح قاطرة السياسة. ففي تحرير الإقتصاد عملية تفاعلية تراكمية تؤدي الى تحرير السياسة. فالرئيس الحريري، رجل الحسابات بإمتياز، عرف أن يصبح رجل السياسة بتألق، فطوع الأرقام لخدمة رؤيته ووضع بنى تحتية، ونظره على البنى الفوقية، نادى بالتكامل الإقتصادي مع سوريا وهمه المدى الحيوي لطاقات لبنان.
تسامح مع إقتصاد الحرب غيرالشرعي في زمن التحرير ولم ينس لحظة بناء مقومات السياسة المالية والنقدية الشرعية في كل الأزمان.
تغاضى مع معاناة، عن الزبائنية والفساد المستشري والمحمي من المنظومة الأمنية لسلطة الوصاية، ولم يكف عن ربط لبنان بإلألتزامات الدولية عبر مؤتمرات باريس الشهيرة كتأمين الحوكمة الرشيدة والشفافية ومكافحة الهدر في المال العام،
وصبر على جشع الحكومة السورية وإرادتها بمنع إنطلاق الإقتصاد بكل فعاليته، فتخطى منع سوريا للبنان من الإنضمام الى منظمة التجارة العالمية ومن تنظيم الكهرباء لتأمين سيادة الإنتاج في لبنان وعدم الإعتماد الدائم على سوريا، ومن تنفيذ خطط سياحية تستقطب العالم الى لبنان كواجهة أساسية وليس ثانوية أو ملحقة، ورأى الرئيس الشهيد سيطرة الوصاية على القضاء، وزعزعة الإستقرار التشريعي والقضائي وضرب البيئة الحاضنة للاستثمار وجذب الرساميل الأجنبية.
فمن دون إستقرار على كل المستويات لا سيما الإستقرار الدستوري والسياسي المبني على المساواة والعدالة، لا نمو اقتصادي دائم ولا تنمية مستدامة، فبالسياسة البداية وبالسياسة النهاية”.

وعن الإستقلال الثاني قال الصايغ: “أطلق الرئيس الشهيد معركة الإستقلال الثاني للبنان قبل الرابع عشر من شباط عام 2005، فالتحرير من العدو الإسرائيلي قد إنتهى منذ العام 2000، وحان وقت نشر الجيش اللبناني وبسط السيادة، وإنسحاب الجيش السوري إنفاذا لإتفاق الطائف ومنعا لإحكام السيطرة على لبنان عبر التمديد لرئيس الجمهورية.
فأطلق الرئيس الحريري حملة ديبلوماسية وسياسية ضد الإستقرار المشبوه الذي يخنق لبنان ويضرب إستدامة مشروع قيامة الدولة، فكان القرار 1559 لتعزيز صمود لبنان ضد الأمر الواقع المحتكم الى سلاحين، سلاح الجيش السوري وسلاح حزب الله، فلم يرضخ الرئيس الشهيد بإسم الواقعية السياسية، ولم يشأ أن يساوم على الإستقلال أو أن يشرك في السياسة، أو أن يكون عبدا للسلطة والمال، هوالذي يتقن فن الحكم ويعرف عالم المال. فذكرنا، ويذكرنا أن للاستقلال طباعا، فهو صعب المنال ورجاله ونساؤه صعبة المراس، أخلاقه حرية خطابه صرخة، طريقه شهادة”.

وتطرق الى ثورة الارز فقال: “في الثورة قلب للمفاهيم وإنقلاب على الأمر الواقع وتغيير جذري في مقاربة الأمور.
في الثورة تحرير للذات وتحرير للآخر، وإرتقاء نحو المطلق الكامل والشامل. لم ينتظر رفيق الحريري ليعمل على تحرير الإنسان لأن طريق الحرية والتحرير لا يسلكها إلا الأحرار وتحرير الإنسان عنده يكون بتنميته لقدراته وتمكينه، فكانت التربية هي الركن الأساس لبناء المواطن وإعمار الوطن، فعمل رفيق الحريري على إحقاق ديموقراطية التعليم ومجانية المنح الجامعية لأكثر من أربعين الف طالب، مطبقا مبدأ المساواة في الوصول الى الكفاءة العلمية دون أي تمييز بين اللبنانيين، وعمل على تحرير المجتمع بصون الحريات العامة وحماية حرية الضمير والمعتقد وحرية التعبير، رافضا رفضا حاسما سيطرة العقلية الأمنية على مقدرات المجتمع.
فثورة رفيق الحريري، ثورة هادئة، عميقة الأثر تزرع الحداثة وروح الإعتدال والإحتكام الى العقل كما تنشد مزامير الحكمة وآيات التقوى ومخافة الله.
لكن رفيق الحريري عرف أن يبقي المعارضة في إطارها السياسي والثورة في بعدها التربوي، لأنه رجل المؤسسات والحوار قبل أن يكون قائد جمهور وصاحب قرار،
وبإستشهاده أخذت ثورة الأرز بعدا وجدانيا وعاطفيا ووطنيا لكنها بقيت في حدود إنتفاضة الإستقلال، فكانت بحق أكثر من إنتفاضة، فهي عملية تحرير سلمية وأقل من ثورة سياسية، إذ انتقلت وبسرعة الى إنتاج تسويات أكثر من إنتخابية وأقل من وطنية وكأني به ينادينا للرجوع الى الأصالة والأصول لتجذير ثورة الأرز حيث يجب، في العقلية والنهج، والإحتكام الى الديموقراطية الحقيقية، متسلحين بروح العدالة، وبالقدرة على الغفران وبالقوة على التخطي والإرتقاء”.

وختم الصايغ: “ان إرث الدم، دم رفيق الحريري، هو إرث كل شهيد سقط في ثورة الأرز، لأن ما جمع هؤلاء الشهداء هو قضية واحدة ومسيرة واحدة، وهذا الإرث هو أمانة نتشارك في حملها ولا نتقاسمها، المجد والخلود للرئيس الشهيد ولكل شهداء ثورة الارز”.

الحريري

وكانت كلمة مسجلة بصوت السيدة نازك الحريري قالت فيها: “أيها الأحبة، مر العام الثالث عشر على استشهاد الرئيس رفيق الحريري والذكرى تعود محملة بالشوق والحنين لرفيق العمر والوطن. سنوات صعاب، يسكنها الفراق الحزين، من دون أن يفارقها الأمل بغد أفضل.
شهيدنا الغالي رفيق العمر والدرب، بالأمس القريب، استقبلت بيروت العام الجديد بالفرح وألوان الحياة. ومن وسط المدينة التي أحببتها وأهديتها مع بلدنا الحبيب لبنان عمرك وحياتك، أكد ابننا سعد وجميع اللبنانيين واللبنانيات أن بيروت “عادت قلب لبنان تنبض من جديد، عادت كما أرادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري مزهوة بالفرح متألقة بالجمال وجامعة للبنانيين.
نعم، قد أكدنا أن استباحة الحياة لن تنتصر في لبنان، وأن يد الغدر التي امتدت للرئيس رفيق الحريري ولسائر شهداء الحق والحرية لن تنال من وحدتنا، ولا من ثقتنا في لبنان وفي مؤسساتنا الدستورية وفي مستقبلنا.

نحن نقف اليوم على مشارف الانتخابات النيابية، والمطلوب منا أن نتحمل جميعا مسؤولية إنجاح هذا الإستحقاق الوطني البالغ الأهمية. وإننا نتطلع إلى مرحلة جديدة، ترتكز إلى تدعيم البناء الوطني، والحفاظ على النظام الديمقراطي، وتعزيز التعاون من أجل النهوض بلبنان وإعادة تأكيد دوره وحضوره على الخريطة العربية والإقليمية والعالمية. ونحن ما زلنا ملتزمين برؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوطنية لاستكمال بناء الدولة الحديثة والموحدة والديمقراطية. ونأمل أن تتكامل هذه الرؤية مع سائر الرؤى التي تعمل في سبيل نهوض لبنان. والطريق إلى النهوض يبدأ أولا بتكاتفنا في مواجهة الإستحقاقات الوطنية المقبلة والتحديات التي تواجهنا، وهي كثيرة ومتشعبة، في الداخل وفي الخارج على حد سواء.

الرئيس الشهيد رفيق الحريري: الآن، برأيي الوضع الأهم هو الحفاظ على الوحدة الوطنية في البلد، وأعتقد أن هذا الامر إذا تم تطبيقه، وأخذت فيه الحكومة تكون قد جمعت اللبنانيين حول قانون الكل موافق عليه. البعض يشعر انه ضحى، ولكن من أجل البلد أعتقد أن هذا الامر ضروري، وفي هذا الوقت ان نكون يدا واحدة لمواجهة التحديات الخارجية التي تواجهنا كلنا.

مع تجدد الذكرى، يتجدد تمسكنا بالعدالة وسعينا إلى الحقيقة لمعرفة من اغتال شهيد الوطن الرئيس رفيق الحريري وسائر شهدائنا الأبرار. ويبقى الدعاء دائما لله سبحانه وتعالى أن يتغمد شهيدنا الغالي وشهداء الوطن بواسع رحمته، وأن يكتب لهم مسكنا في الجنة.
وإلى لقاء قريب بإذن الله، فالنفس تتوق دائما للعودة إلى الديار الحبيبة، يا أهلنا الأعزاء، عشتم وعاش لبناننا الحبيب”.

السنيورة

وقال الرئيس السنيورة: “نقف اليوم هنا، في مسجد محمد الأمين، لنستعيد ذكرى الرجل الذي بنى هذا المسجد وهذا الصرح، وقلب هذه المدينة وهذه الساحة المحيطة. ذكرى الرجل الذي لم يخطر بباله فيما كان يسعى جاهدا لإنجاز هذا المسجد، أنه سيرقد بالقرب منه. وكان في إلحاحه ومثابرته على تسريع إنجاز بنائه، كمن يسعى، من دون أن يدري، إلى تحضير مثواه عند استشهاده لكي يرقد، قرير النفس، في جواره. ولم يخطر بباله وهو يعيد بناء قلب بيروت انطلاقا من ساحة الشهداء أنه سيصبح أبرز الشهداء فيها، بل رمزا للشهادة”.

اضاف: “أتحدث عن رفيق الحريري ولا يمكنني أن أفيه حقه. فلقد كان رفيق الحريري ظاهرة استثنائية بكل ما للكلمة من معنى.
أول ما كان يميز هذا الرجل، الذي كانت خسارتنا به في لبنان ودنيا العرب كبيرة جدا، أنه كان مثالا للايثار، حيث كانت الأولوية لديه التفكير بلبنان واللبنانيين أكثر من التفكير بنفسه. كان يفكر بمدينته صيدا وبشباب لبنان ومستقبل أجياله وبالشعب اللبناني بشكل عام ويسعى من أجلهم. فحين اجتمعت بين يدي رفيق الحريري نواة ثروة صغيرة، كان أول ما فكر فيه أن يعيد ترميم وبناء وتجهيز المدرسة التي تعلم فيها في مدينة صيدا، وهي مدرسة فيصل الأول التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية. وبعدها انطلق تفكيره الى الآفاق الأوسع وهي كلها كانت متجهة في سبيل إنماء وتطوير المجتمع اللبناني وإفادة ومساعدة من هم بحاجة للمؤازرة والدعم من اللبنانيين لكي يشقوا طريقهم نحو المستقبل باقتدار”.

وتابع: “ولهذا كان أول ما توجه نحوه، هو إطلاق مشروع حديث متلائم مع العصر للتعليم والتدريب ولتطوير وتعزيز قدرات ومهارات الشباب اللبناني، ليس في صيدا أو بيروت فقط، بل في كل المناطق اللبنانية، وليستفيد منه كل اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب ومن دون أي تفرقة أو تمييز.
ولهذا كانت انطلاقته الأولى واستمرت موجهة نحو الإنسان اللبناني أي نحو بناء البشر وذلك عن طريق تعزيز قدراتهم ورفع مستويات تعليمهم وإتاحة الفرص الجيدة لهم في لبنان والخارج، وذلك قبل التفكير بإعادة بناء وإعمار ما دمرته الحرب الطويلة ومعالجة الأزمة التي كانت تعصف بلبنان.
وهكذا انطلقت مسيرة تعليم الشباب اللبناني. وكم كانت سعادته غامرة حين كان يلتقي كل سنة مع مواكب الخريجين من مؤسساته أو من البرامج التعليمية في لبنان والخارج، والتي كان يتولى تمويلها ورعايتها.
كانت رؤية رفيق الحريري ترتكز على أن ثروة لبنان الحقيقية هي في إعادة بناء قدرات اللبنانيين وبناء الإنسان اللبناني الذي سيتولى هو إعادة بناء وطنه. ولذلك كان شغله الشاغل تعليم الشباب والشابات الذين سيكون لبنان بحاجة إليهم وإلى قدراتهم وطاقاتهم وعلمهم الحديث والنافع. ولهذا كان يبعث أفواج الشباب الى مختلف الجامعات في لبنان والجامعات الأخرى في مختلف أرجاء الدنيا لكي يعودوا الى عائلاتهم مزودين بالعلم الحديث والكفؤ والنافع، وليكونوا منارات خفاقة بالعلوم الحديثة والثقافة المتفتحة على آفاق التفكير الرحب والواعد من أجل الإعداد للتلاؤم مع مقتضيات وحاجات المستقبل”.

واردف السنيورة: “كان مشروع رفيق الحريري أن يصبح العلم والمعرفة والتميز، والقدرة على الإنجاز والتفوق هو سلاح الشباب اللبناني، والذي هو ركيزة الإعمار والبناء والنمو الاقتصادي والتنمية المناطقية. وكان في ذلك يهدف إلى إشراك جميع المكونات اللبنانية في تحقيق النهوض الوطني والاقتصادي والاجتماعي للبنان الوطن ككل. وبالتالي كان يرى ضرورة أساسية لإعادة توحيد لبنان الوطن لجميع أبنائه. ومن أجل تحقيق ذلك كان عليه أن يعمل في الوقت ذاته من أجل اعادة إعمار مدينة بيروت وتوحيدها، إذ كيف يمكن توحيد لبنان دون توحيد عاصمته المقسمة، والتي كان يفصل بين شقيها منطقة واسعة من الخراب. ولذلك، كان توحيد العاصمة وإعادة بنائها لتعود لؤلؤة الشرق والقاطرة الحقيقية لاستعادة النمو الاقتصادي وتعزيز النهوض الثقافي والعمراني والحضاري في كل لبنان”.

وقال: “لقد كان المدخل الجديد لإعادة البناء الوطني عنده إذا يستند إلى أمور ثلاثة: التنمية الإنسانية والاقتصادية والعمرانية، والتعليم المتلائم مع حركة العصر ومع حاجات لبنان وشعبه من أجل تحقيق النهوض المنشود. وهاتان ميزتان للبنان، يجمع عليهما اللبنانيون. أما الأمر الثالث فهو البناء السياسي باعتباره أبرز تجليات العيش المشترك. إذ إن اللبنانيين طمحوا دائما لإقامة الدولة السيدة والقوية والعادلة والمستقلة التي تستطيع أن تحملهم إلى المستقبل الواعد.
كانت رؤية الرئيس الحريري في أن الأزمة يجب أن تنتهي يوما ولا يمكن أن يبقى لبنان في قلب الأزمة الطاحنة، ولهذا كان يرى أن على اللبنانيين أن يعملوا للخروج من هذا الأتون المدمر، وأن عليهم التحضر لكي يكونوا على أهبة الاستعداد للانطلاق مجددا نحو التلاؤم مع محيطهم العربي ومع العالم من حولهم، بحيث يشكلون هم ووطنهم لبنان قيمة مضافة لهم ولمحيطهم العربي وللعالم.
ولذا فمنذ منتصف الثمانينات، وانطلاقا من إيمانه بلبنان الوطن لجميع أبنائه، فقد كان نشطا وفعالا في أكثر من مجال وطني وحواري. ولذلك لم تتحرك أية مبادرة نحو الحوار والتقارب إلا وكان رفيق الحريري لصيقا بها أو قريبا منها. فمن حوارات جنيف ولوزان ومرورا بالأوراق والمحاولات الأخرى في عهد الرئيس أمين الجميل، والتدرج الى الاتفاق الثلاثي الشهير مرورا بكل الوثائق الحوارية بين الأطراف الداخلية وسوريا، ووصولا الى التحضير لاتفاق الطائف والمشاريع التي كانت مطروحة آنذاك والصيغ التي كان يتم تحضيرها ونقاشها، وتوصلا الى تلبية دعوة المملكة العربية السعودية للنواب اللبنانيين للاجتماع في الطائف. ثم في مواكبة كل ما كان يجري في لبنان دعما لعودة الحياة الطبيعية إليه”.

اضاف: “لقد كان لرفيق الحريري، كما يعرف كل الذين شاركوا في الطائف الدور الكبير ولو من خلف الكواليس لإنجاز هذا الاتفاق عبر المشاركة في تحضير الصيغ والمقترحات والنصوص التي جرى إعدادها تحضيرا للاجتماع.
كان رفيق الحريري يعمل بكل الاتجاهات وليل نهار لاستنهاض لبنان وإطلاق حيوية جديدة في صيغته الفريدة في العيش المشترك، والتي تمثل رسالته لأبنائه وللمجتمعات المتنوعة في محيطنا العربي وفي العالم. وهو بينما كان يعمل من أجل أن يمسح الخراب عن بيروت وعن مناطق عديدة أخرى من لبنان كان في الوقت عينه، يدفع باتجاه إنجاح الحل السياسي من أجل ضمان استمرار تدفق الحيوية والحياة والاندفاعة في مشروعه النهضوي للبنان.
لقد اضطلع رفيق الحريري وقبل أن يتم تكليفه برئاسة الحكومة في عهد الرئيس الياس الهراوي بدور حارس الجمهورية واضعا امكانياته المادية وصلاته السياسية والدعم الكبير المفتوح من المملكة العربية السعودية والأصدقاء الأوروبيين في خدمة لبنان وعودة لبنان الى الحياة الطبيعية.
ولقد عمل الرئيس الحريري بعد ذلك على إغناء الصيغة اللبنانية القائمة على الميثاق الوطني، والتي أصبحت تستند إلى وثيقة الوفاق الوطني اللبناني، وكجزء لا يتجزأ من الدستور اللبناني الذي انبثق من هذه الوثيقة. لقد أصبح ذلك كله من أهم النتائج لواقع العيش المشترك بين اللبنانيين، والذي يشكل رسالة لبنان لمواطنيه ولمحيطه وللعالم. ومن أجل ذلك حرص الرئيس الحريري على تعميق الممارسة الديموقراطية وترسيخها من أجل تحقيق ديمومة النهوض الوطني والإنساني والاقتصادي والاجتماعي الذي حلم به وضحى من أجله اللبنانيون شيبهم وشبابهم على مدى عقود طويلة ماضية”.

واشار الى انه “حين انطلق الرئيس الحريري في عمله ومسؤولياته السياسية والحكومية، كانت الورشة التي أطلقها كبيرة بل هائلة. لكن الصعاب التي واجهته كانت كبيرة وكبيرة جدا. فمن احتلال وتهديد إسرائيلي إلى مشكلات دائمة مع الوجود السوري، ومعاناة شديدة من تدخلات ومكائد النظام الأمني السوري اللبناني، إلى مجالدة المشكلات السياسية المحلية والمشكلات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعصف بلبنان من كل حدب وصوب. فهو كلما كان ينجح في تخطي حاجز أو مشكلة، كانت، وبقدرة قادرة، تنتصب أمامه حواجز ومشكلات، ولكن لم يكن ذلك ليضعف من همته ولا ليؤثر على عزيمته وجلده وإصراره وصبره ومثابرته على استيلاد الحلول من رحم المشكلات”.

وقال السنيورة: “كلنا يذكر كم واجه من اتهامات وتهجمات وافتراءات حين انطلق وعلى سبيل المثال في بناء مطار بيروت الدولي، ولنعد ونستذكر ما كان يقال عنه ويهاجم به آنذاك، لماذا؟! بسبب ضخامة المطار، وكيف تحول مطار بيروت المتطور إلى قاطرة لتحقيق النهوض اللبناني وأصبحت اليوم توسعته وتكبير إمكاناته أكثر من ضرورة.
وإلى المطار وإعادة إعمار وسط بيروت والورشة الإعمارية في سائر أنحاء لبنان، في الماء، والصرف الصحي، والكهرباء، والاتصالات، والطرق، والمستشفيات، والمدارس، والجامعة اللبنانية، والملاعب الرياضية، ما نزال نذكر الشائعة الكاذبة والملفقة التي كان يعمل على ترويجها عن تقديمه الحجر على البشر، وكأنما ذلك البناء والإعمار لم يكن للبشر ولم يكن من أجل تحسين مستوى ونوعية عيش اللبنانيين.
لقد ظلم رفيق الحريري، وحورب ثم اغتيل لوقف اندفاعه ولوقف مشاريعه وإحباط تطلعاته وضرب فكرة نهوض لبنان وحلم أبنائه من الشباب والشابات بلبنان الجديد”.

وتابع: “لقد تغيرت الظروف، ويقول البعض إن الأولويات تغيرت. لكن تعالوا نستعرض أولويات رفيق الحريري، في ضوء متغيرات الثلاثة عشرة عاما الماضية:

الأمر الأول: كان همه تعزيز التمسك باتفاق الطائف والتأكيد على احترام الدستور. فاتفاق الطائف هو الذي أنهى الحرب الأهلية، وفتح المجال لإقامة نظام المشاركة، وصار أساسا لبناء وطني جديد.
فاتفاق الطائف هو الذي صالح المسيحيين مع عروبتهم كما صالح المسلمين مع لبنانيتهم. وبالتالي فقد أصبح اللبنانيون مواطنين ينتمون إلى طوائف مكونة لا تمييز بينها ولا درجات لها في المواطنة. فالدستور هو الذي يجمع اللبنانيين والقانون يجب أن يطبق على جميعهم من دون استثناء. واتفاق الطائف هو الذي أسس لبناء الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنون بالحقوق والواجبات، وذلك من خلال تجاوز الطائفية وبناء نظام المجلسين: مجلس تشريعي يؤمن الحقوق للمواطنين الافراد، وآخر يؤمن الضمانات للطوائف والجماعات. وهو الاتفاق الذي ألغى أي امتيازات لأي جماعة على حساب أي جماعة أخرى. فلا حقيبة وزارية ولا موقعا دون ذلك مكرسا لطائفة أو لحزب معين كما انه ليس هناك من حقيبة وزارية أو موقع ما دون ذلك محظور على أي طائفة لبنانية مهما صغرت، وتاريخ لبنان السياسي شاهد على ذلك. كذلك فإنه لا اختصاص لتيار أو لفريق من اللبنانيين فهذا مهتم بالإعمار وينحصر دوره هناك، وآخر مهتم بالسيادة والاستقلال ولا أحد غيره لديه القدرة على مساءلته فيما يقوم أو لا يقوم به. المهم هو استمرار احترام مواقع الجميع شرط أن يحترموا مواقع الآخرين.
إن اتفاق الطائف هو الذي يوفر ويتوافر له وبفضل مرونته وأصالته واستشرافه استقرارا دستوريا وقانونيا للبنان، بحيث يمكن ودونما انفعال أو تسرع دراسة إمكانيات التطوير والتحسين مع استكمال تطبيق ما ينص عليه هذا الاتفاق، وذلك أيضا مع استعادة الدولة لدورها ولحضورها ولسلطتها الحصرية على كامل التراب اللبناني استنادا إلى القوى الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.
والأمر الثاني: العمل على استعادة التميز والتفوق اللبناني في التربية والتعليم وإنجاز البنى التحتية والمرافق الصحية، وبناء التكنولوجيات الجديدة لاستقبال الجديد العالمي والإنساني ولتتعزز القدرة التنافسية للإنسان والاقتصاد اللبناني. وهو الأمر الذي كان يفترض أن تتعزز مسيرته ويستمر تقدمه وتلاؤمه مع مقتضيات المراحل المستجدة.
والأمر الثالث: تعزيز معدلات النمو الاقتصادي وتوسيع إطار التنمية المناطقية والمشاركة مع القطاع الخاص بما يسهم أيضا في تكبير حجم الاقتصاد بالتشارك بين القطاعين الخاص والعام، والانفتاح على الاقتصادين العربي والدولي بما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي المستدام.
والأمر الرابع: ومن ضمن خدمة البناء الوطني والبناء السياسي والإداري للدولة، التأكيد على اعتماد واحترام معايير الكفاءة والجدارة والاستحقاق في تولي الوظائف العامة، بحيث تتعزز حيوية وإنجاز الإدارة والمؤسسات العامة، وتتعزز عناصر ومناخات النهوض الاقتصادي والاجتماعي، ويتحسن عمل المؤسسات العامة والخاصة، بحيث يشعر الشباب اللبنانيون المتميزون أنهم موضع رعاية وتقدير، وليسوا عالة على المواقع السياسية. كما تتعزز فرص العمل من أمام جميع اللبنانيين ولاسيما من أمام الشباب في شتى المناطق اللبنانية وتتحسن مستويات وأدوار القطاع الخاص في تحقيق النمو وتوفير فرص العمل الجديدة.
والأمر الخامس: إقامة أفضل العلاقات مع دول العالم العربي، وفي الطليعة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وجمهورية مصر العربية، ومع جميع دول العالم القريب والبعيد ومع عواصم القرار في أوروبا وأميركا وآسيا وذلك على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون اللبنانية أو التدخل في شؤون الآخرين”.

وسأل: هل أي من هذه الأمور لم يعد أولوية اليوم؟ كلها ما تزال أولوية. ولو تأملنا المشكلات الحاصلة لوجدنا أنها في معظمها ناجمة عن الإخلال بهذه الأولوية أو تلك أو بها جميعا.
نستذكره اليوم في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاده رحمه الله، على أمل أن نسترشد بتجربته الهامة ورؤيته الكبيرة وحيويته التي لا تعوض. أليس هو القائل: “ما حدا أكبر من بلده”. هذا صحيح ولكن ماذا يستطيع الرجل الكبير أن يفعل في وجه من يحاولون دائما أن يعيقوا نهوض هذا الوطن، الكبير بطموحات أبنائه، لكي يصبح على قياسهم”.

وشدد على انه “من الطبيعي عدم الاستسلام لأولئك وأن يستمر السعي مع الأمل أن يتعزز التمسك بالإنجازات التي عمل الرئيس الشهيد من أجلها وأهمها الحفاظ على الطائف والدستور والدولة المدنية الحرة المستقلة السيدة على كامل أرضها وإداراتها ومؤسساتها، دولة المواطنة القادرة على احتضان كل اللبنانيين وخدمتهم، والعمل بكفاءة من أجل النهوض والتلاؤم مع مقتضيات المستقبل.
إننا على ثقة أن دولة الرئيس سعد الحريري يتابع مسيرة والده الشهيد ويسير على خطاه محافظا على إرثه الكبير ومتمسكا بجميع الثوابت والمبادئ والاولويات، معززا ذلك بإرادته وعزيمته وتوفيق من الله عز وجل، من أجل أن يتأمن للبنان واللبنانيين طريق المستقبل الواعد والزاهر تحقيقا لما كان يحلم به شهيدنا الكبير وعمل عليه طوال حياته”.

وختم السنيورة: “رفيق الحريري رجل الدولة والعصر والمستقبل. فهناك جيل كامل وواسع من اللبنانيين والعرب والدوليين ما زالوا يعتزون بأنهم كانوا يعرفونه أو كانوا على علاقة به أو عملوا معه أو عايشوه. وهناك أجيال قادمة من اللبنانيين سوف تقتدي بخصاله وبمسيرته، وهي التي سوف تستولد من محبته الخالصة للبنان ومن أحلامه الكبيرة من أجل لبنان زادا لا ينضب من أجل تحقيق أحلامها في الانتماء لوطن يريدون ان يكونوا فيه ومعه وأن تكون لهذا الوطن مكانته تحت الشمس وقدره الكبير بين الأمم.
وعلى أمل أن نرى العدالة وقد تحققت بكشف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للمجرمين الذين اغتالوا ذلك الإنسان العظيم ورفاقه الشهداء، نسأله تعالى أن يسبغ على رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الابطال فيضا من رحماته وأن يسكنهم فسيح جناته”.

وفي الختام، قدمت الترك درع الجمعية للرئيس السنيورة والصايغ.